برلسكوني, ساركوزي, أردوغان.. المصير المشترك

02-01-2014

برلسكوني, ساركوزي, أردوغان.. المصير المشترك

مختارات «الجمل» من الصحافة التركية ـ ترجمة محمد سلطان:

برلسكوني, ساركوزي, أردوغان... المصير المشترك

خلال العشرة سنين الماضية لاحظنا تطابقا في نمط أنظمة الحكم في الدول التي تخضع للنفوذ الأميركي. رجب طيب أردوغان في تركيا, سليفري برلسكوني في يطاليا, ونيكولاس ساركوزي في فرنسا.

إذا حسبنا فترة حكم جورج بوش, نستطيع استنتاج نموذج هيكلية الحكم الغربي خلال فترة القرن العشرين.

كما أنهم يملكون أوجه تشابه أخرى. على سبيل المثال أردوغان وبرلسكوني يتشابهون بموضوع كرة القدم, وبرلسكوني وساركوزي يتشابهون بموضوع النساء. كما أن وجه التشابه بين بوش وأردوغان أن بوش سقط عن شجرة أحلامه وأردوغان سقط عن ظهر الحصان.

أما وجه التشابه بين هؤلاء الزعماء كلهم فهو التوازي بين حياتهم السياسية وثرواتهم الشخصية.

برلسكوني:

هو أهم ممثل لنظام المافيات في إيطاليا. حيث كان مقرب جداً من أردوغان لدرجة أنه شارك كشاهد في زواج ابنه. أهم ما يجمع الزعيمين في العلاقات الخارجية هي أنابيب النفط والغاز الطبيعي.

أنشأ برلسكوني قوته من خلال مثلث كرة القدم والإعلام والنفط. وفقد هيمنته على السياسة الإيطالية من خلال إدعاءات تفشي فضائح الفساد.

تمت محاكمته بتهمة تهريب الضرائب وتم سجنه أربع سنوات. كما  تمت محاكمته بتهمة استخدام قوته في الطرق السيئة وإقامة علاقات مقابل النقود, حيث عوقب جراء ذلك بالسجن لمدة 7 سنوات وحرم مدى الحياة من الخدمات العامة.

ساركوزي:

هو أحد رموز الزعماء الذين يعملون في سبيل خدمة الولايات المتحدة ممن ظهروا في الفترة الأخيرة.

وجد نفسه خارج إطار السياسة بعد فضيحة الفساد التي هزته بتهمة إيجاد موارد أموال غير شرعية ساهمت في حملة إنتخابات عام 2010 لمصلحته.

رفض ساركوزي إدعاءات المحاسب الشخصي القديم لصاحب شركة L,O real ووصفها بأنها مؤامرة وحملة تشويه. ولكن مع تقدم الأيام بدأت الرشاوى التي تقاضاها وزراءه بالظهور بشكل علني.

اضطر ساركوزي أن يضحي باثنين من وزراءه بعد تسميته لهذه الإدعاءات بأنها "حملة تشويه". ولكن هذه التضحية لم تنقذ ساركوزي. فخسر الانتخابات, ومن ثم رفعت حصانته ونفذت الدولة عمليات اقتحام على بيته ومكان عمله واعتقل الكثير من المقربين له.

رجب طيب أردوغان:

صاحب أول دعوى مالية جدية بحق أردوغان وردت من أغنى رجل في تركيا "رحمي كوتش". ادعى عام 2001 أن أردوغان يملك مليار دولار, ولكن لم يظهر الشيء الكثير ضمن ملكيته الرسمية.

بالرغم من أنه لم يظهر هذا الرقم الضخم بشكل رسمي ضمن بيانات ملكياته, ولكن كانت ميزانيته قد ارتفعت بشكل كبير ومفاجئ خلال فترة حكمه. هذا الارتفاع في الميزانية لم يطمئن الرأي العام ولم تنفع إدعاءاته بأنه اقترض المال من ابنه في تخفيف شكوكهم.

