زهران علّوش: «العاميّون يفكّرون بالعاميّة»

25-02-2015

زهران علّوش: «العاميّون يفكّرون بالعاميّة»

«هناك علاقة بين اللغة العربية والدّماغ، فاللغة العربية تُفتّح الدّماغ، ولذلك كان العرب أذكياء». هذه النتيجة «الآينشتاينية» لا علاقة لها ببحوث أبي الأسود الدؤلي في علومِ النّحو، وليست واردةً في الإرث اللغويّ لسيبويه، وهي أكثر حداثويةً من دراسات الباحثين الأوائل في ما ورائيات اللغة العربية، إنّها ببساطة واحدةٌ من «التجليّات الإبداعية» لقائد جيش الإسلام زهران علّوش، وقد جاءت في سياق شريطٍ عرّف عنه مُصدّروه على أنّه «محاضرة القائد محمد زهران علّوش في دورة المراسل العسكريّ».لقطة من محاضرة علّوش (عن "فايسبوك")
مفردة «القائد» آنفة الذّكر تثبت، بما لا يقبل الشكّ، أنّ من قام بتصوير الفيديو ومن نفّذ المونتاج البسيط ينتميان إلى جيش الإسلام ذاته، الأمر الذي يدحض احتمال تسريبه من دون دراية صنّاعه، كما أنّ الكاميرا المُثبّتة قبالة المحاضر البليغ تعتبر تقليداً محفوظاً حين يتعلّق الأمر ببيانات علّوش وخطاباته المصوّرة.
مواقع التواصل الاجتماعيّ تداولت الفيديو (5:44 د.) على سبيل السّخرية، ويظهر فيه علّوش خلف طاولةٍ يلقي محاضرة يتحدّث فيها عن قيمة اللغة العربيّة وأهميّتها.
فبعد مقدّمةٍ يُفنّد فيها علّوش مناقب اللغة العربية واصفاً إيّاها بأعظم اللغات والأكثر قدرةً على احتواء المعاني، نجده يخوض في تحليلٍ يوصّف العلاقة بين سايكولوجيا الإنسان وبين لغته. يخلص في نهاية المطاف، إلى نتيجةٍ مذهلة مفادها أن «العرب يفكّرون بالعربي، والإنكليز يفكّرون بالإنكليزي، والفرنسيين يفكّرون بالفرنسي»، قبل أن يضيف إلى القوميّات السّابقة قوميّة جديدةً ويستطرد مُكتشفاً: «العاميّون يفكّرون بالعاميّة».
ولم يكتفِ قائد جيش الإسلام بهذه العتبة من الإعجاز التحليليّ، فتجاوزها إلى بناء خوارزميّة يشرح من خلالها الآلية الّتي اتبعتها أقوام شرق آسيا لتكوين لغتهم. فقد قام أحد الصينيين، ودائماً حسبَ رواية علّوش، برسم شجرةٍ، ثمّ أومأ لصديقه بأن: «هيّا نصعد الشّجرة»، ولاحقاً تمّ منح الشّجرة متلازمةً صوتية «أووو»، وعلى هذا النّسق تمّ بناء المفردات جميعها. فالبرميل، وفقاً لعلّوش، قد جرى رسمه، ثمّ تمّ تصويته عشوائياً «أييي»، وهكذا دواليك. وتوّج المحاضر الفذّ فكرته بمعلومة تفيد بأنّ اللغة الصينية نشأت على قوامٍ لم يتجاوز الخمسمئة كلمة، من دون أن يجد بين الجموع من يُنبّهه إلى أنّ عدد الأحرفِ النّظامية المعمول بها في اللغة الصينية يتجاوز الـ45 ألف حرفاً وأنّ محو الأميّة، فقط، على مستوى هذه اللغة يستوجب معرفةَ أربعة آلاف حرف على أقلّ تقدير.
يؤكّد علّوشأنّه أيّد فكرة تحويل اللغة العربية الفصحى إلى «اللغة الأمّ لأولادنا»، وأنّه بدأ بتطبيق هذه الفكرة على ابنه شارحاً شغف الأخير بفهم أعقد المفردات وأعمق المعاني، متجاهلاً، أيّ علوش، أنّه لم يستطع إكمال أكثر من جملتين اثنتين بلغةٍ فصيحةٍ من دون أن يُطعّمها بشيءٍ من العكّازات المحكيّة.
تعليقات مستخدمي الموقع الأزرق على الفيديو جاءت ساخرةً في مجملها، بعضهم عبث باسم قائد جيش الإسلام وحوّله إلى «محمد زهران علّوش أرخميدس» نسبةً إلى العالم الإغريقي الكبير.البعض الآخر اعتبر أنّ العلم سوف يخلّد نظريّات علّوش إلى الأبد، فيما دوّن أحد النّشطاء تعليقاً قال فيه: «لم أجد في الشّريط ما يثير الدّهشة، فهذا الغيم من هذا المطر، وهذه القائد من تلك الثّورة».

رامي كوسا

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...