كتاب «الخمسمئة عام المقبلة

05-04-2008

كتاب «الخمسمئة عام المقبلة

لم تُثن الصعوبة البَيّنة في توقّع مسار الإنسانية خلال القرون الخمسة المقبلة، الباحث الانكليزي أدريان بيري عن محاولة تخيّل آفاق ذلك المستقبل البعيد في كتابه «الخمسمئة عام المقبلة»، الصادر عن «المجمع الثقافي في أبو ظبي» بترجمة من عثمان أحمد عبد الرحيم ومراجعه الدكتور محمد عطا المنان. وليس الأمر بغريب عن بيري. ففي وقت سابق، كتب اطروحة أكاديمية عن مستقبل استكشاف الفضاء، حملت عنوان «العشرة آلاف عام المقبلة».

ويرى بيري أن فترة الخمسة قرون التى يغطيها الكتاب ليست شديدة القصر فتصير تنبؤاتها غير مؤكدة ولا شديدة الطول فتكون عصيّة على التخيل. ويتأسس الكتاب على فكرة عامة تقول: إن كلما امتد الزمن الموضوع في الحسبان للتنبؤ بأحداثه، تزداد صحة تلك التنبؤات.

كما تنطلق أيضاً بعض أفكار الكتاب من مقولة أن التنبؤ بالمستقبل مؤداه أن الحاضر يبدو عادياً دوماً، في ما يظهر المستقبل خيالياً. والمفارقة أن الحاضر كان يوماً ما مستقبلاً بالنسبة الى ماضي الأيام، وسيكون المستقبل هو حاضر أناس آخرين أيضاً وسيعيشونه كشيء عادي مهما بدا خيالياً في الوقت الراهن.

وقسّم بيري كتابه إلى قسمين. يتصل الأول بتاريخ تطور العلم. ويرى فيه أن المكتشفات الماضية والراهنة تحفّز ما يليها من ابتكارات؛ ما يصنع بُعداً تطورياً لحركة الحياة ولتقدّم العلوم في الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وغيرها. ويلامس أيضاً مجموعة من القضايا في مجالات الطاقة والبيئة والسكان والمجاعات والكوارث وغيرها.

ويتناول القسم الثاني مستقبل الفضاء. ويطرح فيه رؤى كُتّاب الخيال العلمي عن غزو الفضاء واختراقه، مستعرضاً ما تحقّق فعلياً منها وما هو في طريقه الى التحقّق. ويلامس قضايا ذلك المجال مثل الشتاء الكوني وسفر النجوم والحرب الذرية والكيمياء الكونية واصطدام الكويكبات والمخلوقات المتقدمة والتقنيات الفلكية وغيرها.

واستناداً الى تلك المقاربة العلمية، يطرح كتاب «الخمسمئة عام المقبلة» مجموعة من التنبؤات مثل تخزين الشخصية الإنسانية على أقراص الحاسوب لاسترجاعها بعد موت صاحبها، وظهور أجيال من الإنسان الآلي (الروبوت) الفائق الذكاء لتحل محل البشر وبناء سفن فضاء أسرع من الضوء، واستعمار القمر والمريخ بتحفيز من الحاجة الى الطاقة الرخيصة، والاستعداد لمجيء عصر جليدي.

ويخطر في البال أن الكاتب البريطاني الراحل أرثر كلارك، وهو رائد أدب الخيال العلمي، توقع وصول الإنسان إلى القمر. وتحقّقت تلك الفكرة حين هبط رائد الفضاء الأميركي نيل ارمسترونغ على سطح القمر. وحينها، وُجِدَ بين الأميركيين من يقول إن كلارك قدّم القيادة الفكرية الأساسية لمغامرة الوصول إلى القمر. ولربما انطبق أمر مُشابه على توقّعات بيري، فيأتي المستقبل ليؤكّد أن الخيال هو قيمة عليا في الفكر البشري.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...