القرآن كتاب يسعى الى تقريب الغرب من الاسلام

26-09-2009

القرآن كتاب يسعى الى تقريب الغرب من الاسلام

على مدى 400 صفحة عنوان Le coran pour les nuls (أي القرآن للذين لا يعرفونه) يسعى المفكر المتخصص بعلوم الاديان مالك شبل لوضع حجر جديد في اطار ورشة التعارف والانفتاح التي يعتبر انه لا بد من ان تنشأ بين الديانات المختلفة.

وفيما تشهد فرنسا جدلاً واسعاً حول ظاهرة «النقاب» يعتبر شبل أن الكتاب الذي صدر عن دار «فيرست» الفرنسية للنشر، يشكل مسعى لكسر الخوف الذي يثيره الاسلام، نتيجة الجهل أو نتيجة نية في التلاعب والتضليل.

ويتـنـاول الكتـاب، الذي أدرج على لائحة الكتب الخمسين الأكثـر مـبـيـعاً في فـرنـسا، في اجـزائـه الستـة محـاور عــدة، تـعرّف بموقع القرآن التاريخي بين الكتب السماوية وبالأسلوب اللغوي الخاص به.

ويتضمن شرحاً للأساليب التقليدية المتبعة لتفسير النصوص القرآنية، كما يبرز النظرة القرآنية للعالم، المرئي وغير المرئي، ويوضح دورها في توجيه حياة المؤمنين.

ويفرد شبل جزءاً من الكتاب لتوضيح حداثة القرآن واسهامه في العالم المعاصر على المستوى العلمي والفكري، مفصلاً التعاليم القرآنية المتعلقة بالمجتمع والحرب والسلم والمرأة والحداثة.

كما يفرد جزءاً آخر لتفنيد الأفكار الخاطئة السائدة عن القرآن واظهار عدم تطابقها مع النصوص، ومنها مثلاً ما هو على صلة بموقع المرأة ومكانة العقل.

ويعتقد شبل ان الاسلام لو بقي مقتصراً على العرب والمسلمين، سيبقى مصدر تخوف «لذا علينا أن ننفتح وأن نقول لغير المسلم تفضل وتعرّف ديننا فليس فيه ما هو مخيف».

ومن الملح برأيه حث الآخر «على الاطلاع على ثقافتنا وديننا وحثّ أنفسنا على التوجه الى غير المسلمين باعتبار أنهم ليسوا أعداء لنا بل يمكن ان يكونوا حلفاء».

ومن هنا اهمية «التبسيط والشرح وازالة ما يمكن أن يشكل ألغاماً تحول دون فهم الآخر وتقبله ديننا وثقافتنا». لذلك يقول شبل إن هذا الكتاب «مثلما كل ما فعلته منذ عشر سنوات يتوجه الى الجميع»، للقارئ العربي والمسلم والغربي والرجل والمرأة والشباب والطلاب.

وينطوي الكتاب على بعد تربوي مزدوج، فيشير شبل الى انه يعرّف الشباب المسلمين الذين ولدوا في الغرب في حياد وموضوعية أسس ديانتهم متمنياً أن يقطع الحبل أمام المتطرفين، وأن يطلق ديناميكية اسلام منفتـح، مثلما يجـذب القارئ الغربي مع تصاعد الفضول والرغبة بالاطلاع على الأديان.

ويقر شبل بأن هذا لا يعفي فرنسا من مسؤولياتها بل يجعلها مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتبني الاسلام رسمياً باعتباره جزءاً من مكوناتها والاقدام على قول ذلك بوضوح وعدم الاكتفاء بالتلميح اليه في المناسبات المختلفة.

ولد شبل ونشأ في الجزائر، حيث حفظ القرآن ولدى انتقاله الى فرنسا درس «انتروبولوجيا علوم الأديان» وحصر منذ الثمانينات اهتمامه اليومي بالفقه والاجتهاد والحديث، كما عمل على مدى عشر سنوات على وضع ترجمة فرنسية للقرآن صدرت عن دار «فايار» للنشر.

ويلفت الى أنه والكثيرين مثله «نريد أن يكون الاسلام على شكلنا وإن لم نفعل فإن آخرين سيفعلون مكاننا» مغيبين الوجه المشرق لهذا الدين.

آرليت خوري

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...