ميزان الهجرة في إسرائيل يميل لصالح المغادرين

21-04-2007

ميزان الهجرة في إسرائيل يميل لصالح المغادرين

كشفت دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل ضمن تقرير سكاني سنوي أن الميزان الديموغرافي هذه السنة سيكون سلبيا للمرة الأولى منذ مطلع الثمانينيات.

وأوضح التقرير أن عدد الإسرائيليين الذين يغادرون البلاد للبلدان الغربية يبلغ 20 ألف شخص للسنة الرابعة على التوالي، بينما أشار إلى أن عدد القادمين الجدد إليها لن يتجاوز 14400 العام الحالي استنادا لمعطيات وتقديرات علمية.

ونوهت دائرة الإحصاء المركزية إلى أن 21168 قادما جديدا قدم لإسرائيل في العام 2005، فيما بلغ عددهم العام الماضي 19267، أما في السنة الراهنة فقد قدم حتى الآن 2398 قادما جديدا.

ولفت التقرير استنادا للمعطيات المذكورة أن عدد المغادرين في العام 2007 سيتجاوز عدد القادمين بـ5000، وأشار إلى أن تعريف المغادر هو من يغادر البلاد ولا يعود لها بعد ثلاث أو أربع سنوات.

وأكد التقرير أن إسرائيل كانت قد شهدت ظاهرة "الهجرة السلبية" مرتين، أولاهما عقب حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، والثانية عامي 1983 و1984 فترة التضخم المالي الكبير.

في المقابل أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الجمعة أن 700 ألف يهودي غادروا بلدان الاتحاد السوفياتي سابقا واستقروا في الولايات المتحدة منذ مطلع سنوات التسعين حتى اليوم.
ولفتت الخارجية إلى أن أغلبية المهاجرين الروس إلى الولايات المتحدة في هذه الفترة كانوا من اليهود على خلفية سهولة استصدار تراخيص الهجرة لهم لاعتبارهم لاجئين.

وأبدت الخارجية الإسرائيلية قلقها الشديد من الظاهرة سيما في ضوء ضعف علاقات أبناء المهاجرين اليهود من أصل روسي للولايات المتحدة مع إسرائيل واليهود بعد "تأمركهم".

وتشير الأنباء إلى أن الخارجية الإسرائيلية بالتعاون مع الوكالة اليهودية قررت في اجتماع خاص عقد مطلع الأسبوع تكثيف المساعي الرامية لتقوية الروابط مع أولئك المهاجرين من خلال إيفاد بعثات ثقافية وفنانين إسرائيليين يتحدثون الروسية للقائهم.

يشار إلى أن ألمانيا تأتي بالدرجة الثانية بعد الولايات المتحدة من ناحية استيعاب المهاجرين اليهود من روسيا (160 ألف يهودي روسي)، تليها أستراليا التي استقبلت 50 ألفا منهم فيما استقر بضع عشرات آلاف منهم في غرب أوروبا.

وفي هذا الإطار قال عميد البحث العلمي في جامعة حيفا البروفيسور ماجد الحاج للجزيرة نت إن هجرة الروس لإسرائيل منذ الموجة الكبيرة التي أعقبت اتفاقية أوسلو هي هجرة براغماتية وليست أيديولوجية وتعتمد على اعتبارات الربح والخسارة ومعايير الراحة والأمن الشخصي.

واعتبر الحاج وهو محاضر في كلية علم الاجتماع وألف كتبا في هذا المجال أن المهاجرين الروس لا يعتبرون قادمين جددا، لافتا إلى أن هجرة اليهود الروس لإسرائيل كانت قسرية وتمت بضغوط من تل أبيب على دول الغرب تهدف لمنع فتح أبوابها أمام استيعابهم تمهيدا لدفعهم للهجرة إلى إسرائيل.

وأضاف أن ما نشهده اليوم مشابه لما جرى عقب حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 حينما توقفت موجة الهجرة اليهودية-الروسية للبلاد بسبب زعزعة الأمن في إسرائيل، تماما كما يحصل اليوم عقب حرب لبنان الثانية وانكشاف العمق الإسرائيلي وانعدام الأمن خاصة في المناطق الشمالية حيث تتركز أغلبية المهاجرين الروس.

وأشار الحاج إلى أنه لا يستغرب حصول هجرة سلبية نتيجة إهمال الخدمات الاجتماعية وتقليص ميزانيات التعليم أمام هؤلاء في إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا ما شجع أيضا هجرة العقول منها.

وديع عواودة

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...