شخصياتنـا وفـق قططنـا وكلابنـا

01-11-2010

شخصياتنـا وفـق قططنـا وكلابنـا

ماذا تظهر علاقاتنا بالقطط والكلاب عن شخصياتنا؟ سؤال أجابت عنه دراسة توصّلت إلى فهم جديد للعلاقة بين الإنسان والقطط والكلاب.
فمن يربي القطة يختلف عمن يربي الكلب، إذ يُعدّ الأول من الناس العصــــبيين لكنه أكثر انفتاحاً على التجارب الجديدة، فيما يُعدّ الثـــاني من الناس الأكثر فرحاً وتقبلاً للآخرين.
فالعيش مع القطط على سبيل المثال هو دعوة للتحدي والنمو، بعيداً عن التملق، وهي واحدة من النتائج الأكثر وضوحاً التــــي تمخضت عما يُسمّى بالـ«انتروزولوجيا» أو دراسة العلاقة بين الإنسان والحيوان، والواردة أيـــضاً في كتاب العالم النفسي هال هرتسوغ بعنوان «نحب بعضها.. نكره بعضها.. ونأكل بعضها».
وبتعبير أكثر علمية، فإن الاستنتاج الرئيسي للـ«انتروزولوجيا» هو أن «الناس غرباء حقاً عن الحيوانات»، حيث ينقل هرتسوغ عن زميل له في وصفه طريقة تفكير البشر عن الحيوانات بقوله «إنه قمة التناقض».
هذا الأمر يظهر بوضوح في طريقة تعاملنا مع الكلاب ككائنات بشرية إلى درجة ما، في وقت نأكل الخنازير والأبقار. ففيما نعتقد أن تربية الحيوانات الأليفة تجعلنا أكثر سعادة وصحة، يرى علماء الأمر بشكل مختلف: يلاحظ هرتسوغ أن امتلاك الحيوانات الأليفة يساهم في شفاء المرضى ويخفض مستوى الاكتئاب لدى المسنين، فيما تفيد دراسة أجرتها جامعة «وارفيك» البريطانية أنه لا تأثير لهذا الأمر على وحدة البالغين. وتشير دراسة فنلندية إلى أن اقتناء حيوانات أليفة يشجع على الكسل عند الناس ويجعلهم أكثر عرضة لأمراض الكلى، والتهاب المفاصل وغيــــرها من المشاكل الصحية. وتشير دراسات «العلاج النفسي للحيوانات» إلى غموض في النتائج: يـــبدو أن لها فوائد نفسية على الكلاب، بعكس الدلافــين.
بدورهم، يؤكد بعض أصحاب الحيوانات الأليفة المستطلع رأيهم، أن الاهتمام بالحيوان يجعلهم أكثر سعادة، وهذا ما يظهر لغز الفلسفة التي تقدّمه دراسات عن آثار السعادة في خوض تجربة الأبوة والأمومة. لـــكن الحقيقة العامة هو أن الأمر يعود للإنسان نفسه، فإذا أقنع نفسه بأن العلاقة بالحيوان الأليف أشبه بمكافأة له تكون كذلك. ويستشهد هرتسوغ بدراسة تبين أن التفاعل مع الكلب يخفض الشعور بالوحــدة لدى المرضى في المنزل، في وقت يشعر المتفاعلون مع كلب آلي «روبوت» بالشعور ذاته. إذاً، لا يعتمد شعورنا بالسعادة في اقتناء الكلاب أو القطط على نوع الحيوان أو شكله، بل على وضعية المربّي التي يضع الإنسان نفسه فيها وإقناع ذاته بأنه سعيد بذلك.


المصدر: السفير نقلاً عن «الغارديان»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...