لندن تعرض أحد جسورها للبيع

01-12-2009

لندن تعرض أحد جسورها للبيع

أكثر من مئة ألف يورو سنويا هو حجم الضرائب الصافية التي يحصّلها جسر خاص فوق نهر التايمز في بريطانيا من خلال دفع رسوم المرور واعفاء مالكيه من دفع الضرائب، بيد أن وضعه في المزاد العلني أثار اهتماما لدى المزايدين وحفيظة السكان الذين طفح كيلهم من ملء جيوب الأفراد.عرض الجسر في المزاد يثير اهتمام المزايدين وحفيظة المستخدمين.

"ضرائب"، عبارة كتبت بأحرف كبيرة على لوحة صغيرة بيضاء عند مدخل "سوينفورد بريدج". وفي وسع مستخدم هذه الطريق قراءة ما يلي على اللوحة "خمسة سنتات "5،5 سنتات من اليورو" للسيارة الواحدة، اثنا عشر للحافلات وعشرة سنتات للشاحنة".

وتعتبر الخمسة سنتات بمثابة صدقة لكن نحو أربع ملايين وسيلة نقل تقطع هذا الجسر سنويا الأمر الذي يجعل وضع كشك صغير لحارس جمركي وسط الطريق ذهابا وايابا ضربا من الجنون إذ يحول الجسر إلى مصدر أموال فعلي.

من يرغب بعدم الابتعاد كثيرا عن لندن والذهاب مثلا إلى اوكسفورد شمال غرب لندن يعتمد الطريق الأقصر التي يؤمنها هذا الجسر الذي ينتمي إلى سلسلة الغرائب التي تؤلف جاذبية بريطانيا.

وكان كونت مقاطعة ابنغدون في اوكسفورد حصل في العام 1767 على إذن ببناء هذا الجسر على نفقته شرط اعفائه من الرسوم وعدم دفع الضرائب. وصدق على هذا الامتياز عبر اقرار قانون بذلك لا يزال نافذا الى اليوم.

وتروج دار "السوب" للمزاد العلني قائلة بأن المزاد "يشكل فرصة فريدة للقيام باستثمار يعود بأرباح غير خاضعة للرسوم" وذلك يوم الخميس المقبل في لندن، وقدر قيمة الجسر بين مليون ومليون و25 الف جنيه استرليني "10،1 و38،1 مليون يورو".

وقال نيل ماكيليجين احد المسؤولين في "السوب" لفرانس برس إن "المزاد أثار اهتمام كثر" غالبيتهم بريطانيين فضلا عن "مزايدين من أوروبا والولايات المتحدة ومن جامايكا واستراليا".

بيد أن بعض المسافرين يرون في عرض هذا الجسر للبيع فرصة لادخال الامتياز الملكي القديم العهد في النسيان. وعبرت جاين توملينسون الفنانة التي ترأس حملة "الغوا الرسوم" عن غضبها بالقول "هذا الأمر يعتبر سرقة". ووزعت عريضة في هذا الخصوص ضمت "أكثر من 800 توقيع" وفق توملينسون.

وتقطع جاين أيام العمل الجسر ذهابا وايابا من والى اكسفورد حيث تعمل. وبعد 13 عاما من استخدام الحافلات والسيارات اعتمدت أخيرا دراجة نارية صغيرة كي تهرب من حركة السير الخانقة على طريق الريف.

وراحت تصرخ في محاولة يعلو فيه صوتها على الضجة التي تتسبب بها سيارات ثقيلة تقطع الجسر "انهم يجعلون منا رهائن. لا يخضع كل هذا المال لرسوم فيما أنا كمواطنة يترتب علي دفع الضرائب".

ووفق دار "السوب" للمزاد العلني يحقق هذا الجسر سنويا ارباحا صافية تتراوح "بين 95468 و113487 جنيه استرليني" "105 الاف الى 125 الف يورو".

واوضح مايكل هاولي ممثل العائلة المالكة للجسر "أن الأمر ليس كذلك فالفائض لا يذهب إلى جيب أحد". اذ كانت السلطات وافقت في العام 1994 على رفع بدل الرسوم من اثنين إلى خمسة سنتات شرط أن يصب المردود الاضافي في صندوق مخصص لأعمال الترميم والصيانة اللازمة للجسر القديم.

ونص الاتفاق الذي وقع انذاك على برنامج طموح يمتد على 25 سنة من الأعمال بدءا من العام 1994، تصل كلفة تنفيذه الى 670 الف جنيه استرليني "750 الف يورو".

وأوضح هاولي أنه من دون دفع الرسوم كانت تكاليف الصيانة ستقع على عاتق "المشتركين"، مبررا بالتالي وجود حق المرور.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...