وفسر الذهب الذي قدمه لابنه في عرسه بأنه اقترض دينا من أحدهم ليشتري كل هذه الكمية من الذهب وليست من ملكه. كما فسّر اليخت الذي يملكه ابنه على أنه يقع ضمن العلاقات المادية بينه وبين ابنه. معادلة رياضية غريبة. فالوالد يدين ابنه والابن يدين أباه وفي المقابل تزداد ثرواتهم هم الاثنين بشكل فظيع.

ومن ناحية أخرى بحسب الإدعاءات التي ظهرت في وثائق ويكيليكس والتي تم الحصول عليها من ضمن مستندات تابعة  للـCIA أنه توجد ثماني حسابات سرية لأردوغان في بنوك سويسرا.

باختصار, إن أردوغان يواجه كما واجه أمثاله من برلسكوني وساركوزي قضايا فساد.

كيف ستكون النتيجة؟ من الواضح أنه ستكون نهاية أردوغان كما كانت نهاية ساركوزي الذي اتبع أسلوبه في التضحية بالوزراء.

(محمد علي كوللير – صحيفة: أيدناك)


العمليات والعمليات المضادة

منذ أن دخل مصطلح "عملية" إلى حياتنا الاجتماعية وعايشنا في جميع تفاصيل حياتنا, أصبح من المحتوم أن نفسر كل حادثة تحصل بأنها دليل حرب ونزاع.

دعونا نشير إلى الكلاديو (عقول التنظيم السري الذي يدير الدولة العميقة) والذي كتبنا عنه منذ زمن طويل وأشرنا إليه مراراً وتكراراً وأصبح الآن واضحا لدى الجميع.

في الدول التابعة لحلف الناتو نجد تنظيمات عملياتية سرية توضع ضمن البلاد بهدف سهولة مراقبة الناتو للدولة والحكومة والتحكم بإدارتها. حيث يكون لها امتدادات داخلية من ضمن الدولة, ولكن العقل المدبر والإستراتيجية تأتي من الولايات المتحدة الأميركية. وتقوم الامتدادات المحلية لهذه التنظيمات بتنفيذ تطبيقات هذه الإستراتيجية القادمة من الخارج بطريقة ملائمة.

في كل موقف حساس يكون هناك عنصر من عناصر التنظيم السري.

إن المنظرين وأصحاب الإيديولوجيات في كل حزب سياسي والرجل الأول أو الثاني في منظمات المجتمع المدني هم أناس يتبعون للتنظيمات السرية. فهم يملكون صحفيين وكتاب يقومون بالتأثير على الصحفيين الآخرين وتحديد عناوين كتاباتهم.

بالفعل إن العناصر الذين قاموا بالعمليات المسلحة والذين رتبوا الاغتيالات هم نفسهم الذين أعطوا للسياسة وجهة طريق العنف.

تم تنظيم الكلاديو ضمن صفوف الاستخبارات التركية ومؤسسة الجيش وحزب العدالة والتنمية. فتنظيمه لا يقتصر فقط ضمن صفوف الأصوليين وجماعة فتح الله كولين.

يجب أن نتذكر مقولة وزير الخارجية القديم إحسان صبري تشاغلايان كيل عندما قال: "إن الـCIA يحفر تحتي".

إذا تساءلتم ما هي درجة صحة هذه المعلومات, سوف تعون لخطورة الوضع إذا قرأتم عن تاريخ مرحلة تصفية الكلاديو في الدولة التابعة لحلف الناتو وبالأخص الدولة الإيطالية.

أشرنا إلى العمليات التي حصلت مؤخراً في 17 كانون الأول على أنها قسمت الكلاديو إلى قسمين. استطعنا فهم أن القسم العملياتي بقي ضمن أيدي الأصوليين.

