شتيمة أردوغان التهمة العجيبة التي تودي حتى بالأطـفـال

24-02-2022

شتيمة أردوغان التهمة العجيبة التي تودي حتى بالأطـفـال

Image
اردوغان

في 30 يناير/كانون الثاني الفائت، وبينما كان الرئيـس التـركـي رجب طيب أردوغـان يحضر تجمعاً لمؤيديه، قام بتقديم طــفل في التاسعة الى المنصة وقرب إليه الميكروفون، ثم جلس الرئيس ينصت للطفل وهو يصف زعيم حزب الشعب التركي  قلجدار أوغلي  بـ " الخائن ".

لاحقاً، قال أردوغـان إن كلام الطفل ليس بتلك الأهمية فهو بالنهاية صادر عن طفل صغير.

إلا أنه بعد وقت قريب من تلك الحادثة، اعتقــ،ــل طفل آخر بعمر 14 بزعم إهـانـة الرئيـس وأحيل للمحاكمة، تلك المحاكمة التي ستصبح " وصمة عار " في التاريخ التركي.

بدعوى إهـانـة الرئيـس جاء رجال الشـرطـة فجأة إلى منزل الطفل واقتادوه إلى المخفـر، لم يعلم الطفل ماذا يجري ولماذا اعتقلـوه فهم لم يخبروه بشيء.

وسريعاً تم نقله إلى قاعة المحكـمـة، وهناك شاهد طفلا آخر، فاقترب منه وسأله: ما هو جرمك؟
رد عليه أنه مـتـهـم بالسـرقة، ماذا عنك؟ لم أنت هنا؟
" لقد قالوا إنني أهنـت الرئيـس" 
ضحك الطفل المتهم بالسـرقة وقال لصاحبه: لقد قضي عليك، أنا سأقدم تقريراً أؤكد أني مجرد طفل قاصـر وأخرج بعدها، أما أنت.. أنت في ورطــة.

سيـق الطفل بعدها إلى المدعي العام، وإلى الآن لم يُخبر بجرمه أو يشاهد بعينيه أي أمر رسمي باعتقالـه.
سـاءت حالة الصبي وتم إسعافه، فسمح بالإفـراج عنه. ولم تمض مدة حتى تلق الطفل إخطاراً برفع قضـية ضده لإهانـته الرئيـس. 

طالب الإدعاء العام بسجـنه ثلاث سنوات.

وعندما كشف الطبيب الشرعي على الطفل لم يسأله إلا سؤالا واحدا.. ما هو اسمك؟!
ثم كتب تقريره الطبي، وذكر فيه أن الطفل قادر على فهم التبعات القانونـية حال تعرضه لجانب الرئيس.

وفق القانون التـركي, فإن اعتقـال القصّر يستلزم إذناً خاصاً من وزير العــدل، لكن الوزير لم يتردد وسارع بإصدار أمر باحـتجاز الطفل وقال إنه يجب محاكـمته فوراً.

ومما عجل في تحريك القضية هو شــكوى قدمها مركز العلاقات التابع للرئاسة التركية, ذكر فيها أن الطفل أطلق افتراءات وأكاذيب ضد الرئيس وأنه اخترق معلومات سـرية للـدولـة لذلك يجب اعتقاله من أجل الحفاظ على " ديمقراطية ووحدة وتماسك البلاد " 

الشكـوى المرفوعة استندت إلى منشور للطفل على مواقع التواصل، كتب فيه " أين 813 عميــ،ـل الاستخبارات التركية؟ أين 128 مليار دولار؟ أين القس الأمريكي أندرو بيـرنن؟ وأين مؤسـس حركة " خدمة " فتـح الله غولن؟ وأين الجنود الأتراك الذين قـتلوا جراء القـصف الروسي؟ لماذا تبقى ولا تمح المنشورات التي تقلل من شأن شـهدائنا وتمجد السجيـن عبدالله غـولـن زعــيم حـزب الــعمال الكـردستاني؟"

منشور الطفل والتساؤلات التي طرحها ليست جديدة فهي متداولة في الشـأن العام ويتم مناقشتها على مواقع التواصل ووسائل الإعلام، ناهيك عن أن المنشور لم يتضمن إسـاءة لأحد كما لم يشر أو يذكر الرئيس قط.

لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فبحسب قانون حـمـاية الطفل يجب أن يؤخذ تقرير الحالة الإجتماعية للصبي بعين الاعتبار وهو مالم يحدث، كما يجب أيضا أن يحضر الوالدان - إن طلبا - لسماع إفادة ابنهما، لكن أم الطفل لم تكن متواجدة. وفوق كل هذا، يجب على المحــ،ــامي المعين من قبل الدولة أن يجتمع مسبقا مع الطفل، وذلك أيضا لم يحصل، لكن المحامي كتب في تقريره أنه عقد الاجتماع المفترض.

ستكون جلسـة الاستماع التي ستعقد في مارس/آذار 2022 حدثا لا ينس في التاريخ التركي.

منذ تولي أردوغان الرئاسـة عام 2014 تم اعـتقال وإدانة عشرات الآلاف بتهـمة إهانة الرئيـس.

قبل أيام، قُــبض على الصحفية التركية البارزة صـديف كـباس بدعوى الإساءة لأردوغان وألقيت في السـجـن، حيث تنتظر محاكمـتها الآن.

تتألف جناية كـباس من تردادها لمثل شعبي، سواء على قناة تلفزيونية معارضة أو على تويتر، والتي كانت توجهها بوضوح لأردوغان: "عندما يصل الثور إلى القصر، لا يصبح ملكًا، لكن القصر يصبح حظيرة".

سرعان ما استنكر كل رجال الرئيس التركي كلام كـباس. مدير "قسم الاتصالات" في الحكومة شجب " الإساءات المبتذلة " وقال " إن هيبة الرئيس من هيبة الـدولة ".

وكان وزير العدل التـركي هو الآخر قد غرد بأن كــباس "ستنال ما تستحقه" بسبب تصريحاتها "غير القانونية".

في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021، طالبت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بتعديل التشريع التركي الذي يجيز اعـتقال المواطنين، وذلك لانتـهاكـه حـريـة الإنسان في التعبير؛ بحسب الهيئة الأوروبية.

في 2016 رفضت المحـكمـة الدستـورية في تركـيـا اقتراحاً بإلغاء المادة 299 من قانـون الجنايات، وقالت إن تلك المادة ضرورية " للحفاظ على النـظام العام والمجتمع الديـمقـراطي "

تنص المادة 299 على سجـن من " يـهين " الرئيـس من سنة إلى 6 سنوات، وقد تمدد في بعض الحالات. 

حكم مؤخراً على عشرات الأطفـال القصر بالسـجـن 6 سنوات بسبب الإسـاءة لأردوغــان، وهو ما يبين الحالة القاتمة لـحـريـة التعبير في البلاد. قد يعـتقل الطفل ويتم تجـريـمه ببساطة لكتابته منشوراً ينـتقـد الرئيس في تركيا.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...