ما هي دلالات انتقال الرياض وأنقرا إلى مرحلة الهجوم الديبلوماسي على دمشق

08-08-2011

ما هي دلالات انتقال الرياض وأنقرا إلى مرحلة الهجوم الديبلوماسي على دمشق

Image
East

الجمل: تحدثت التقارير الجارية عن حدوث توترات غير مسبوقة في الموقف التركي ـ السعودي ـ الخليجي إزاء ملف الحدث السوري، وما كان لافتاً للنظر أن دمشق هذه المرة سعت إلى الرد بحزم، على النحو الذي بشر بوضوح إلى أنه إذا كانت الأطراف المشار إليها قد بررت ردود أفعالها الجديدة على أساس أن صبرها قد نفد، فإن دمشق قد سعت هذه المرة لجهة التأكيد على أن صبرها قد نفد أيضاً: فما هي حقيقة التطورات الجديدة، وإلى أي مدى سوف تتغير طبيعة التفاعلات الإقليمية خلال الأيام المقبلة على خلفية تداعيات زخم صدام القاطرة السورية؟


* بيئة الحدث السوري: الفعاليات الإقليمية الجارية
سعت أنقرا خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية إلى إطلاق المزيد من المواقف الأكثر تشدداً لجهة الكشف عن نواياها الحقيقية إزاء دمشق، وفي هذا الخصوص لم تكن أنقرا وحدها، بل تلازم موقفها مع موقف بعض الأطراف العربية الأخرى، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
•    الموقف التركي: تحدث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن قيامه بإرسال وزير خارجيته داوود أوغلو حاملاً رسالة إلى دمشق تعبر عن ما أسماه أردوغان بـ" المطالب الحازمة". ومبرراً ذلك بأن صبر أنقرا قد نفذ.
•    الموقف السعودي: أعلن العاهل السعودي الملك عبد الله عن استدعائه للسفير السعودي لدى دمشق، وذلك من أجل إجراء المشاورات. إضافة إلى تعبير العاهل السعودي عن ضرورة وقف العنف في سوريا واصفاً هذا العنف بأنه أصبح غير مقبول.
•    الموقف الخليجي: دعا مجلس التعاون الخليجي (السعودية ـ الكويت ـ الإمارات ـ قطر ـ البحرين ـ سلطنة عمان) دمشق إلى ضرورة وقف العنف. وما كان لافتاً للنظر أن الموقف الخليجي قد اكتفى بالحديث عن عنف السلطات متجاهلاً عنف الأطراف الأخرى.
إضافة إلى تلازم التوقيت الذي تواترت على خلفيته المواقف التركية ـ السعودية ـ الخليجية المتزامنة، فإن هذه المواقف تميزت بالآتي:
•    اعتماد المواقف والمفردات التي تشير بوضوح إلى الالتزام بالبقاء ضمن حدود وإطار الموقف الأمريكي الرسمي المتحيز لجهة استهداف دمشق، ودعم المعارضة.
•    تكثيف الضغوط الاتصالية ـ الإعلامية ـ النفسية، ذات الطابع الردعي الذي يسعى ليس لإفزاع دمشق وحسب، وإنما أيضاً لجهة إضعاف موقفها في الساحة الداخلية والإقليمية والدولية.
•    تمهيد المسرح الإقليمي والدولي لجهة حملة ذرائع جديدة، بحيث تبدأ هذه المرة عملية استهداف دمشق بواسطة الأطراف الشرق أوسطية، ثم يأتي لاحقاً دور الأطراف الدولية الأخرى وعلى وجه الخصوص محور واشنطن ـ باريس ـ لندن، الذي يعمل ضمن سقف المشروع الإسرائيلي في المنطقة.


