هل كان السنافر شيوعييين؟

10-08-2009

هل كان السنافر شيوعييين؟

بعد مرور نصف قرن على ظهورهم الاول عام 1958، تسري شائعة غريبة وطريفة مفادها أن السنافر كانوا شيوعيين. قد تبدو هذه الاشاعة سخيفة للوهلة الاولى ، ولكن متى لم تستخدم الرسوم المحركة لنشر الايديولوجية؟ أو بشكل أبسط متى لم تستخدم لإيصال فكرة ما ولو بشكل غير مباشر؟.... ربما تستحق هذه الشائعة أن نتفحصها قليلاً من خلال بعض الملاحظات.
-1-
يعيش السنافر في مجتمع قائم على المساواة
السنافر هم اشخاص زرق قصيرو القامة متشابهون يعيشون بسعادة في الغابة. وبعكس بعض الشخصيات الكرتونية مثل تان تان ليس الفرد هو من يلعب دور البطل بل المجموعة كلها. كما أن لونهم أزرق يشير الى انتمائهم الى الطبقة العمالية.
-2-
السنافر يعبئون جهودهم لإنجاز الاعمال الكبرى:
يتشارك السنافر في كل شيء ويعملون كلهم يداً بيد كشخص واحد في ورش البناء الضخمة من أجل بناء الجسور أو السدود الضخمة الضرورية من أجل الجماعة.
-3-
السنافر يحتقرون المال:
السنفور لا يمتلك المال، كما أنه من جهة أخرى ينظر للذهب- وهو ركيزة النظام الرأسمالي- على أنه " شيء قذر"، سقط متاع، لايعرف ما يفعل به. وما إن يجعل أحدهم المال يسري في مجتمعهم حتى تتخذ
منحى سيء.
-4-
يسقط الطفيليون وخائنو المجتمع:
يأتي في مرتبة البؤساء الذين يقوضون الننظام سنفور مازح (المخرب) وسنفور كسول. وهذا الأخير يشكل إهانة للمثل السنفوري القائم على افتداء النفس بالعمل.
-5-
يسير عالم السنافر نحو غد مشرق:
لدى ظهورهم الأول كشخصيات ثانوية في بعض المجموعات القصصية، كان السنافر يعيشون في قرية تقع وسط غابة من الأشجار السوداء العارية. ولكن اعتباراً من المجلد الأول (السنافر السود) أصبح عالمهم أكثر رحابة. إذ تحول إلى جنة تقع على طرف غابة غناء على ضفة نهر ساحر.
-6-
أبو الشعب الصغير يرتدي الأحمر:
والأكثر من هذا له لحية كارل ماركس. إنه بابا سنفور وهو مزيج غريب من مؤلف الرأسمال الشهير وأكثرأتباعه شهرة لينين وستالين. ألم يكن مثلهم سريعاً في معاقبة العديد من المنشقين.
-7-
منافس بابا سنفور يشبه تروتسكي:
هل عرفتموه؟ إنه سنفور مفكر فهو يرتدي النظارات المدورة التي يرتديها تروتسكس منافس ستالين الشهير. والعبارة الشهيرة للسنفور أبو النظارات هي:" كما يقول بابا سنفور دائماً" ثم يضيف مخادعاً: لا يمكن سنفرة أي شئ دون رأي بابا سنفور، ويقول هذا غالباً ليحمل المعلم على تغيير رأيه، ويجعله يتبع وصفات خاصة به تقود السنافر للبحث عن مثاليات " انشقاقية
" تؤدي في العديد من الحلقات لإبعاده عن القرية كليون تروتسكي عن الإتحاد السوفييتي.
-6-
المبادرة الفردية تقود للكارثة:
سنفور عبقري المبتكر المتحمس على شاكلة مدير مشروع رأسمالي ينطلق في تجارب غالباً ما تنتهي بالفشل الذريع.
-9-
صورة شرشبيل تصوير ساخر للرأسمالية الدولية:
ليس لدى شرشبيل المتعطش للمال سوى فكرة واحدة في رأسه، وهي تصل لحد الهوس المرضي، إنه يريد الإمساك بالسنافر بالسنافر لتحويلهم إلى ذهب. يمثل شرشبيل الغريب الجشع الدخيل والمسيطر. وغالباً ما تنتهي مساعيه بالفشل وعندها فإن تقاسيم وجهه تشبه الصورة الساخرة التي تمثل الراسمالي الدخيل المرفوض في الإتحاد السوفييتي الستاليني، الدكتاتورية الوطنية العنيفة الكارهة للأجانب، والكارهة المضادة لأمريكا طبعاً. وذهب البعض لدرجة المقارنة بين قصة شرشبيل وهرهور اسرائيل الحليف التاريخي للولايات المتحدة.
-10-
هل كان مخترع السنافر شيوعياً بالسر؟
هذا بعيد الإحتمال. فالبلجيكي بيير كوليفور واسمه الفني هو "بيو" أراد فقط صنع رسوم متحركة تجذب الأطفال كما لم يصرح هذا الرسام المولود في 25 حزيران 1928 عن أرائه في هذا الشأن أبداً. وهنا نلاحظ أنه وبعيداً عن اهتمامه بالأطفال فقد بنى ثروة كبيرة، واعتمد على عائلته في استثمار نجاح مخلوقاته الزرقاء. فقد عهد لابنته بادارة تسويق المنتجات السنفورية التي تملأ الكوكب منذ ثمانينات القرن الماضي. وجعل ابنه على رأس استديوهاته مديراً لإنتاج المجموعات القصصية والرسوم المتحركة والدعايات المعتمدة على السنافر.
وبالمقابل يمكننا التساؤل عن دور رجل في الظل و إيفان ديلبورت وهو كاتب سيناريو ومدير تحرير مجلة سبيرو الذي ساعد بيو في ابتكار شخصية السنافر وكتب سيناريو العديد من مجموعاتهم وأسس ملحقاً خاصاً في المجلة آنفة الذكر مهد فيه روحياً لاحتجاجا أيار 68 وربما تكون روحه المعادية للتقليدية واللاذعة هي الروح السنفورية الحقيقة.

ترجمة :محمد اسعيد

عن مجلة ca m interes se الفرنسية

مجلة شرفات السورية الثفافية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...