في مرحلة ما قبل حكم حزب العدالة والتنمية تم نقل قسم كبير من الكلاديو ضمن الجيش إلى سلك الأمن بسبب تنظيم عمليات ضد الجيش.

عندما اقتضت الرئاسة الموازية (رئاسة مشروع شرق الأوسط الكبير) ذلك قام حزب العدالة والتنمية بإدخال تنظيم الكلاديو إلى الجماعة (جماعة فتح الله كولين).

إن المقولة الشهيرة لأردوغان عندما قال: "ماذا طلبوا ولم نفعل" أتت ضمن هذا السياق

كما أن الأشخاص الذين بدأ بتصفيتهم من ضمن سلك الأمن ليعين أتباعه بدلاً منهم هم أنفسهم الأشخاص الذين كانوا يتبعون للكلاديو ضمن جماعة كولين.

إذا نظرنا من هذا المنظور نستنتج أن الكلاديو المحلي تتم قيادته من قبل جماعة كولين.

سابقاً قامت كلاً من الحكومة والجماعة بعمليات مشتركة داخل الجيش واعتقلوا ضباط كماليين وتم توقيفهم في سجن سيليفري العسكري تحت حجة أنهم انقلابيون.

إن الغاية الرئيسية للولايات المتحدة هي تصدير رأس المال وخصخصة الأسواق الوطنية ضمن احتكارات منظمة. فالغاية هي تحجيم الأحزاب والمثقفين والضباط الذين وقفوا ضد هذه المخططات.

نعم تم تنفيذ العمليات. كما تم خصخصة ونهب الأسواق الوطنية. ولكن تزعزع الإيقاع الاجتماعي. وارتفعت نسبة البطالة وازدادت المشاجرات.

أعطى الشعب مؤشرات ثوراته. دخلت الولايات المتحدة بمحاولات جديدة. لتهدئة غضب الشعب من جهة وللاستمرار في تقدم نجاحاتها من جهة أخرى.

هذه المرة اضطرت أميركا إلى استخدام الكلاديو ضمن جماعة كولين لأنها عجزت عن استخدام مؤسسة الجيش في تنفيذ هذه المخططات.

لا الجماعة تستطيع إيقاف هذه العمليات ولا حتى أميركا التي تقف خلف هذه الجماعة. على أحدهم أن يطغى على الآخر وأن يتفوق عليه. بات الطرفين جاهزان للتعاون مع أعدائهم المشتركين للتغلب على بعضهم. ولكن لن يتفقوا فيما بينهم أبداً.

لن تتوقف هذه الحرب قبل أن تذهب رؤوس من كلا الطرفين.

حصل مؤخراً تطور جديد. دخل أردوغان ضمن خطة تقليل عدد أعدائه. انضمت القوات المسلحة التركية إلى صفوف أردوغان في حربه.

وضعت القوات المسلحة التركية أمام شعبها في وضع تعجز فيها بالدفاع عن نفسها أمام عمليات الولايات المتحدة الأميركية.

من هنا نستطيع قول مايلي: في القريب سوف يخلى سجن سيليفري العسكري.

لن نحكم فوراً على ذلك سوف ننتظر ونشاهد التطورات في الأشهر القليلة القادمة. لأن كلا الطرفين سوف يتهم الآخر. وسوف تظهر تهم وفضائح كل طرف أمام الشعب ولن يسامح الشعب أخطاءهم هذه. سوف يظهر مع الزمن أن كلا الطرفين كانا يعملا في خدمة المصالح الأميركية.

وبما أنه لا توجد معارضة جدية وقوية بديلة, فإن المعارضة تنتظر المدد من الكلاديو لمؤازرتها في الانتخابات المقبلة. لذلك الانتخابات المقبلة سوف تكون قلقة وصعبة التكهن. والانتخابات المحلية سوف تتم في ظل هذه الحرب الخفية.

(بولينت اسين أوغلو – قناة: أولوصال)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...