* تحالف الذين نفد صبرهم إزاء سوريا: كم عمر الصبر ؟
تقوم التحالفات الإقليمية والدولية على أساس اعتبارات عامل الإرادة الداخلية، والانفتاح الإيجابي لجهة دعم المصالح الإيجابية المشتركة، وتأسيساً على هذه المبادئ شهد العالم قيام تحالف الإتحاد الأوروبي، وتحالف الآسيان. وبرغم ذلك فقد ظلت منطقة الشرق الأوسط طوال الحقب الماضية تتميز بظهور التحالفات والائتلافات الظرفية العابرة، الساعية لخدمة أغراض الأطراف الأجنبية أكثر من خدمة شعوب المنطقة، وفي هذا الخصوص نشير إلى أن "تحالف المعتدلين العرب" الذي قام على خلفية العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وخلفية مواقف بعض الدول العربية المناهضة لخط المقاومة، بفعل الإرغام والقسر الأمريكي، كان أحد التحالفات الظرفية الهشة العابرة. والآن، وعلى خلفية فعاليات الحدث السوري، جاءت ائتلافات جديدة، يمكن وصفها باسم "تحالف الذين نفذ صبرهم إزاء سوريا".
ينطوي هذا التحالف الجديد على المزيد من المكونات الاعتباطية، والتي تتضمن قدراً كبيراً لجهة توظيف معطيات نظرية المؤامرة، لجهة الإضرار بالمصالح الذاتية الخاصة بأعضاء هذا الحلف، وفي نفس الوقت لجهة إفادة ودعم مصالح الأطراف الأجنبية، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
•    أنقرا: تسعى لجهة التأكيد على دورها القائد في المنطقة. ولكن في نفس الوقت لاتفهم أن مصداقية القيادة تقوم على مدى قدرتها لجهة فهم وإدراك حقيقة الاوضاع الجارية، إضافة إلى التعامل بنزاهة وحيادية مع جميع مكونات المنطقة.
•    الرياض: حزمت أمرها على احتباس عملية صنع قرارها السياسي ضمن بنود متطلبات جدول أعمال السياسة الخارجية والأمريكية الشرق أوسطية، وهو أمر بدا واضحاً للجميع منذ فترة حرب الخليج الأولى التي أخرجت القوات العراقية من الكويت، ثم تأكد بشكل واضح اكثر فأكثر خلال حرب لبنان في صيف عام 2006 م.
أما بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي الستة إضافة إلى المجلس نفسه، فقد بدا واضحاً للجميع أن هذه الأطراف أصبحت اكثر رهاناًُ لجهة التماهي والانسجام الكامل مع متطلبات وتوجهات السياسة الخارجية الامريكية. وطالما أن واشنطن تمثل بالنسبة لهذه الدول الحامي الأول من خطر الاستهداف الداخلي، ومن المخاطر الإفتراضية الأخرى، فقد تعاونت هذه الدول لجهة التوسع في استضافة القوات الأمريكية. وبما أدى في نهاية الأمر إلى جعل هذه الدول ضيفاً على القوات الأمريكية.
تسارعت وتائر الصراع اليمني ـ اليمني، بين الأغلبية الشيعية المناهضة لنظام الرئيس على عبد الله صالح حليف واشنطن، وبرغم ذلك سعت دول الخليج والسعودية وواشنطن وتركيا لجهة تقديم المبادرات ومناشدة الأطراف العمل على التهدئة والحوار وصولاً إلى الحل السلمي، ولم يحدث مطلقاً أن سعى أحد زعماء هذه الدول لإطلاق التصريحات التي تقول بأن "صبره قد نفد".
