هل بودلير هو الذي يقف في خلفية الصورة؟

30-11-2013

هل بودلير هو الذي يقف في خلفية الصورة؟

هل هو الواقف في خلفية الصورة أم أنه شخص آخر؟ سؤال قد يبدو بسيطا، لكنه يثير في الوقت الراهن الكثير من التعليقات والتحليلات والتكهنات، والانتظار أيضا، في العاصمة الفرنسية التي تنتظر إجابة مؤكدة، لتصبح ربما حدثاً ثقافياً في الأيام المقبلة. والسبب؟ كلّ التكهنات، لغاية الآن، تشير إلى أن هذا الشخص، الذي لا يظهر بوضوح، والذي تبدو ملامحه غائمة، قد يكون الشاعر الفرنسي شارل بودلير.
منذ القرن التاسع عشر، لم يتمّ العثور سوى على صورة واحدة لبودلير، وتمّ تأكيد ذلك من قبل الخبراء والعارفين. من هنا، تتسع التأويلات حول هذه الصورة هذه، المكتشفة حالياً، لدرجة أنه قيل إن المساحة التي تبلغها الصورة (13 × 18) قد يبلغ سعرها بين 50 و75 ألف يورو، فيما لو كانت صحيحة. من هنا يعكف الخبير سيرج بلانتيرو على تحقيقاته الموسعة ليتأكد من صحتها أم عدمها. وكانت نقطة انطلاقته في ذلك كلّه نيغاتيف «مزجج»، وهي تقنية كانت تستعمل ما بين عامي 1851 و1880، في فن التصوير.
لكن بين ذلك كله، كيف بدأت الحكاية؟ تروي مجلة «الاكسبرس» أن كل شيء بدأ في أحد «أسواق البرغوث»، إذ جاء رجل يبيع أشياء قديمة، ليقترح على بلانتيرو شراء ألبوم صور قديم يتضمن بعض الصور عن عائلته كما عن أشخاص آخرين. المبلغ كان زهيدا، وحين ألقى بلانتيرو نظرة على الصور لفتته هذه الصورة، التي كانت تحمل توقيعاً بخط اليد، فعدا عن شكه بأن الشخص الكامن في الخلف هو بودلير، كان التوقيع يشير إلى اسم «السيد أرنولديه» أي أن الصورة حقيقية. فما كان إلا أن اشترى ذلك. ومن كان أرنولديه هذا؟ تذكر بلانتيرو أن الاسم ورد حين قرأ مرة مقالة لجان أديمار، تعود إلى عام 1957، وكان يعمل حافظاً للمكتبة الوطنية وهو الذي أشرف على المعرض الكبير الذي أقيم يومها احتفاءً بمرور مئة عام على صدور «أزهار الشر». يقول الحافظ: «كان أرنولديه لفترة، مشرفاً على جناح «الاستامب في المكتبة الوطنية (بين 1858 و1869) وكان صديقا لمونسوليه وبودلير..» إذ تحددت هوية الشخص بسرعة في رأسه، على أنه بودلير.
مذّاك تشعب البحث، وتطرق إلى الكثير من الفرضيات والتكهنات، كما الرجوع إلى مراجع وصحف تلك الفترة، وفي كل مرة كانت ساحة بودلير هي الأوضح، لكن لغاية الآن ما من دليل حسي يمكن معه أن يُفحم الجميع بأن الصورة عائدة لواحد من أشهر شعراء فرنسا وأهمهم، وإن كان بلانتيرو لا يستبعد أن يتم العثور قريباً على نسخ أصلية من كتاب «أزهار الشر». في أي حال، كل الدراسات التي أجريت حول هذا الشخص الذي يبدو في خلفية الصورة، تشير إلى أنه يشبه بودلير، وبخاصة أنها قريبة من ذاك البورتريه الذي التقطه كارجات للشاعر.
في كل الأحوال، الجميع ينتظرون صدور النتائج النهائية، لعلها تقطع أن بودلير هو الذي كان يقف فعلا في خلفية هذه الصورة.

 

 

 

إسكندر حبش

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...