المـال لا يشتـري السعـادة.. الصـداقـة تفعـل

26-02-2013

المـال لا يشتـري السعـادة.. الصـداقـة تفعـل

المال لا يمكن أن يشتري السعادة والحياة الرغيدة، بل العلاقات الودية والحب. هذا ما كشفته دراسة جديدة لما يقدره الناس في الواقع.
وأفادت الدراسة بأن الثروة والشهرة والسلطة تأتي في أدنى درجات سلم أولويات معظم الناس، في ما يتعلق بما يهمهم بالفعل.
وتوصلت الدراسة التي نشرت في مجلة «دراسات السعادة» إلى أن الأسرة السعيدة هي مفتاح الحياة الطيبة.
وكانت الدراسة طلبت من الرجال والنساء المشاركين فيها تخيل أنفسهم وهم في سن الخامسة والثمانين، وقاربوا على نهاية حياتهم، وطلب منهم ترتيب ثلاثين شيئاً كانوا يعدونه مهماً إلى الأبد ويستحق الحياة من أجله.
وقال المحاضر في قسم علم النفس في جامعة «موناش» الأوسترالية الدكتور غريغوري بون، الذي قاد الدراسة، «لقد ركزنا على مفاهيم الحياة الطيبة أو ما يعتقد الناس أنه سيجعل حياتهم تستحق العناء المبذول في سبيلها».
وأضاف «لقد طلبنا من الناس تخيل حياتهم بشكل متكامل، والرجوع بالذاكرة إلى الوراء، وقول ما كان مهماً وما لم يكن مهما جداً. ونتائجنا تقدم أدلة مقنعة على أن العلاقات الوطيدة والدائمة تعد أساسية للرضا في الحياة».
واستطرد الدكتور بون قائلاً إن «العلاقات الحقيقية والوطيدة غالباً ما تكون بعيدة عن العبث، سواء كان المرء متزوجاً أو يربي أطفالاً أو يتعايش بانسجام مع الأصدقاء المقربين وزملاء العــمل، وكلها لــها تحدياتها الخاصة بها. وفي النهاية هذه العلاقات تشمل الكثير من اللحظات غير السارة، لكن ما زال معظمنا يعتقدون أن تلك العلاقات هي ما تجعل الحياة لها قيمة نعيش من أجلها. وهذا الأمر يجب أن يخبرنا شيئاً عن طبيعة البشر».
وقيمت سيرة حياة الشخص المهنية المستحقة الجهد بأنها أهم للحياة الطيبة من أن يكون له حياة ناجحة فقط. والهوايات أو نشاطات وقت الفراغ التي كانت مرضية بطريقة شخصية، قيمت بأنها أهم قليلاً من تربية الأطفال الذين كانوا ناجحين.
واكتساب الحكمة وعيش حياة أخلاقية كانا على قمة متطلبات الحياة الجديرة بالاهتمام، وقيمتا بأنهما أهم من أن يكون المرء محترماً.
وكان أدنى طلب على سلم المتطلبات، هو أن يكون للمرء مكانة أو شهرة، لكن هذا جاء بعد كون المرء متديناً. أما السلطة على الآخرين فجاءت في المرتبة الثالثة من الدنيا، وراء كون المرء لديه عدة أصدقاء. والأمن المالي جاء تقييمه بأنه كان أكثر أهمية من امتلاك ثروة فقط، وكان تقييم هذا الأمر بأنه خامس أقل المتطلبات أهمية.
ووجد الباحثون أن المطلب الرئيسي للحياة الطيبة كان نفسه في كل المجموعات العرقية والثقافية التي تفحصوها. وكشفوا أن كون المرء متصلا بأناس آخرين بطرق مرغوبة، له أهمية أساسية لكل المجموعات.
وقالوا إن الأكثر إثارة للدهشة بشأن هذه النتائج، كان درجة التشابه أو الاتساق عبر المجموعات في تفضيلها للعلاقات الوطيدة والدائمة مثل وجود أصدقاء مقربين أو وجود حياة زوجية جيدة أو شراكة رومانسية ووجود أسرة سعيدة.
وأضاف الباحثون أن كل واحدة من هذه المعايير، قيمتها كل المجموعات بدرجة عالية، وهو ما يشير إلى أن مستوى من الشمولية في فهم هذه المشاركة، في شكل ارتباطات بالآخرين، هو مفتاح قوام حياة مرضية أو جيدة.
واعتبروا أن نتائجهم قد تشير إلى أن الحاجة إلى الرفقة تمثل حقيقة بيولوجية ملحة ويستقيم مع هذه النظرية أن كل مجموعة درست، رأت في العلاقات الوطيدة والدائمة أساساً لتصورهم للحياة الطيبة.


(عن «الاندبندنت»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...