كلينتون وجولة التسوق الأمريكية لشراء الثورات العربية

17-03-2011

كلينتون وجولة التسوق الأمريكية لشراء الثورات العربية

الجمل: جاءت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى منطقة الشرق الأوسط وذلك في جولة ركزت هذه المرة على زيارة مصر وتونس: فما هي طبيعة دبلوماسية الوزيرة كلينتون؟ وما هو شكل الدبلوماسية الأمريكية إزاء مصر وتونس في مرحلة ما بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك المصري ونظام زين الدين بن علي التونسي؟
* جدول أعمال جولة الوزيرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في زيارتها لميدان التحرير بالقاهرةكلينتون: توصيف المعلومات الجارية
تقول التقارير والمعلومات بأن الأسابيع القادمة سوف تشهد قيام الإدارة الأمريكية بمراجعة وتقويم توجهات سياساتها الخارجية الشرق أوسطية، وفي هذا الخصوص جاءت زيارة وزيرة الخارجية كلينتون من أجل تحقيق الآتي:
•    التركيز على زيارة تونس ومصر كخطوة أولى لتفقد الأوضاع في هذين البلدين بعد الإطاحة بالنظام السياسي المصري والتونسي اللذان تميزا بقوة الروابط مع واشنطن إلى حد الاندماج ضمن بنود وأجندة السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية.
•    التركيز على عقد اللقاءات مع القوى السياسية التي أنجزت الإطاحة بنظام مبارك المصري ونظام بن علي التونسي وذلك بما يتيح للإدارة الأمريكية التعرف عن قرب على طبيعة هذه القوى وتوجهاتها.
جاء جدول أعمال وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بشكل يعبر عن طبيعة اهتمامات السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية، وفي هذا الخصوص نشير إلى تحركات الوزيرة كلينتون على النحو الآتي:
-    استطلاع مدى رغبة مصر وتونس لجهة الاستمرار في تعزيز وتائر العلاقات والروابط الثنائية المصرية-الأمريكية، التونسية-الأمريكية على غرار ما كانت عليه خلال فترة حكم الرئيس المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي.
-    استطلاع مدى إمكانية الإبقاء على حيوية مفاعيل اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية (كامب ديفيد) ومدى مصداقية القاهرة في الالتزام بالتعاون مع الإسرائيليين والأمريكيين إزاء بنود والتزامات هذه الاتفاقية.
أشارت التقارير الجارية إلى أن تحركات الوزيرة الأمريكية كلينتون قد استمرت فعالياتها في القاهرة لمدة يومين هما الثلاثاء والأربعاء، وسوف تستمر فعاليات زيارة الوزيرة كلينتون لتونس لمدة يوم واحد هو الخميس، وأضافت التقارير والتسريبات بأن كلينتون قد تعرضت للمزيد من الانتقادات في القاهرة وذلك بسبب غضب الرأي العام المصري إزاء واشنطن وتحميلها المسؤولية وبقاء واستمرار نظام الرئيس حسني مبارك في السلطة لأكثر من ثلاثين عاماً. أما في تونس فتقول التقارير والتسريبات بأن التونسيين قد أعدوا العدة لاستقبال الوزيرة كلينتون بمظاهرة غاضبة تندد بتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية.
* دبلوماسية واشنطن ولعبة الالتفاف على تحولات الشرق الأوسط
شهدت منطقة الشرق الأوسط قدراً كبيراً من التحولات الانتقالية السياسية والاقتصادية خلال الفترة الممتدة من نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 وحتى الآن 2011، وبالمقابل كلما حدث تحول انتقالي في المنطقة كانت واشنطن تقوم بالمقابل بإجراء المزيد من التحولات الانتقالية في سياساتها الخارجية إزاء المنطقة، والأكثر اهتماماً أن تحولات واشنطن كانت تشمل التركيز على عامل واحد وهو: الحفاظ على أمن إسرائيل، وبمرور الزمن لم يعد أمن إسرائيل يشمل مجرد مفهوم الدفاع الأمريكي عن بقاء وسلامة إسرائيل وحقها في الوجود، وإنما الانتقال إلى مفهوم الدفاع الأمريكي عن حماية أطماع إسرائيل وتعزيز سعيها من أجل ابتزاز شعوب المنطقة وإخضاعها لمشروع النفوذ الإسرائيلي الكامل.
•    استهدفت الاحتجاجات السياسية الشرق أوسطية الأنظمة السياسية الحليفة لأمريكا والمرتبطة بإسرائيل.
•    فشلت كل محاولات محور واشنطن-تل أبيب لجهة القيام بإشعال الاحتجاجات السياسية ضد خصوم محور واشنطن-تل أبيب في المنطقة.
هذا، وتقول المعلومات والتسريبات بأن واشنطن تسعى حالياً لتوظيف إسقاطات نظرية حراك الدومينو السياسي لجهة الحصول على نتائج إيجابية تساعد في تعزيز أمن إسرائيل وفقاً لمفهوم الشرق الأوسط الكبير-الجديد الذي سعى خبراء إسرائيل وخبراء اللوبي الإسرائيلي لإسقاطه على المنطقة، وحالياً تشهد المنطقة تحركاً مزدوجاً يتم عبر الوسائط الآتية:
-    محور الدبلوماسية الرسمية: تكثيف جولات المسؤولين الأمريكيين في البلدان الشرق أوسطية التي سقطت أنظمتها الموالية لأمريكا وذلك بما يتيح تقديم الوعود للأنظمة الجديدة بأن الدعم والمساعدات الأمريكية سوف لن تنقطع إضافة إلى احتمالات زيادة معدلاتها، ولكن حصراً إذا قبلت هذه الأنظمة المضي قدماً في مسيرة التعاون مع أمريكا والتطبيع مع إسرائيل.
-    محور الدبلوماسية العامة: تكثيف جهود برامج نشر الديمقراطية الذي تشرف عليها مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، ومعهد واشنطن، ومعهد المسعى الأمريكي، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي وغيرها من مراكز ومنظمات جماعات اللوبي الإسرائيلي والتي من المتوقع أن تقوم بتكثيف عمليات تقديم الدعم والمساعدات المادية والإعلامية بما يعزز قدرة جماعات المعارضة في القيام بإشعال الاحتجاجات واستهداف خصوم محور واشنطن-تل أبيب في المنطقة.
سوف تشهد الفترة المقبلة المزيد من تحركات الدبلوماسية الأمريكية ضمن المسارين الرسمي والعام، وبرغم الحقيقة القائلة بأن الثورات هي قاطرة التاريخ، فإن محور واشنطن-تل أبيب مازال أكثر اهتماماً لجهة التأكيد على أن هذه الثورات التي تحرك التاريخ، وإن كانت تصنعها الشعوب، فمن الممكن صناعتها في مراكز اللوبي الإسرائيلي ثم إطلاق فعالياتها بما يلحق الضرر بخصوم أمريكا وإسرائيل في منقطة الشرق الأوسط.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...