راتب الصحفي السوري يعادل ثمن ٥ دجاجات مشوية

29-01-2022

راتب الصحفي السوري يعادل ثمن ٥ دجاجات مشوية

Image
راتب الصحفي السوري

طلال ماضي: 

وصل راتب الصحفي العامل في سورية منذ ١٠ سنوات وعضو عامل باتحاد الصحفيين وبمرتبة مدير في المؤسسات الإعلامية الرسمية إلى ١٢٠ ألف ليرة سورية، أي أقل من ثمن ٥ فراخ مشوية من دون المقبلات المرافقة لهم، ودون الضرائب المفروضة على تناول الفراخ من رسوم إعادة الإعمار والإدارة المحليةورسم الإنفاق الاستهلاكي البالغة بمجموعها حوالي ٨٠٠٠ ليرة سورية .

الصحفي في سورية بعد الزيادة الأخيرة وصل راتبه المقطوع إلى ١٤٣٩١٨ ليرة، ويحصل على تعويض عائلي ٦٥٠ ليرة، وارتفعت طبيعة العمل الصحفي إلى ٨٠٥٧ ليرة لتكون مجموع التعويضات التي يتقاضاها المسكين  ١٥٢٦٢٥ ليرة، بينما الحسميات المطبّقة على راتبه ارتفعت بعد ارتفاع اشتراك الصحفيين إلى ٥٠٠ ليرة، وإعانة الوفاة إلى ٦٠٠ ليرة، وتقاعد الصحفيين إلى ٧١٩٦ ليرة وصندوق الضمان الصحي إلى ٣٥٩٨ ليرة، والتأمينات إلى ١٠٠٧٤ ليرة، وضريبة الدخل إلى ٤٩٦٠ ليرة، والتأمين الصحي إلى ٤٣١٨ ليرة, ليرتفع مبلغ الحسميات إلى ٣٨٠١٦ ليرة ، ويصبح صافي راتبه ١٢٠ ألف ليرة.

في سورية لا أحد يلتفت إلى هذه الفئة المهمشة والتي تركت المهنة، واتجهت إلى خارج البلد، أو إلى الإعلام الخاص "تطبخ السّم عوضاً عن طبخ العسل" ، والحكومة تعمل على معالجة السم الذي يطبخه الإعلام الخاص، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كونها تخلّت عن العسل الذي كان يصنعه خيرة الزملاء ولو أحياناً كان مراً لكنه لم يصل لمرحلة السم .

الصحفيون في سورية أقل من ١٢٠٠ صحفي مسجلين في اتحاد الصحفيين، والحكومة عاجزة عن النظر بوضعهم المادي، وتدفع لهم أجوراً أقل مما يدفعه  أي رجل أعمال يستثمر منصة إعلامية خاصة ويعتمد على السم لجلب اللايكات والإعلانات.

واتحاد الصحفيين الغارق بمشاكل واستثمارات غير مجدية نتيجة ترهل من عمل لمصالحه الخاصة في أوقات سابقة دون حسيب أو رقيب، يعمل كالمنشار على ملاحقة الصحفي والأخذ منه دون شفقة أو رحمة، ويمنحه سنوياً وصفة أدوية ثمن نصف كيلو قهوة.

ومن المفارقة العجيبة أنّ أي إعلان يطلب محررين صحفيين من داخل البلد يحدد الرواتب بين ٣٠٠ و٥٠٠ ألف ليرة، بينما الصحفي العامل في المؤسسات الرسمية بمرتبة مدير راتبه لا يصل إلى ١٢٠ ألف ليرة، ومن يعمل في مؤسسات خارجية يقبض بالعملة الصعبة.

فهل تريد الحكومة من صحفي جائع أن يترك التسول ويطبخ لها العسل مثلاً بدلاً عن السم الذي تتجرعه في كل لحظة، وهل تدرك أن معاداتها للصحفيين بتحقير رواتبهم يكلفها في مداواة السم أضعاف ما يمكن دفعه لتحسين أوضاعهم.

على الحكومة أن تعلم أن من يطبخ السم هو نفسه من كان يطبخ العسل لكن معاداتها للصحفيين وتجويعهم حوّلتهم من مدافعين إلى محاربين فهل انتبهت إلى أن راتب شيف العسل لا يعادل في أحسن حالاته ثمن ٥ فراخ مشوية .
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...