وإضافة لذلك، سارعت وتائر الصراع السياسي البحريني ـ البحريني، بين الأغلبية الشيعية المناهضة للنظام الملكي، ولم تسع هذه الأطراف لجهة تقديم المبادرات، وإنما سعت لجهة إرسال القوات السعودية التي تقوم حالياً تحت غطاء مفهوم أمن دول مجلس التعاون الخليجي بعمليات قمع وقتل المدنيين البحرانيين، ومن غير المتوقع أن يقوم أي طرف من هذه الأطراف بالتعليق قائلاً "بأن صبره قد نفد".
وبالنسبة لليبيا، فقد بدا واضحاً أن صبر هذه الأطراف قد نفد بشكل استباقي، بما دفعهم إلى تحريك الجامعة العربية والمطالبة بالتدخل الدولي، الأمر الذي أدى إلى ما نراه الآن من جرائم دولية ترتكب في حق ليبيا والليبيين. وبالنسبة إلى سوريا، يبدو أن "تحالف الذين نفد صبرهم" قد بدا أكثر اهتماماً لجهة تصعيد وتائر المواقف المعادية لسوريا، وفي هذا الخصوص، يمكن الإشارة إلى الآتي:
•    التصعيدات غير المعلنة: وتضمنت تمويل الحركات الأصولية المسلحة، إضافة إلى دعم الفعاليات اللبنانية المعادية لدمشق، إضافة إلى القيام بتوفير الملاذات الآمنة لخصوم دمشق، إضافة إلى القيام برصد الأموال، وتنسيق المواقف مع أطراف محور واشنطن ـ تل أبيب. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن هذه التصعيدات غير المعلنة قد بدأت منذ بضعة سنوات.
•    التصعيدات المعلنة: وتضمنت القيام عن كشف ما هو جاري ومعروف سلفاً، بما في ذلك إطلاق التصريحات المعادية لدمشق، والسعي لجهة التعاون مع مخططات فرض الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية ضد دمشق.
ظلت التصعيدات المعلنة وغير المعلنة تأخذ طابعاً أفقياً لجهة توسيع دائرة الانتشار، وفي نفس الوقت تأخذ طابعاً رأسياً لجهة التشدد ورفع مستوى الشدة، وعلى خلفية التطورات التي حدثت بالأمس واليوم، فقد بدأت هذه التصعيدات تأخذ طابعاً دائرياً، ينطوي على المظاهر والمعالم الآتية:
•    التصعيد على خلفية ذرائع مطالبة دمشق بالإصلاحات، وعندما بدأت دمشق في الإصلاحات انتقل التصعيد باتجاه مطالبة دمشق بالإصلاحات الجادة، وعندما بدأت دمشق بالإصلاحات الجادة، انتقل التصعيد باتجاه التأكيد على ذرائع أن صبرهم قد نفد وبأن ما يحدث هو غير مقبول.
•    التصعيد على أساس الاعتبارات السلوكية، بحيث ظل كل طرف يسعى لاتخاذ الترتيبات العملية الإجرائية، مثل إرسال وزير الخارجية، واستدعاء سفيره للتشاور، مع التجاهل الكامل المتعمد للحقائق الموضوعية الجارية.
بدا واضحاً للجميع داخل وخارج سوريا، أن المنطقة قد أصبحت أمام خيار سيناريو التصعيدات الدائرية والتي كلما قاربت حلقاتها على الانتهاء، كلما بدأت حلقة جديدة، وقبل أن يكتمل أي مشهد، يبدأ المشهد التالي له، وهكذا.. وتأسيساً على ذلك، فقد بدا واضحاً للعيان هذه المرة أن صبر دمشق قد نفد أيضاً.


* حسابات الفرص والمخاطر: ماذا تقول البنود والمعطيات
استطاع الزعيم التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية أن يحقق نصراً غير مسبوق على خصومه الداخليين عندما فاز للمرة الثانية على التوالي بجولة الانتخابات العامة التركية، وهي السابقة الأولى في تاريخ تركيا السياسي المعاصر. وخلال هذه الفترة سعت أطراف محور واشنطن ـ تل أبيب، إلى استهداف نظامه بشتى الوسائل المعلنة وغير المعلنة. والآن وعلى خلفية الثقة المفرطة بالنفس، فإن الزعيم أردوغان أصبح على وشك التورط الكامل في ملف الحدث السوري، وهو التورط الذي سيكلف أردوغان المزيد من الخسائر الاقتصادية بما سوف يودي إلى تقوض دعائم الاقتصاد التركي، وأيضاً إلى المزيد من الخسائر العسكرية بما سيؤدي إلى تصعيد روح الغضب في أوساط العسكريين الأتراك الناقمين عليه بالأساس. وإضافة إلى المزيد من الخسائر الأمنية، طالما أن المنطقة سوف تصبح مرتعاً خصباً لحزب العمال الكردستاني التركي.
لقد سعت واشنطن وباريس ولندن ومعهم عواصم المعتدلين العرب لجهة القيام بممارسة كافة أنواع الضغوط ضد دمشق، ولم تفلح. وخلال مراحل ما قبل صعود أردوغان وحزبه فقد كانت أنقرا تطبق كافة الضغوط والتهديدات ضد دمشق ولم تفلح أيضاً. والآن فإن الجديد الذي سوف تأتي به الضغوط الجديدة، سوف يتمثل في ضغوط التغذية العكسية المرتدة، والتي يبدو أن زعماء تحالف الذين نفد صبرهم لم يحسبوا حساباتها بعد: إنها سوريا يا غبي!!؟

