حزب ساركوزي يفوز بالأغلبية
كما كان متوقعا فاز "الاتحاد من أجل حركة شعبية" حزب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأغلبية مطلقة في البرلمان, بعد عودة غير متوقعة للاشتراكيين.
وحسب نتائج جزئية في الحادية عشر والنصف مساء الأحد بتوقيت باريس، حصل الحزب الحاكم متحالفا مع بقية أحزاب اليمين –إضافة إلى مقاعد الدور الأول- على 308 مقاعد تسمح له بتنفيذ برنامج الإصلاحات التي وعد بها الرئيس ساركوزي, لكنها دون النتائج المتوقعة.
أما الاشتراكيون فحصلوا على 211 مقعدا, ترتفع إلى 234 بالتحالف مع بقية أحزاب اليسار, وسط مؤشرات على أن أنصارهم فضلوا التصويت بقوة في الدور الثاني, حتى وإن راوحت نسبة المشاركة 60%, أي كما حصل في الدور الأول تقريبا.
ومع ذلك اعتبر الحزب الحاكم فوزه في الدور الثاني تاريخيا, فلأول مرة في ثلاثة عقود يحتفظ حزب حاكم بالأغلبية, حتى وإن كانت أغلبيته أقل بكثير مما كانت عليه في البرلمان السابق.
ويبدو أن مخاوف من أن تؤدي أغلبية ساحقة لحركة الاتحاد من أجل حركة شعبية إلى خنق المناخ الديمقراطي بسيطرته على كل مقاليد الحكم, إضافة إلى مخاوف أثارها الإعلان عن رفع ضريبة القيمة المضافة إلى 25% ساعدت الحزب الاشتراكي, وكلفت الحزب الحاكم أصواتا كثيرة.
كما أن كثيرا من أنصار أحزاب اليسار الأخرى مثل الحزب الشيوعي والخضر فضلوا أن تذهب أصواتهم إلى الاشتراكيين لزيادة حظوظم في مواجهة الحزب الحاكم.
وقال زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند إن الفرنسيين أرادوا التعبير عن قلقهم من ضريبة القيمة المضافة التي تقول الحكومة إنها لتمويل نظام الرعاية الاجتماعية.
وكان أول ضحايا الدور الثاني وزير الطاقة والبيئة آلان جوبي الذي قدم استقالته بعد هزيمة في دائرته بوردو, بعد أسابيع قليلة فقط من تعيينه في منصبه.
وقد بدا جليا أن العديد من الفرنسيين الذين صوتوا يسارا فعلوا ذلك منعا لهيمنة الحزب الحاكم, أكثر من اقتناعهم بخطاب الحزب الاشتراكي.
ففي مركز تصويت شارع لا فولغيير مثلا في الدائرة الـ12 في وسط باريس، قال دومنيك بعد أن أدلى بصوته إن على الحزب الاشتراكي أن يراجع نفسه ويجدد خطابه وإلا حكم عليه بالزوال, وإن عليه أن يتوقف عن معالجة مسائل جدية كالهجرة والجريمة بمثالية.
ويقول باتريك من جهته إنه صوت على الحزب الاشتراكي بلا أمل في فوز كبير, داعيا إياه إلى عملية نقد ذاتي, مشيرا إلى أن المفاهيم باتت مائعة وأنه يبقى مشدوها عندما يسمع ساركوزي يستعير خطاب اليسار, ويتحدث عن المظلومين مثلا.
ولتثبت حالة التمزق التي تعيشها قيادة الحزب الاشتراكي أعلنت سيغولين رويال في يوم الدور الأول تحديدا انفصالها عن فرانسوا هولاند وطلبت ألا يقدم بعد اليوم على أنه رفيقها.
وكما كان متوقعا كرس الدور الثاني حالة الاستقطاب في الساحة السياسية بين اليمين واليسار بإقصاء كل أحزاب "الأطراف" من أقصى اليسار ممثلا في الجبهة الوطنية إلى الحزب الشيوعي, إضافة إلى حزب الوسط الذي أسسه فرانسوا بايرو الذي حصل على 21 مقعدا, ما يسمح له بتأسيس كتلة برلمانية, لكن أداءه كان بعيدا عن نتائجه في الانتخابات الرئاسية.
إلياس تملالي
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد