وقائع عملية الإنزال الإسرائيلي على مدخل صور

06-08-2006

وقائع عملية الإنزال الإسرائيلي على مدخل صور

لم تتضح اهداف عملية الانزال التي نفذتها مجموعتان من كوماندوس البحرية الاسرائيلية عند المدخل الشمالي لمدينة صور فجر أمس. وتضاربت الروايات الاسرائيلية في شأنها، بعدما اعلنت القيادة الاسرائيلية انها استهدفت منصات اطلاق صواريخ لـ «حزب الله» وثلاثة مسؤولين في الحزب، مؤكدة القضاء عليهم من دون أن تسمي أحداً. واعترفت بأن الخسائر الاسرائيلية في العملية بلغت قتيلاً وثمانية جرحى.

وفي شريط العملية العسكرية روى أهالي المنطقة ومصادر أمنية، أن المدفعية الاسرائيلية أطلقت في الثالثة والربع فجراً قنابل مضيئة على المدخل الجنوبي لصور، فيما كانت طائرات حربية اسرائيلية تغير على المدخل الشمالي للمدينة، فأحدثت صواريخها حفراً عميقة في الطريق السريع عند مفترق بلدة العباسية الذي يتجه شرقاً الى بلدة شبريحا. كما أغارت مروحيات اسرائيلية على موقع للجيش اللبناني على الخط البحري عند مدخل المدينة، فدمرت ملالة تحمل رشاشاً مضاداً للطائرات.

وبعد قصف مركز على هذه المنطقة نفذت عملية الانزال مجموعتان من كوماندوس البحرية من قوات النخبة الاسرائيلية، مؤلفتان من 24 جندياً وذلك في بساتين الليمون في المنطقة، فتصدى لهما موقع للجيش اللبناني، ما أدى الى استشهاد المعاون الأول نداء أبو شقرا وجرح جنديين. وتوجهت قوة الكوماندوس الى مشروع مساكن آل الرز حيث اصطدمت بمكمن للمقاومة، ودارت معركة شرسة بين الطرفين أدت الى سقوط قتيل وثمانية جرحى في صفوف القوات الاسرائيلية. وفي معاينة لمكان العملية، كانت دماء الجنود الاسرائيليين لا تزال في أرض المعركة وقد تركت خيطاً من اللون الأحمر القاني مسافة مئتي متر، حتى الموقع الذي انسحبت منه القوة المغيرة، وشوهدت بقع كبيرة من الدماء وبقايا عظم ودماغ بشريين.

استمرت المعركة نحو ساعتين وتسببت في تدمير شقة في أحد أبنية المشروع السكني، وبعض الخسائر المادية في المنازل المجاورة. وانتهت العملية باستعانة القوات الاسرائيلية بعملية تمشيط بالرشاشات، نفذتها مروحيات لسحب الجنود وجرحاهم من أرض المعركة، تحت غطاء من الغارات الجوية التي نفذتها طائرات من طراز «اف - 16».

وروى أهالي المنطقة أن الجنود الاسرائيليين كانوا يرتدون لباساً عسكرياً يشبه لباس الجيش اللبناني، ونادوا عليهم بلغة عربية مكسّرة كي ينزلوا الى الشارع، قبل أن يقع هؤلاء الجنود في مكمن المقاومة. وأضاف بعضهم أنه شاهد عسكريين يحملون آلة تصوير بالفيديو. وسمع الأهالي صراخاً وعويلاً خلال الاشتباك، ولكن بلغة غير مفهومة.

ومع شروق الشمس أغارت طائرة استطلاع من طراز «ام. كا» على دراجة نارية في تلك المنطقة، ما ادى الى استشهاد مواطنين. وفي حين لم تعلن «المقاومة الاسلامية» خسائرها، مؤكدة أن مقاتليها تمكنوا من اصابة عشرة جنود بين قتيل وجريح، أعلنت القيادة الاسرائيلية قتل سبعة من كوادر «حزب الله» بينهم ثلاثة مسؤولين، لكن بياناً للحزب نفى هذه الرواية.

وفي شرحه لدوافع العملية، قال أحد الخبراء العسكريين ان الجيش الاسرائيلي ربما أراد خطف مسؤول في «حزب الله» يُعتقد بأنه كان في المنطقة، لكن مجموعتي الكوماندوس فوجئتا بمقاتلي الحزب، إذ لم تتوقعا وجودهم. وفي احتمال آخر أن يكون هدف العملية مهاجمة مسجد قرب مشروع مساكن حسن الرز، يُعتقد بأن المقاتلين يصلون فيه، وموعد العملية عند الفجر يوحي بأنها هدفت الى أخذ أسرى من مقاتلي الحزب داخل المسجد. أما الاحتمال الثالث فهو أن القوات الاسرائيلية أرادت فتح ثغرة في الدفاعات الخلفية للحزب شمال مدينة صور، لتعزل جميع مقاتليه في جنوب المدينة، وتطبق عليهم بين فكي كماشة مع قوات اخرى تتقدم من الجنوب.

سلطان سليمان

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...