نساء الجنوب يعملن الى جانب الرجال في إزلة الألغام والقنابل العنقودية

16-08-2007

نساء الجنوب يعملن الى جانب الرجال في إزلة الألغام والقنابل العنقودية

"ازالة الألغام والقنابل العنقودية قطاع يغلب عليه الرجال، لكنه لا يجب أن يكون كذلك بالضرورة"، بهذه الكلمات أكدت كريستين بنيكى، رئيسة بعثة المساعدة الخيرية للكنسية الدنمركية فى جنوب لبنان، على فعالية فرق الرجال والنساء الذي تعاقدت معها لهذا الغرض.
وأضافت فى حديثها ل "آي بى اس" أنها أدركت أهمية تناول هذه المسألة من البداية "حتى يصبح أمرا معتادا وليس فريدا من نوعه". فبادرت البعثة بالاشتراك مع وكالة خدمات الإغاثة السويدية، بتشكيل فرق مختلطة للعمل فى ازالة القنابل العنقودية. وقالت أنها أول تجربة من نوعها فى لبنان وأن "الجميع يدركون أنهم جاءوا للعمل ولإعادة الأرض إلى الأهالي". وأحضرت بنيكى مفتشتان من كوسوفو لقيادة الفرق المختلطة. يقدر أن إسرائيل قذفت نحو أربعة ملايين قنبلة عنقودية على جنوب لبنان فى حرب العام الماضي، منها زهاء مليون لم تفجر، وما زالت متراكمة فى القرى والحدائق والطرق والحقول. ويقول تيكيميتى جيلبيرت، رئيس العمليات فى مركز الأمم المتحدة لازالة الألغام المشرف على مهام التنسيق فى جنوب لبنان "ما نعثر عليه هنا غير مسبوق. فقد قذفت القنابل العنقودية فى القرى وبالقرب من المباني. كما تعلم، جنوب لبنان صغير جدا، ويصعب أن نصدق ما نراه، أي مثل هذا العدد من القنابل العنقودية على مثل هذه المساحة الصغيرة".
وحتى الآن تم تطهير الأراضي اللبنانية من ما يزيد على 120،000 قنبلة عنقودية. وكان الكثيرون من العاملين على ازالتها، من المدن التى تعرضت للقصف الاسرائيلى بها.
فتشرح نعمة خصاب، 22 سنة، أنها وجدت قريتها بالقرب من قانا، مدمرة بسبب القصف الاسرائيلى، والآن تعمل كباحثة عن القنابل العنقودية فى المباني السكنية والحدائق فى مدينة سلطانية فى الأرياف. ونعيمة هي المرأة الوحيدة فى الفريق وتعمل سرعة وثقة فى التنقيب عن هذه القنابل وتقول "زملائي أصبحوا مثل عائلتي. بالطبع عندما بدأت شعرت ببعض الخوف لكنني عندما تعرفت عليهم شعرت بأنني كما لو كنت فى دارى". تقتضى الصعوبات الكبيرة التى تنطوي عليها عمليات التنقيب عن القنابل العنقودية تدريبا مركزا يدوم شهرا.
وتقول كريس فيلدنغ، مسئولة العمليات فى المنظمة الخيرية الدنمركية أن تكوين فرق مختلطة "يساعد على التوازن فيها. وتقوم المرأة بأداء عملها بنفس كفاءة الرجل". وتضيف "أعتقد أن الشابات يمكنهن تغطية 100 أو 200 مترا إذا احتاج الأمر، فهن يتدربن مثل الرجال".
ربما ينطوي هذا العمل على صعوبة إضافية بالنسبة للمرأة بسبب التقاليد الخاصة بالنوع. فقد انسحبت البعض منهن فى مرحلة التدريب بسبب ضغوط العائلة ومخاوفها من الأخطار، بينما قرر البعض الآخر عدم إبلاغ أسرتهن بطبيعة العمل.
كما تضطر بعض النساء إلى العمل فى هذا المجال بسبب الظروف المادية الصعبة فى الجنوب، حيث متوسط الأجر 200 دولار شهريا، فى حين تقدم منظمات ازالة القنابل العنقودية والألغام ما بين 720 و850 دولار شهريا. وأخيرا تذكر بنيكى أن عديد من النساء يقبلون على هذا العمل لانعدام دعم الأسرة.
فتقول بتول مليجى، المطلقة والتى تعمل لمساعدة نجلها البالغ من العمر 12 سنة كمنقبة فى ضواحي سلطانية، حيث قتل طفلا فى نهاية العام الماضي بسبب انفجار قنبلة عنقودية، تقول "لم أعمل هكذا فى حياتي. فقلت للرجال اننى كرجل وعلى أن أكون شديدة، فأنا المعيلة الوحيد لأبنى".

ريبيكا موراى
المصدر: آي بي إس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...