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

ها هو الدهرُ بدأ يُرينا عجباً عندما يتعملق الأقزامُ فيحسبون أنفسهم طوالاً ! صرنا نرى رعاة الجمال يتكلََّمون بعبارات رعاة البقر "المتحضرين جدّاً"! وينطقون بنفاذ صبرهم ! لقد غضب الجملُ على الخطام ؟

لقد فقد الزعماءُ الأتراك رُشدَهم ! (رسالة مفتوحة رقم 2) لا تكونوا جيران سوء ! وجَّهتُ بتاريخ 25 حزيران 2011 رسالة مفتوحة إلى الزعماء الأتراك بعنوان: " لا تخيِّبوا آمالَ الشعوب " وذلك بعد ما فاجأوا العالم بموافقهم العدوانية ضد "صديقتهم" وجارتهم سورية . حرصتُ يومها على أن تتحلَّى رسالتي بلهجةٍ وعباراتٍ وجدانيةٍ وأخلاقيةٍ وناصحةٍ ... على أنها لم تخرج عن كونها " مُؤنِّبة " ، وذكَّرتهم بأقوال وزير خارجيتهم في كتابه " العمق الاستراتيجي..." عدَّد فيها أسباب فشل حكومة تركيا في إجراء إصلاحات بسبب الإرهاب وزعزعة الإستقرار . نعم ، لقد وصلَتهم رسالتي وقرؤوها ، وقلتُ في نفسي يومئذ: لقد ذكَّرتُ هؤلاء " الإسلاميين جدّاً " على أمل أن تنفعهم الذِّكرى . لكني فوجئت اليوم بتاريخ 3 آب الجاري – يوم اجتماع مجلس الأمن من أجل التدخل في شؤون سورية - بما قرأتُه على موقع تركيا trtarabic.com بعبارةٍ لا تقلُّ وقاحةً عن عبارات أعداء سورية التقليديِّين الشَّرِسين الذين لا يعرفون شكلاً ولا طعماً للعدل ، فوجدت لزاماً عليَّ أن أوجِّه كلماتي هذه أولاً إلى شعبنا في سورية المستهدَف مِن قبل أهل الفتن والشرِّ ، لكي يحذر وينتبه بغية كشف ومعرفة أعدائه على اختلاف شعاراتهم ومعتقداتهم ودعاواهم ، وإليكم ما قرأته على موقعهم على لسان أرنج نائب رئيس وزرائهم "المسلم التقيِّ صاحب الدِّين " بل لأقُـلْ " أحد أصحاب الجزَرة" كما نبَّهتهم في رسالتي المذكورة ، وإليكم نص تصريحه المُخزي والفاضح لنواياهم : رد فعل من أرنج على الأوضاع في سوريا نائب رئيس الوزراء: لا يمكن لمن يمارس الظلم أن يكون صديقا لنا نشر في 03.08.2011 11:27:29 UTC تم التحديث في 03.08.2011 11:29:21 UTC أبدى نائب رئيس الوزراء بولند أرنج رد فعل عنيف إزاء أحداث العنف الجارية في سوريا. وأفاد أرنج أن هذه الأحداث هي ظلم عظيم وقال " لا يمكن لمن يمارس الظلم أن يكون صديقا لنا ، كائنا من يكون " . لعمري ! تلك كذبةٌ هو قائلها . أقول لهؤلاء الزعماء الأتراك الذين مدَّت إليهم سوريةُ أنظفَ يدٍ في هذا العصر ، واحتضَنتهم بحنانٍ ، وبصداقة ودِّيةٍ حميمةٍ ! لم ولن يبادرهم بمثلها أحدٌ أبداً منذ وصول أتاتورك إلى الحكم بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى: لقد فتحتْ لكم سوريةُ بوابةًَ العالم العربي ، وفتحَ لكم رئيسُها بشار الأسد - بالغيب وبدون طلب أو استجداء منكم - بوابةَ الشَّرف في أوروبا وأعلى شأنَكم فأرغم أنفَ الرئيسَ الفرنسي في قصر الإليزيـه في باريس بكلمته الخالدة المشرِّفة لكم ولكل شريف يفهم ما يسمع ويرى: " نحن لا نقبَل غيرَ تركيّا وسيطاً في محادثاتِ سلامٍ غير مباشرة ". فذلَّ وصغُر ذاك القصيرُ المتَعملِقُ بعدما ألقَمه رئيسُ سورية الأبيُّ الوفيّ حَجراً مِن سِجِّيل. فانظروا الآن إن كنتم تبصرون: لقد رفعَتكم سورية إقليميّاً . ورفعكم رئيسها دوليّاً ، ففرضَ اعتبارَكم على أعتى وأكدى عدوٍّ لكم في أوروبا . فبأيِّ حقٍّ صرتُم لنا تنكرون وعلينا تسخطون ؟ لقد فعلَ الكيان الصهيوني بكم الأفاعيل ، وقَتل رجاَلكم ، وخَطف سفينتكم في المياه الدولية !!! وما زال يرفض أن يتصدَّق عليكم حتى ولو باعتذار باطنُه حقد وظاهرُه نفاق ، ومع ذلك رأيناكم هُرعتُم مُسرعين لإنقاذه من عذابِ ربِّه ! فشاركتم في إطفاء حرائق الأحراش في فلسطين !!! وما زال – هو بذاته - في أعينكم وأفئذتكم صديقًا وحليفاً ، تبادرونه بالمودة والمحبَّة رغم تكبُّره عليكم وإذلالكم وتحقيركم أمام العالم أجمع ، فيا للعجب ! أين صار حقّ شعبكم عليكم ؟ هنيئاً لكم أيضاً بطردكم من جوار أوروبا . فيا حسرة عليكم وما أقساكم وأفظعكم على سورية من جيران ! وإلى الآن لم أسمع سورية شتمتكم أو ذكرتكُم بكلمة سوء واحدة رغم كل ما فعلتموه من تآمر وأذى لشعبها عبر حدودها الآمنة بعد طردكم من أراضيها وإفسادكم فيها قبل مائة عام . يقول الشاعر العربي الحكيم: إن أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَه وإن أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تَمرَّدا فلا تكونوا لنا جيران سوء ! د. محمد ياسين حمودة yasinh@total.net

