«جلسات نسائية»: حالة عشق أرهقها الحكي

25-08-2011

«جلسات نسائية»: حالة عشق أرهقها الحكي

بعد مرور أكثر من عشرين حلقة من «جلسات نسائية» للكاتبة أمل حنا والمخرج المثنى صبح، لم نزل نعتقد أن في العمل حكاية جمـيلة. لكنها لا تحتاج إلى أكثر من نصف حلقات المسلسل الثلاثين لتروى.
هي جميلة بما تلتقطه من أصوات نسائية، وحكايات القلب.. وهي لافتة بتمايزها عن دراما القسوة التي اتسمت بها الدراما السورية خلال السنتين السابقتين، وفي حواراتها ما يستـحق التقدير أيضاً، لما فيها من عمق أحياناً يدعو إلى التأمل، حتى لو عابها تكلم جميع شخصيات العمل بصوت واحد تقريبا، بما فيها الصغيرة بين النساء «منى».بطلات المسلسل
إلا أن الحكاية الجميلة تبدو أقل من أن تصنع مسلسلاً بثلاثين حلقة. فالحدث فيها بالكاد يكفي ليكون حكاية فيلم سينمائي رومانسي لطيف لا تتجاوز مدته الساعة والنصف. وما تفرع من خيوط العمل الرئيسية (خيوط النساء الأربع) يبــدو أضعف من أن يثبت حضوره. فمر سريعاً ليرمي مقولته ويختفي. وهي مقولة على كل حال يمكن أن يتبناها أي من حوارات الخطوط الرئيسـية، الأمر الذي يجعل الاستغناء عنها أمراً يسيراً لا يؤثر على سير الحكاية. وإلا أي حضور لا يستغنى عنه مثلاً في الخط الدرامي الخاص بقصة حب صديقة منى. وما يترتب على ذلك من دخول أمها المستشفى وتمرد هذه الأخيرة على الأب؟! ألم تحتمل مقولات هذا الخط الدرامي أن يتبناها خط (هالة ـ منى) سواء بالحدث أو حتى بالحوارات بينهما، ولا سيما أن الحوار بين الأم والابنة تناول في جزء منه ما حدث في ذلك الخط الثانوي؟!
ما يؤخذ على النص، يحاول الإخــراج تعــويضه في كثير من الأحيان. إذ يبدي المخرج المثنى صبح تفهماً لمحتواه، بل يقدم قراءة بقــيمة مــضافة له، عبر اشتغاله على التفاصـيل متــجاوزاً بذلك معضلة مساحات الحكي الكبـيرة في العمل، ساعده في ذلك لجوئه إلى التقطيع المونتاجي السريع والرشيق.
وتنجح كاميرا صبح بالتقاط الصراع النفسي الداخلي لممثليه، مائلاً إلى اللعب الإخراجي بمشاهد الحوارات الداخلية، حد اعتماده على تقديم كليب غنائي مستعيناً بأغنية للمغنية أصالة وأخرى للمغنية أليسا، لعله بذلك يساعد المسلسل على وصول ضفة الحلقة الثلاثين.
أكثر ما يظهر في كاميرا صبح هو حالة العشق التي يبديها للممثلين، فيلاحقهم من أكثر من زاوية، فضلاً عن اعتماده على اللقطات القريبة لهم.
في «جلسات نسائية» تظهر الفنانة نسرين طافش في أفضل أحوالها على صعيد الأداء، منذ مشاركتها في «التغريبة الفلسطينية»، ويحسب لها تقديم دور الأم لفتاة في الخامسة عشرة من عمرها. بالأهمية ذاتها تقدم الفنانة يارا صبري دورها. فيما يتأرجح أداء الفنانة أمل بشوشة بين الجيد أحياناً والعادي غالبا. أما ممثلو الأدوار الرجالية فيبدون ضمن مساحة المنتظر منهم على صعيد الأداء.
«جلسات نسائية» يعرض على «أم بي سي، «أو تي في»، «أوربت»، «الجزائر»، «الدنـيا»، و«سورية دراما». وهو من إنتاج «سورية الدولية للإنتاج الفني».

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...