صالح يخضع لعلاج سعودي يستمر أسبوعين و«شـباب الثـورة» يحتفلـون بسـقوط نظامـه

06-06-2011

صالح يخضع لعلاج سعودي يستمر أسبوعين و«شـباب الثـورة» يحتفلـون بسـقوط نظامـه

يعيش اليمن حالة من الترقب في أعقاب إعلان السعودية أن الرئيس علي عبد الله صالح الذي خضع امس لجراحة في احد مستشفيات الرياض، سيعود الى بلاده خلال اسبوعين، فيما تابع معارضوه، الذين يقودون منذ أشهر انتفاضة واسعة ضد حكمه، احتفالاتهم في الشوارع بـ«هروبه» وبما اعتبروه «سقوطاً لنظامه»، الذي تولى إدارته نائبه عبد ربه منصور هادي، بتأييد سعودي وأميركي، ومباركة من المعارضة اليمنية. لافتة كُتب عليها «الشعب صنع ثورته ألف مبروك» خلال احتفال المعارضين اليمنيين في صنعاء أمس بمغادرة صالح إلى السعودية (أ ف ب)
وأكدت المعارضة اليمنية أمس أنها ستعمل «بكل قوتها» على منع صالح من العودة، بعدما قال مسؤول سعودي إن الرئيس اليمني، الذي خضع لعمليتين جراحيتين في الرياض اثر جروح أصيب بها جراء قصف قصره في صنعاء، «سيعود إلى صنعاء بعد أسبوعين من التأهيل الطبي»، مضيفاً إن «العملية الأولى هي استخراج شظية من الصدر والثانية عملية أعصاب في الرقبة»، موضحاً أن العملية المقبلة ستكون عملية تجميلية.
وكان الديوان الملكي السعودي أكد، في بيان اصدره في وقت سابق امس، ان «صالح وصل برفقة اخرين من مسؤولين ومواطنين ممن تعرضوا لإصابات مختلفة لاستكمال علاجهم في المملكة جراء الأحداث التي جرت مؤخراً في اليمن». ويعالج في السعودية ايضاً مسؤولون يمنيون رفيعو المستوى اصيبوا في الهجوم، أبرزهم رئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق امين ابو راس ونظيره لشؤون الدفاع والأمن راشد محمد العليمي.
في المقابل، اكد مكتب زعيم قبيلة «حاشد» الشيخ صادق الأحمر موافقته على وقف مشروط لإطلاق النار وإخلاء المباني العامة التي احتلها أنصاره في صنعاء بناء على طلب نائب الرئيس اليمني. وكانت مصادر قبلية أكدت أمس الاول أن الشيخ صادق مستعد لهدنة بعد جهود بذلتها السعودية للتهدئة.
وكان صالح اتهم شيوخ آل الاحمر الذين خاضوا مع قواته مواجهات دامية في صنعاء خلال الاسبوعين الماضيين، باستهدافه إلا أنهم نفوا الأمر.
في هذه الأثناء، التقى السفير الاميركي في صنعاء، جيرالد فيرستاين، نائب رئيس الجمهورية، الذي يفترض ان يدير شؤون البلاد في غياب الرئيس بموجب الدستور بحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ). ولم يصدر أي بيان رسمي بشأن إجراءات ادارة شؤون البلاد في غياب صالح، فيما استمر التلفزيون اليمني ببث الأغاني المؤيدة للرئيس.
وقال نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، إن صالح لا يزال الحاكم الشرعي لليمن، و«نحن في عصر ليبرالي وسيتم نقل السلطة بطريقة ديموقراطية».
وتلقى هادي اتصالاً هاتفياً من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني. وذكر التلفزيون اليمني ان الزيانى اكد خلال الاتصال تضامن دول المجلس مع الشعب اليمني في هذه الظروف الصعبة. وقالت مصادر في المعارضة والحزب الحاكم إن المفاوضات بدأت من أجل استقالة صالح، بناء على المبادرة الخليجية والتي كان الرئيس رفضها ثلاث مرات.
وكان منصور هادي قد اجتمع مع أبناء وأخوة وأبناء أخوة الرئيس الذين يشغلون ارفع المناصب في المنظومة العسكرية والأمنية في اليمن، من دون ان يرشح اي شيء عن هذا الاجتماع. وذكر مصدر مقرب من الرئاسة ان الاجتماع ضم نائب الرئيس مع كل من مدير مكتب القائد الاعلى للقوات المسلحة وقائد العمليات العسكرية علي صالح الاحمر، وقائد القوات الجوية محمد صالح، فضلاً عن أحمد وابني أخيه قائد الحرس الخاص طارق محمد عبد الله صالح، وقائد الامن المركزي يحيى محمد عبد الله صالح.
من جهته، أكد المتحدث باسم «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) محمد قحطان ان المعارضة ستعمل بكل قوتها لمنع صالح من العودة. وقال «نعتبر هذا بداية النهاية لهذا النظام المستبد الغاشم الفاسد»، في إشارة الى مغادرة صالح الى السعودية.
وعما إذا كان صالح سيعود الى اليمن برأيه، قال قحطان «بالنسبة لنا سنعمل بكل قوتنا لعدم عودته»، مشيراً الى أن «صفحته السياسية طويت منذ زمن».
وأكد قحطان أن المعارضة مستعدة للتعاون مع نائب الرئيس اليمني إلا أنه يجب إجبار أبناء صالح على تسليم السلطة اليه. وقال «نحن على اهبة الاستعداد للتعاون مع عبد ربه منصور، ولكن الصعوبة تكمن في ما اذا كان الأولاد (أبناء صالح) مستعدين ليسلموا السلطة اليه».
وفي الشارع، احتفل الشباب «بهروب» صالح، و«سقوط النظام». وهتف عشرات آلاف المتظاهرين، المتحمسين في ساحة الاعتصام في صنعاء، «حرية حرية اليوم عيد الحرية»، و«خلاص، سقط النظام»، و«اليوم يمن جديدة» و«يا شباب يا شباب علي عبد الله هرب». وقام المحتجون بذبح المواشي وبتوزيع اللحوم احتفالاً بمغادرة صالح.
ونظم الآلاف في تعز مسيرة وصلت الى ساحة الاعتصام التي تمكن المحتجون من احتلالها مجددا بعد طردهم منها بالقوة الأسبوع الماضي.
وألقى الجيش اليمني باللوم على «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» في الهجوم الصاروخي على قصر الرئاسة في صنعاء الجمعة الماضي. وذكر موقع صحيفة «26 سبتمبر» التابعة للجيش على الإنترنت أن «صالح وصل إلى السعودية الليلة الماضية (أمس الأول) لإجراء فحوص طبية في أعقاب الهجوم الجبان الذي شنه أعضاء من القاعدة».
بموازاة ذلك، قتل أربعة جنود من الحرس الجمهوري وثلاثة مسلحين مدنيين في اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط القصر الجمهوري، حسبما افاد شهود عيان ومشاركون في الاشتباكات. وقال الشهود إن القتلى السبعة سقطوا خلال اشتباكات عنيفة بين الحرس الجمهوري ومسلحين مدنيين منظمين تحت اسم «صقور حماية الثورة في تعز» بالقرب من الحرس الجمهوري في المدينة.
وقتل تسعة جنود في كمينين نصبهما عناصر من تنظيم القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم، حسبما افاد مسؤول عسكري امس الاول. وأصيب جنديان في عدن، كبرى مدن الجنوب، جراء انفجار قذيفة اطلقت على موقع للجيش في حي خور مكسر.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...