قرأت قبل قليل خبراً مفاده عزم وزير خارجيتهم على زيارة سورية يحمل رسالة وسيوصلها بحسم؟ فماذا خبأ لنا هؤلاء ؟ أعان اللَّه الرئيس على دعاوى النفاق المكشوف في هذه الأيام . أما علموا أن سياسة العصا والجزرة لا تنفع مع الشرفاء الأبيين ؟ أنا لا أتكلم من منصب سياسي ولا حزبي ولكني مقيم في المهجر وأسمع وأرى وأفهم ما يقال . آمل أن يتعامل جميع مثقفينا بوعي وحزم .

شاهدت قبل 10 أيام رئيس غرفة تجارة أنقرة في مقابلة طويلة على تلفزيون الدنيا تحدث خلالها عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بتركيا جراء سياستها تجاه سورية ، وتعهد بتنوير صديقه رئيس وزراء تركيا عن حقيقة الأوضاع في سورية بعد ما اعترف بأن الرجل يستقي معلوماته من الإذاعات ومن شهود العيان . لكننا لم نسمع إلا تعنتاً من تلك الإدارة وإصرارا على أذى سورية وشعبها ورئيسها . فالحذر كل الحذر من الزيارات المشبوهة بعد كل هذا .

ألا يكفي كل ما نسمعه ونراه من تهديد ووعيد وغضب رعاة الإبل والبقر ونفاذ صبرهم لرجال معارضة الداخل لكي يبرهنوا علناً على حبهم وإخلاصهم لهذا الوطن وإعلان الموقف الوطني الصريح وشجب التدخل والعدوان بعد أن امتطى أقزام هذا الزمان أكتافهم وتمرجلوا على سورية من فوق ظهورهم ؟ أم ما زالوا يعيشون في الأوهام وعالم الخيال ؟

نادي المُطلَّقين السَّاخطين سيحلُّ نفسَه بعد حين ! ليس من عادتي كتابة التعليقات ، ولقد كتبت عدة رسائل مفتوحة لمعارضة الداخل - ولا وزن ولا اعتبار عندي لمن نُصبوا معارضين في الخارج - بعد أول مؤتمر لهم في سمير أميس تحت عناوين: - " إتقوا اللَّه في سورية - ولا تكونوا أول وقود للفتنة " . - " حصانا رهان يتسابقان لإصلاح سورية " . - " أولئك تعدَّوا على الثقافة " . - " صومال جديد – لا سمح اللَّه ولا قدَّر – سيجعل الناس يحسدون منكوبي العراق " . - " لقد سبق بغلُهم حصانَكم ... ليشرب من العاصي " . - " لا تدَعوا بغلَهم يبول في الفرات " . لكني بعد قراءتي لتعليقات الوطنيين المخلصين لسورية اضطررت لأقول: أرى في تسمية هؤلاء المعارضين " مفكرين " خطأ جسيماً وفاحشاً بحق الثقافة والفكر والعقل ... ولا وزن عندي لما كتبه ويكتبه بعضهم . فالفكر يدل على أن صاحبه: سليم العقل لا يهجر ولا يهذي ... يفكِّر ... ويبني ويشيد ولا يهدم ... يُصلِح ولا يُفسد ... يصبر ولا يضجر ... ينصح ولا يؤذي ... يستفيد منه الناس والوطن في أيام الفتن والأزمات ولا تذكره الأجيال إلا بخير واحترام وتقدير. والمفكر النافع والمخلص لوطنه يكون صادق النية ، لا ينطق إلا بالحكمة والعدل ، نعرفه من قول الإمام علي بن أبي طالب: " المرءُ مخبوءٌ تحت لِسانه " . فما أقبح ما خرج على ألسنة هؤلاء الناس ... المتمرِّدين على العقل والمنطق وحق الوطن . فهم ليسوا مشغولين بهموم سورية أو المجتمع أو الأمن وسلامة الناس . فالأولى بنا إهمالُهم وتجاهُلهم وعدم إزعاج الناس بعبقرية أولئك المساكين أو الرويبضات . لقد عشت في 7 دول أوروبية وأمريكية وما زلت أقيم في كندا منذ 44 عاماً ولم أعرف معارضةً في واحد من تلك البلدان تشبه معارضتنا نحن في سورية على هذه الشاكلة . فهذه ليست معارضة بل " مُجاءرة " و " طيش " و " افتقار للمسؤولية " نسمع لها جعجةً ولا نرى طحنًا. تؤذي ولا تنفع في وقتٍ تكالبت الدنيا كلها على سورية تريد تفتيتها وحرقها أرضاً وشعباً. ألا ترون معي أن هؤلاء أشبه بـ "جمعية مُطلَّقين " ليس منهم إلاَّ الشكوى والتظلُّم واستجداء عواطف الدهماء ، والاستقواء بالغرباء وإطلاق عباراتٍ ناريَّة لا يدركون خطرها ؟ أقول " جمعية مطلَّقين ذكور" ... وليس " جمعية مطلَّقات إناث " ، ذلك لأنني أحترم المرأة وأجلُّها وهي أكبر عندي من أن أضرب بها تلك الأمثال . فالذَّكَر في مجتمعنا– بصورة عامة– بحاجة إلى تأديب يجعله يحترم حقوق المرأة – الطبيعية وليس المزيَّفة - دون إحراجها للإستنجاد ببَطلاتٍ يُدافِعن عن حقوقها من الغرب " صاحب أبو غريب المحضِّر والمدمقرِط للشعوب والمدافع عن حقوق المرأة المضطهدة في المجتمعات العريقة مبعث الأنبياء والحضارات ، وفي بوسنة وأفغانستان والعراق وفلسطين. إذن ، دَعوهم يشكون ويعيبون دهرهم ، ويندبون سوء حظهم ، وتعاستهم ، محرومين واقفين على أبواب الديمقراطية المصطنعة والمناصب الزائلة ، يتغيَّظون فيما بينهم ... ولربما سيتضاءل عددُهم وتذهب ريحُهم ، ولا شك أنهم سيحلُّون جمعيتهم بعد أن يملُّوا ويزهئوا بعد يقينهم من ضجر مجتمعهم منهم ، وخيبتهم ممَّن تخلَّوا عنهم بعد ما وعدوهم بالمناصب والنُّصرة كما تخلَّوا فيما مضى عن مَن كانوا أكبر وأهمّ منهم . ولربما ستسمعونهم يردِّدون ما قلت في قصيدة لي بعنوان " يا عقل لِمَ تشكو ؟ " هذا فيما إذا أوصلَتهم ثقافتُهم لقراءتها وتدبُّر دروسها . خذلونا جميعاً بعد عهود ومواثيق تاللَّه ما صدقوا وما وفَّوا لنا عهدا " . حمى اللَّه لنا سورية وحفظها من الجهلة والسذَّج وجميع الأدعياء والعملاء . مونتريال في 27 تموز 2011 د. محمد ياسين حمودة باحث في التراث العربي والإسلامي yasinh@total.net http://www.total.net/~yasinh

