رسالة برودون إلى ماركس في أيار 1846

23-02-2009

رسالة برودون إلى ماركس في أيار 1846

الجمل- ترجمة: مازن كم الماز: 

عزيزي السيد ماركس ,

أوافق عن طيب خاطر أن أكون واحدا من متلقي مراسلاتك , التي تبدو أغراضها و تنظيمها مفيدة جدا بالنسبة لي . لكن لا يمكنني أن أعدك بأن أكتب لها كثيرا أو لمدة طويلة : فبسبب مشاغلي العديدة , إضافة إلى العطالة الطبيعية , التي لا تتوافق مع جهود مراسلة كهذه . يجب علي أيضا أن أسمح لنفسي بحرية القيام بتعديلات أو أوصاف qualifications معينة لبعض ما اقترحته مقاطع مختلفة من رسالتك .
أولا رغم أن أفكاري في قضية التنظيم و التحقق هي في هذا الوقت قد حسمت تقريبا , على الأقل فيما يتعلق بالمبادئ , فإنني أعتقد أنه من واجبي , كما هو واجب كل الاشتراكيين , أن نحافظ على نمط نقدي أو جدلي لبعض الوقت , باختصار , إنني أجاهر علنا برفض مطلق تقريبا للدوغمائية الاقتصادية .
دعنا نبحث سوية , إذا رغبت , عن قوانين المجتمع , و الطريقة التي تتحقق بها هذه القوانين , و الأسلوب الذي يمكننا أن نكتشفها من خلاله بنجاح , لكن لأجل الرب , فقط بعد أن ندمر كل الدوغمائيات الأولية أو المسبقة , لا تجعلنا نحلم بدورنا بأن نلقن الشعب ( أو الناس ) , دعنا لا نسقط في تناقض ابن بلدك مارتن لوثر , الذي بعد أن أطاح باللاهوت الكاثوليكي , شرع في نفس الوقت بإقامة الأساس للاهوت بروتستانتي , مع العزل و اللعنة الكنسية ذاتها . للقرون الثلاثة الماضية كانت ألمانيا مشغولة بتفكيك عمل لوثر الرديء , لا تدعنا نترك البشرية في حالة اضطراب مماثلة لنزيلها فقط نتيجة لجهودنا . إنني أحبذ بكل قلبي فكرتك عن أن نأتي بكل الأفكار تحت الضوء , دعنا ندير جدلا جيدا و مخلصا , دعنا نعطي للعالم مثالا عن التسامح العلمي و بعيد النظر , لكن دعنا لا نجعل من أنفسنا , فقط لأننا على رأس الحركة , قادة لتسامح جديد , دعنا لا نكون في وضع رسلا أو أنبياء لدين جديد , حتى لو كان ذلك دين المنطق , دين العقل . لنجتمع معا و لنشجع كل الاحتجاجات , دعنا نسم ( أو نوصم ) كل حصر أو استثناء , كل تأمل مبهم , دعنا ألا نعتبر أن القضية و قد استنتفذت , و عندما نستخدم مناقشتنا الأخيرة , دعنا نبدأ من جديد , إذا دعت الحاجة , بطلاقة و تهكم . بهذا الوضع ( الشرط  condition  ) سأدخل عن طيب خاطر في جمعيتك . و إلا – فلا !
لدي أيضا بعض الملاحظات عن تلك العبارة في رسالتك : عندما تحين لحظة الفعل . ربما أنك ما تزال تحتفظ بالرأي الذي يقول أنه لا يمكن أي إصلاح في الوقت الحاضر دون مباغتة , دون ما كان يسمى شكلا بالثورة و هو في الحقيقة ليس إلا صدمة . ذلك الرأي , الذي أفهمه , و الذي أبرره , و الذي سأناقشه برغبة , و الذي اشتركت فيه أنا شخصيا لفترة طويلة , قد دفعتني معظم دراساتي الأخيرة للتخلي عنه كلية . أعتقد أنه ليست بنا حاجة إليه إذا أردنا النجاح و أنه علينا بالنتيجة ألا نقدم العمل الثوري كوسيلة للإصلاح الاجتماعي , لأن هذه الوسيلة المزعومة ستكون ببساطة دعوة للقوة , للطغيان , و بكلمة , مجرد تناقض . أنا شخصيا أضع المسألة بهذه الطريقة : أن نعيد إلى المجتمع , بواسطة الاتحاد ( أو الجمع ) الاقتصادي , الثروة التي أخذت منه من خلال اتحاد أو جمع اقتصادي آخر . بكلمات أخرى , أن نحول نظرية الملكية ضد الملكية من خلال الاقتصاد السياسي بطريقة تؤدي إلى خلق ما تسمونه أنتم الاشتراكيون الألمان الجماعة أو المجموع المشترك و ما سأقصر نفسي عليه في الوقت الحاضر هو مهمة الحرية أو العدالة . لكني أعتقد أنني أعرف وسائل حل هذه المشكلة مع تأخير بسيط فقط , لذلك فإني أفضل أن أحرق الملكية بنار بطيئة , عوضا عن أعطيها قوة جديدة بأن أقيم ليلة القديس بارتولومو* لأصحاب الملكيات.....

المخلص لك جدا
بيير – جوزيف برودون

* تصلح هذه الرسالة حتى اليوم كأساس للعلاقة بين الشيوعيين التحرريين و الشيوعيين السلطويين...
** مجزرة قام بها الكاثوليك ضد الهوغونيت في فرنسا ( عشية عيد باتولومو الرسول ) في عام 1572 , و التي كرست في أذهان البروتستانت في كل أوروبا أن الكاثوليكية دين دموي و عدواني .

نقلاُ عن: 
www.marxists.org/references/subject/economics/proudhon/letters/46_05_17.htm 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...