أنان يتلقى رد دمشق: لا يمكن للأزمة أن تستمر طويلاً

27-03-2012

أنان يتلقى رد دمشق: لا يمكن للأزمة أن تستمر طويلاً

شدد مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، الذي تلقى ردا جديدا من السلطات السورية على النقاط الست التي قدمها لها، امس، على ان السوريين هم الذين عليهم ان يقرروا ما اذا كان على الرئيس بشار الاسد ترك الحكم، مؤكدا انه من غير العملي طرح جداول وحدود زمنية لإنهاء الازمة «في الوقت الذي لم يتم فيه الحصول على موافقة الأطراف». أنان خلال مؤتمره الصحافي في مطار موسكو أمس قبيل سفره إلى بكين (رويترز)
وكان انان قد تلقى دعما من موسكو وبكين لمهمته، فيما حذر الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف من ان خطة المبعوث الدولي والعربي الى سوريا تشكل الفرصة الاخيرة لتجنب «حرب أهلية» في هذا البلد، فيما أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان تقديم «مساعدات غير فتاكة» للمعارضة السورية.
في هذا الوقت، طلب مجلس الشعب السوري من الاسد تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من ايار المقبل. وقالت وكالة (سانا) «التمس المجلس من رئيس الجمهورية النظر في تأجيل الانتخابات التشريعية الى موعد لاحق ليتسنى ترسيخ الاصلاحات الشاملة». وأضافت ان ذلك يسمح «بانتظار مقررات الحوار الوطني الشامل وتمكين الاحزاب المرخصة (...) من القيام بدورها الوطني من أجل انتخابات ديموقراطية وفقا للدستور الجديد». وتنتهي غدا فترة تقديم طلبات الترشيح الى الانتخابات.
وقال المتحدث باسم المبعوث الدولي والعربي احمد فوزي، في جنيف، ان «الحكومة السورية ردت رسميا على الخطة المؤلفة من ست نقاط التي وضعها انان، وكما وافق عليها مجلس الامن». وأضاف ان «انان يدرس الرد وسيجيب عليه قريبا جدا».
وكان انان قد أعلن في 14 آذار الحالي انه تلقى ردا اوليا من السلطات السورية على خطته، التي تدعو الى وقف جميع أشكال العنف من جميع الاطراف تحت إشراف الامم المتحدة وتقديم مساعدات إنسانية الى السكان وإطلاق سراح المحتجزين.
وقال انان، في موسكو قبيل انتقاله الى بكين، ان «القرار يرجع الى السوريين في استقالة الاسد» في الوقت الذي يطالب فيه الغرب بإلحاح برحيل الرئيس السوري. وأضاف «من المهم في هذا الوقت العمل على ان يجلس جميع السوريين حول طاولة المفاوضات».
ورفض انان تحديد جدول زمني لعملية التسوية في سوريا. وقال إن الأزمة في سوريا «لا يمكن أن تستمر لأجل غير مسمى»، لكنه أضاف «من غير العملي طرح جداول وحدود زمنية في الوقت الذي لم يتم فيه الحصول على موافقة الأطراف». وتابع «لا يمكن السماح باستمرار هذا لأجل غير مسمى، ومثلما قلت للأطراف على الأرض، لا يمكنهم مقاومة رياح التغيير».
وقال انان «لقد طالبنا الحكومة السورية بالقيام بالخطوة الاولى، كبادرة حسن نية تجاه شعبها، والموافقة على وقف الاعمال العدائية»، مضيفا انه في إطار عملية السلام فإنه يمكن إرسال بعثة مراقبين من الامم المتحدة الى سوريا «للتأكد من احترام جميع الاطراف للتعهدات التي ستتخذها».
وأضاف ان «موسكو أبدت استعدادها للعمل معي. وأعوّل في الحصول على الدعم نفسه من بكين». ودعا السعودية وقطر الى دعم مهمته في سوريا. وقال «في الشرق الاوسط هناك كثير من النزاعات التي تمس حياة الناس، ويجب احترام القانون الدولي لدى تسوية هذ النزاعات»، مضيفا «أتوقع أن يدعم المجتمع الدولي بأسره عملية السلام» في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ان «الصين تقدر وتؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها انان، وتأمل أن تسمح زيارته بإجراء مناقشات معمقة حول التوصل الى حل سياسي للمسألة السورية». وأعلن ان الصين تأمل «حلا عادلا وسلميا وملائما» للأزمة.
وكان ميدفيديف قد اعتبر، بعد اجتماعه مع انان في موسكو أول امس، ان خطة انان هي «الفرصة الاخيرة لتجنب حرب أهلية أطول وأشد دموية. نأمل بشدة ان يتوج عملكم بنتيجة إيجابية. ومن ثم نزودك بكامل دعمنا على كل المستويات وبمختلف السبل في المجالات التي يمكن للروس بالطبع تقديم المساندة فيها».
وقال انان في بداية محادثاته مع ميدفيديف، في مطار بموسكو، «أمام سوريا فرصة اليوم للعمل معي ومع عملية الوساطة هذه لوضع نهاية للصراع والقتال وإتاحة الوصول لمن هم بحاجة الى مساعدة إنسانية، علاوة على بدء عملية سياسية تؤدي الى تسوية سلمية». وأعلن انه يتوقع ان تؤدي روسيا «دورا نشطا» في التأكد من ان الطرفين يلتزمان بنقاط خطة السلام التي نالت دعما من مجلس الامن الدولي.
وقبل لقائه ميدفيديف، اجتمع انان مع لافروف الذي اتفق معه، بحسب مسؤولين روس، على الحاجة لبذل «جهود إضافية» من قبل قوى دولية واقليمية من أجل حل الازمة.
ونقلت وكالة «انترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله ان «الطرفين شددا على اهمية العمل مع الحكومة والمعارضة على حد سواء».
وشددت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، على اهمية «عدم التدخل» في الشؤون الداخلية السورية. وقالت «أوضح لافروف ان على المجتمع الدولي في هذه المرحلة تعزيز تعاونه مع مهمة انان وهذا يفترض عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا واعتبار انه من غير المقبول تقديم دعم لأحد طرفي النزاع».
واعتبر المستشار الدبلوماسي الرئيسي للكرملين سيرغي بريكودكو، السبت الماضي، انه من المتعذر وقف النزاع «من دون وقف الامدادات بالاسلحة للمعارضة من الخارج».

