نحو جراحة أكثر أمناً
يقوم الأطباء بعملياتهم الجراحية المعتادة على المرضى، لكن قد يقع أحدهم بخطأ قد يدفع المريض ثمنه باهظاً بسبب البنية التشريحية المعقدة لجسم الإنسان. غير ان هذا الخطر اصبح اقل حدوثاُ مع ابتكار جهاز جديد يحذر الجراحين صوتياً عند اقتراب أدواتهم من منطقة الخطر.
ابتكر اطباء ألمان في مركز القياس والتطوير الدولي للعمليات الجراحية في المانيا جهازا طبيا رقميا يحذر الجراحين صوتياً عند اقتراب أدواتهم من منطقة الخطر، وذلك عبر إنذار صوتي تصدره كاميرتان ترسلان وتستقبلان الأشعة تحت الحمراء إلى جسم المريض، تحددان بدقة الاماكن الخطرة في أنسجة الجسم المتداخلة ذات الممرات الضيقة والممتلئة بالدم مثلاً، وتجعلان إجراء العمليات الجراحية أكثر أماناً.
تعمل الكاميرتان وفق مبدأ شبيه بوظيفة الجهاز الملاحي «GPS». ويشرح الجراح غيرو شتراوس ان الكاميرتين تقومان بتصوير المريض بالاشعة تحت الحمراء بشكل مستمر حيث يكون المريض مزودا بجهاز استقبال صغير، بحيث تراه الكاميرتان.
ويقوم الاطباء بتشكيل خريطة تشريحية للمريض عبر تصوير جسمه بجهاز التصوير المقطعي بالأشعة السينية «CT» أو من خلال جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي «MRI». ويقوم الطبيب بتحديد الموضع المطلوب لاجراء العملية واماكن جسم المريض التي يستطيع الجرّاح استخدام أدواته الجراحية بالضبط فيها. ويقوم الجراح بالنقر بشكل رقمي بواسطة فأرة الكمبيوتر على الصورة التشريحية الظاهرة على الشاشة والناتجة عن التصوير بالأشعة السينية أو بالرنين. ومُهمّة الكاميرتين، اللتين تبعثان وتستقبلان الأشعة تحت الحمراء إلى ومن جسم المريض، هي تحديد المواضع في جسم المريض التي على الجرّاح عدم الاقتراب منها. وتقوم الكاميرتان بتحذير الجَرّاح من ذلك من خلال ارسال إِشارات إنذار صوتية أثناء العملية الجراحية.
ويضيف شتراوس:« يمكن أيضا ربط الأدوات الجراحية الكهربائية، مثل المنظار الجراحي «Endoskop»، بنظام تحديد المواقع هذا بحيث تتوقف هذه الأدوات عن العمل تلقائياً وبشكل أوتوماتيكي عندما يوجهها الجرّاح إلى مكان قريب جداً من منطقة الخطر في الجسم».
(دويتشيه فيله)
إضافة تعليق جديد