مؤتمر المناخ يتبنى مشروعاً عالمياً لمكافحة الاحتباس الحراري

06-12-2015

مؤتمر المناخ يتبنى مشروعاً عالمياً لمكافحة الاحتباس الحراري

تجاوز مؤتمر المناخ في فرنسا، أمس السبت، مرحلة مهمة مع تبني مشروع اتفاق عالمي لمكافحة الاحتباس الحراري، ما يشي بقدر من التفاؤل رغم أن العديد من النقاط الخلافية لا تزال تتطلب جهداً أساسياً.
ويعود وزراء الدول اعتباراً من الاثنين المقبل، لدراسة نص المشروع سعياً الى تحويله لاتفاق ملزم يسمح بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات.
وقال رئيس المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمام برلمانيين من العالم أجمع اجتمعوا في مقر الجمعية الوطنية في باريس: "يمكنني القول إن هناك تقدماً لا يزال يتطلب تعميقاً وترجمة ملموسة في حلول الجمعة".
من جهتها، أعلنت السفيرة الفرنسية لورانس توبيانا، أمام الوفود المجتمعة في لوبورجيه، حيث يواصل مؤتمر حول المناخ أعماله منذ نهاية تشرين الثاني، "لدينا أساس جديد للمفاوضات مقبول من الجميع.. ويجب البناء عليه".
واعتبر المندوب الصيني سو وي أن المفاوضين جمعوا "كل المكونات لإعداد وصفة"، مضيفاً أن الأسبوع المقبل سيشهد "الانتقال الى المطبخ"، في إشارة الى عمل الوزراء.
وأبدت مجموعة الـ77 زائد الصين، التي تضم 134 بلداً نامياً وناشئاً وتضطلع بدور رئيسي في المفاوضات، "استعدادها للمضي قدماً في المفاوضات على أساس هذا النص".
وعلقت رئيسة المجموعة مندوبة جنوب افريقيا نوزيفو ديسيكو: "كما قال نلسون مانديلا، يبدو الأمر مستحيلاً حتى يتم انجازه".
غير أن المندوبين والمنظمات غير الحكومية ذكّروا بحجم العمل الكبير الذي لا بد من القيام به خلال خمسة ايام.
وعلق تسنيم ايسوب من منظمة "دبليو دبليو اف" ان "الوزراء ينتظرهم عمل شاق" اذا ارادوا التوصل الى "اتفاق متين بحلول الجمعة".

والواقع أن النص الجديد لم يحسم أياً من الموضوعات الرئيسية، تاركاً العديد من الخيارات مفتوحة، وفي مقدمها الهدف البعيد المدى المتمثل بتحديد سقف ارتفاع حرارة الكوكب بدرجة ونصف درجة، كما تطالب الدول الصغيرة، او بدرجتين.
ومن أبرز النقاط الخلافية أيضاً، مسألة تمويل المساعدة لدول الجنوب في مجال المناخ وتقاسم الجهود لمكافحة الاحترار بين الدول النامية والناشئة والمتطورة.
واقترحت غالبية الدول المشاركة في مؤتمر المناخ إجراءات تعتزم اتخاذها للتصدي للتبدل المناخي، على وقع تحذيرات العلماء من أن كوكب الأرض سيتحول أكثر فأكثر الى محيط معاد للبشر، ما دامت الحرارة في ارتفاع، بالإضافة الى ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي الى غمر جزر ومناطق ساحلية مأهولة، فضلا عن العواصف المدمرة وموجات الجفاف الشديد.
من هنا، فإن أحد أهداف اتفاق باريس هو تأمين الية لمراجعة هذه الالتزامات كل خمسة أعوام على الأرجح، بهدف مواكبة اي حدث سلبي.
والسبت، نبهت مسؤولة المناخ في الامم المتحدة كريستينا فيغيريز، قائلة: "يقول لنا العلم ان لدينا فقط نافذة تحرك صغيرة".
وتقول مجموعة الخبراء الحكومية حول تطور المناخ إن العالم لا يمكنه إنتاج سوى الف جيغاطن من ثاني أوكسيد الكربون للبقاء ضمن سقف الدرجتين المئويتين، فذلك هو "مخزونه من الكربون" اذا صح التعبير. ومع الالتزامات الحالية للبلدان، فان ما بين 72 و75 في المئة من هذا "المخزون" تكون قد استهلكت العام 2030.
وقال الممثل الاميركي شون بين الذي شارك السبت في حدث على هامش المؤتمر عنوانه "يوم العمل"، "لقد ولى زمن الاوهام وحل محله زمن العمل".
وشارك في هذا اليوم عشرات الشخصيات من كل انحاء العالم، سعياً الى مكافحة التبدل المناخي. واختتمه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بتوجيه نداء للدول المشاركة في المؤتمر لـ"تجاوز المصالح" الخاصة.
وقال هولاند: "اوجه أمامكم نداء لنكون قادرين على تجاوز مصالح المناطق، البلدان، المصالح المرتبطة بمستوياتنا للتنمية، لنكون على قدر (المسؤولية الملقاة على عاتقنا حيال) الكوكب برمته".

(أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...