الخيانة الزوجية واقع .. وابن المتسلط متسلط في دراما هذا العام

05-09-2009

الخيانة الزوجية واقع .. وابن المتسلط متسلط في دراما هذا العام

التشابه والتكرار في الشخصيات سمة بعض الأعمال الدرامية السورية التي تعرض في هذا الشهر الفضيل، وهذا ليس مأخذاً عليها بل يمكن اعتباره دليلاً على وطأة تلك الشخصيات على المجتمع، كشخصية ابن صاحب السلطة الذي ينتهك أعراض الناس، أو الشخصيات التي تكرر فعل الخيانة الزوجيه وترتكبه سواء بفهم صحيح للحب أو بفهم مغلوط. لكن هل يفرز تكرار الشخصيات أخطاء فنية؟ لقطة من «زمن العار».
أن تتكرر شخصية في مسلسلين تلفزيونين مسألة قد تكون غير لافتة للنظر، لكن عندما تجسدهما الممثلة ذاتها في المسلسلين تصبح للمسألة مفضوحة. هذا ما وقعت به الممثلة ريم علي التي تجسّد شخصية صبية عازبة في مسلسل «سحابة صيف»، تحب رجلاً متزوجا ً(جهاد سعد)، كما تجسد أيضاً شخصية تعيش المعضلة نفسها على الرغم من أنها متزوجة في مسلسل «قلبي معكم».
يصح سؤال الفنانة علي عن سبب تكرارها الدور نفسه في مسلسلين على الرغم من الفارق في الحالة الاجتماعية لشخصيتها بينهما، وفي المقلب الآخر يمكن التوقف عند أداء الممثل محمد قنوع الذي جسد شخصية الرجل «العواني» في مسلسل «سحابة صيف»، أي ذاك الذي يقوم بكتابة التقارير لجهة أمنية ما، مقابل نفوذ يستثمره في الحصول على مكاسب شخصية بعدما يوقع الضرر بالناس المساكين. يصعب التعاطي مع خيار قنوع بنظرة سلبية وان كان قد كرر الشخصية نفسها في الفيلم السينمائي «خارج التغطية» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، ذلك ان مسوغات تجسيد الشخصية في المسلسل سمحت بعرض تجليات أبعادها وأضرارها على أفراد المجتمع أكثر مما سمح لها الفيلم، فضلاً عن انها تجسّد في الدراما التلفزيونية للمرة الأولى.
أما في محور الخيانة الزوجية الذي استأثر بأقلام كتّاب مسلسلات هذا الموسم والذي حضر أيضاً في مسلسلين آخرين وبطريقة متشابهة، لا نزال نتابع شخصية المرأة العازبة التي تحب زوج صديقتها مع الممثلة كاريس بشار في مسلسل عن «الخوف والعزلة»، (إذ تقع في غرام زوج صديقتها (لينا حوارنة) الذي يجسده عدنان أبو الشامات). وهو ما تفعله أيضاً سلافة معمار في «زمن العار» التي تحب زوج صديقتها (قمر خلف) الذي يجسده الفنان تيم حسن، أما مسوغات الشخصيتين فهي فقدانهما للرجل الذي يهتم بهما، وشعورهما بعدم التفات المجتمع إليهما.
كما يلاحظ في أعمال رمضان هذا الموسم حضور شخصية ابن صاحب السلطة الذي يسهر في أماكن اللهو الليلية ويهابه الجميع فيتصرف بالحضور وبأصدقائه ما يشاء، هي شخصية جسدها الممثل عامر علي في مسلسل «قاع المدينة»، وجسدها رامي كزعور في مسلسل «زمن العار». كما انها تذكرنا بالشخصية الرئيسية في مسلسل «غزلان في غابة الذئاب» الذي عرض العام 2007 وكانت حاضرة بتجليات عديدة وجسدها باقتدار الفنان قصي خولي.
بطبيعة الحال، لا يعني تكرار حضور هذه الشخصية النسخ، بل يجب الأخذ بعين الاعتبار تزايد اشمئزاز المجتمع من أفعالها. هنا تكون لتكرار الشخصيات سمة إيجابية عندما يؤكد المسلسل على إدانتها لا سيما إن قدمت بمعالجة جديدة. لكن الخطورة أن تتشابه المعالجة في أكثر من مسلسل، فنكون أمام المعضلات نفسها والنتائج المتوقعة إياها.


نضال بشارة

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...