«باب الحارة» في المحاكم لإثبات «النسب»

24-11-2008

«باب الحارة» في المحاكم لإثبات «النسب»

أعلن كاتب مسلسل »باب الحارة« مروان قاووق توقفه عن كتابة الجزءين الرابع والخامس من المسلسل، بسبب خلاف مادي ومعنوي مع مخرجه بسام الملا، واعداً أن يكشف لاحقاً تفاصيل الخلاف، وهدد السيناريست القاووق بأنه لن يسمح لأي أحد غيره بتولي كتابة الأجزاء الجديدة من العمل، مؤكداً أن العمل »من حقي وهو مشروعي«، مشيراً إلى أنه سيرفع دعوى قضائية ضد المخرج الملا. مشهد من »باب الحارة
مصادر مطلعة رجحت أن يكون سبب الخلاف بين كاتب »باب الحارة« ومخرجه شروطاً في عقد بينهما، طلب الكاتب القاووق تعديلها، تتعلق بأجره المادي وبشرط يلزمه بعدم كتابة مسلسلات تنتمي إلى دراما البيئة الشامية، ريثما ينتهي من الأجزاء المتبقية من المسلسل.
وبينما تغيب تصريحات المخرج بسام الملا رداً على كلام القاووق، تطفو على السطح، مجدداً، قضايا تتعلق بأبوة »باب الحارة« الذي يبدو أنه كلما ازدادت شعبيته ارتفعت أصوات أكثر تعلن أبوتها له. ولكن من هو الأب الحقيقي لمسلسل »باب الحارة«، وهل أبوته للمسلسل تمنحه الحق في أن يلزم الآخرين به ويقيدهم بشروط محددة، ويعود ليقصيهم متى شاء في حال مخالفتهم للشروط، ليكلف من شاء؟
الأسئلة هنا إشكالية، تنطوي على جانب أخلاقي ومهني وقانوني، تصير معها أحوبة الأسئلة السابقة ضبابية وحائرة بين أكثر من منطق.
فمهنياً، لو ربطنا شرط المخرج الملا على ممثليه وكاتبه الالتزام كلياً لمصلحة »باب الحارة« وعدم العمل في المسلسلات المشابهة، بما حدث هذا العام من حالات استنساخ لمسلسلات البيئة الشامية والتقاطعات الكبيرة في أحداثها ووجوه الممثلين فيها، نجد أن المخرج الملا على حق.
الجانب الأخلاقي هنا، ينحو باتجاه آخر تماماً فحصر العمل بمسلسل »باب الحارة«، هو وفق تعبير البعض »أذية كبرى« تلحق بالعاملين فيه، فالكاتب مروان قاووق عرف بأعماله الشامية، والتزامه بشرط الملا يعني منعه من كتابة أي مسلسل غير »باب الحارة«، وهذا ما يعني رسمياً، على الأقل، تأجيل إنجاز الجزء الثاني من مسلسل »بيت جدي« وربما تأجيل مشاريع أخرى.
وبالمثل، فإن شرط المخرج الملا من شأنه أن يحرم الممثلين من المشاركة في الأعمال المشابهة أو يلزمهم بالتخلي عن »باب الحارة« المسلسل الأكثر جماهيرية خلال السنتين الماضيتين.
الأكيد ان »باب الحارة« خرج منذ فترة طويلة من حاضنته السورية، ليصبح واحداً من إنتاجات »أم بي سي« التي يبدو أنها قيدت صانعه الأساسي، أي المخرج الملا، قانونياً، بعقد عمل حصري، أشبه ما يكون بعقد توظيف عندها، ثم قام الملا بدوره بتقييد من يلزم لتنفيذ العمل.. وهكذا نشأت سلسلة من القيود حلها بيد الـ»أم بي سي«، حتى لو بدا غير ذلك.
أما الأضواء الإعلامية فقد كان معظمها يتأتى من الخلافات التي نشأت بين فريق العمل نفسه، بدءاً من إقصاء شخصية أبو عصام عن جزء المسلسل الثالث الذي يفترض أن يكون بطله، مروراً بانسحاب أكثر من ممثل من العمل لأسباب في مجملها مادية .. بعدها خرج المخرج علاء الدين كوكش ليعلن أبوته الإخراجية للجزء الأول من مسلسل »باب الحارة«. وبينما كان الكاتب كمال مرة يقول إنه هو من كتب الجزء الأول من المسلسل، قال الفنان عباس النوري في تصريح لجريدة »تشرين« إن مروان القاووق ليس مؤلف الجزء الثالث، فهو »لم يكتب نص الجزء الثالث، ولكن ربما كتب ربع العمل أو نصفه في أفضل الأحوال وتكفل بكتابة النصف الآخر من العمل بعض ممثلي العمل«... وماذا بعد؟!
يبدو أن الاهتمام الشعبي سيتحول من متابعة أحداث المسلسل إلى خلافات صناعه وتصريحاتهم ضد بعضهم البعض، ولكن السؤال الأكثر أهمية ماذا عن مستقبل هذا المسلسل نفسه وسط خلافات أطرافه..هل ننعى المسلسل أم ننتظر التسويات عساها تعلن على طريقة »أم بي سي« موعدنا مع الجزء الرابع من »باب الحارة«؟

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...