سلام لامزيد عليه فهذه سوريا موطن الحضارات ومهبط الرسالات .اليوم يريدون لها أن تصبح قاطرة من قاطرات الزحف نحو اسرائيل لتقديم فروض الطاعة يريدون لنا أن نكون مثلهم أشباه رجال ,لوكان هذا السعودي وطنيا أو رجلا حقا لمنح المرأة حقها في الحياة في القرآن الكريم اقترنت المرأة بالرجل في كل آية (المؤمنون والمؤمنات - الصابرون والصابرات - القنتون القانتات ...)أين هم من القرآن ألم يسمعوا بوصايا النبي(ص)بالرفق بالنساء هل الرفق بهن بزواج المسيار بإباحة اللواط بمنعهن من حق الترشح والانتخاب من الخروج من منزلها وحدها بلا رفقة ذكورية من سفرها لأي سبب من غير ذكر ربما امي زجاهل المهم ذكر يصون عرضها وكأن نساءهم لاهم لها سوى الزنى والبحث عن الشهوات أليس معيبا ان يكون الشك بالنساء وصل بهم إلى هذه الدرجة ثم يتنطحون للحديث عن سوريةأم الحضارات وتوجيه الحديث من ديموقراطي متنور مقبول نوعا ما ولكن حين يصدر عن أشباه الرجال هنا المسألة . وهذا التركي العثماني الساعي لدور ما مهما كان هذا الدور لابد من تلقينه درسا لاينساه وواجب المواطنين قبل الدولة القيام بذلك عبر المقاطعة الشاملة والكاملة لكل مايمت بصلة إلى تركيا من السفر إلى تركيا غلى رمي وحرق كل ما هو تركي من بضائع وسواها من المستوردات ومنع مرور اي شاحنة تركية عبر أراضينا لتكن مقاطعة اجتماعية واقتصادية ولنترك للسياسسيين الرد السياسي المناسب وكل ما أرجوه أن يعرض على أوغلو الشرائط التي تظهر تورط تركيا بتوريد السلاح وصور تقطيع رجال الأمن امام الكاميرات ولنطلب تعليقا منه على هذه السلمية والديموقراطيةأمام الكاميرات لنعلم ويعلم العالم مدى طيبة قلبه وإنسانيته الغامرة وهل يرضى أن تطبق على الأتراك مثل هذه السلمية ؟؟ ارجو أن ينقل طلبي هذا إلى السيد وزير الخارجية المعلم المعلم حقا وإلى السيدة شعبان . كان الله بعون هذا الوطن من ابنائه أولا ثم من أعدائه

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...