وفي العاصمة الكورية الجنوبية سيول، تطرق الرئيس الاميركي باراك اوباما، بعد اجتماع مع ميدفيديف، الى الخلافات المستمرة بين البلدين حول سوريا، لكنه أعلن ان البلدين أصبحا متفقين على «دعم جهود انان بهدف وقف حمام الدم في سوريا»، معتبرا ان الهدف النهائي هو قيام سلطة «مشروعة» في دمشق.
وقال ميدفيديف إنه يدعم مهمة انان لوقف القتال في سوريا. وأضاف «انا والرئيس الأميركي نؤكد أن (مهمة انان) وسيلة جيدة للتوصل الى نقطة أولية على الأقل للتسوية وفتح الطريق للاتصال بين فصائل المجتمع المختلفة في سوريا».
وكان اوباما قد اتفق مع اردوغان، أول امس، على ان اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في اسطنبول في الاول من نيسان المقبل، يجب ان يسعى الى تزويد المعارضة «بالمساعدات غير العسكرية والامدادات الطبية» للمعارضة. وكررا دعوتهما الى «عملية انتقالية نحو حكومة شرعية» في سوريا.
وأعلن مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستزور الرياض الجمعة والسبت لإجراء مباحثات تتناول خاصة الجهود الرامية الى «وضع حد لحمام الدم في سوريا». وقال ان كلينتون ستجري محادثات في الرياض مع الملك عبد الله ووزير الخارجية سعود الفيصل الذي ستبحث معه قضايا اقليمية وكذلك التعاون بين البلدين في المجال الامني و«الجهود التي تبذلها الاسرة الدولية لوضع حد لحمام الدم في سوريا».
وأوضح المصدر ان كلينتون ستتوجه السبت الى تركيا للمشاركة في المؤتمر الثاني لـ«أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في اسطنبول في الاول من نيسان المقبل.
وأكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور لوكالة «رويترز» ان لبنان سينأى بنفسه عن أي قرار يضر بسوريا ويمس باستقرارها ووحدتها في اجتماع القمة العربية المقرر عقده في بغداد الخميس المقبل. ورحب بمبادرة انان، موضحا ان سوريا رحبت ايضا بتلك المبادرة «ولكن على الأطراف الأخرى أن تتعاون. على المعارضة الآن أن ترحب ولكن مع الأسف يبدو ان هناك خلافات داخل صفوف المعارضة السورية حيال مبادرة انان».
وذكرت «سانا» ان «السلطات أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من تركيا الى ريف ادلب، وقتلت في محيط بلدة دركوش عددا من عناصرها فيما لاذ الآخرون بالفرار نحو الاراضي التركية».
وقالت «سانا» ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت خطا لنقل مادة الغاز من حقول الجبسة الى حمص عبر تفجيره بعبوة عند منطقة بئر الجوف».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...