ضحايا التوترالعالي من ينقذهم

24-12-2006

ضحايا التوترالعالي من ينقذهم

تقول الحكمة: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب, لكن السكوت ليس ذهباً في كل الأحوال فقد تكون جريمة

إذا سكت المرء عن حقه فكيف إذا تعلق هذا الحق بالحياة التي قد تنخطف عل حين غرة بسبب تلك الأفخاخ التي تدعى بالتوتر العالي وأبراج الطاقة التي نصبت وزرعت في أحيائنا ومدننا وقرانا بدون تقديم الدراسات اللازمة والكافية بعد أن أخذ الزحف السكاني والعمراني يطول جميع أطراف المدن وقلبها, ليبدأ مسلسل الأذيات المختلفة (الصعق) لكل من يقترب من أسلاكه, وعندها ماذا ينفع الندم إذا وقعت الفأس بالرأس... وهل هذه هي ضريبة الحضارة... أليس هناك من بدائل.. ولماذا الحق دائماً على المواطن المتهم بكل شيء سلبي... ألم تدرس وزارة الكهرباء وشركاتها المعنية خطر تلك الأسلاك في مناطق سكنية مأهولة أم أنه أصبح أمراً واقعاً لا بد منه... أسئلة كثيرة يضعنا بصورتها هذا التحقيق الذي أجريناه في العديد من المناطق المحيطة بدمشق وريفها مثل الحجر الأسود - السبينة - ومزة 86 - عش الورور - قطنا.. وشاهدنا بأم أعيننا التوتر العالي وأسلاكه التي تمر فوق أسطحة المباني وشرفات البيوت وقرب النوافذ لتشكل مصائد حقيقية لكل من يقترب منها سواء بقصد أو غير قصد.‏

وعند سؤال الأهالي عن سبب مرور أسلاك التوتر العالي فوق منازلهم وهل قبلوا بذلك رغبة ولماذا وإن كانوا قد قدموا اعترضات في حينها.. وهل تاريخ إنشائها وتمديدها قد تم لاحقاً أم هم بالأساس قد شيدوا منازلهم أو بالأحرى مخالفاتهم قرب تلك الأسلاك وأعمدة الكهرباء ومحولاتها.‏

- مواطنون كثر قالوا إن المشكلة ليست بأيهما أقدم البناء أم شبكة الكهرباء فأي جهة عندما تريد أن تقوم بمشروع لخدمة الصالح العام لا أحد يمنعها, ونحن بصراحة نريد أن نرى النور بغض النظر عن ثمنه سواء تم الاستجرار بأسلاك مكشوفة وممددة على الأرض أو غيرها المهم أن تصل الكهرباء إلى بيتي والحي الذي أقطنه.‏

- مواطنون آخرون قالوا للحقيقة والإنصاف إنهم اضطروا إلى البناء بقرب عمود التوتر لأنهم لا يستطيعون شراء منازل نظامية نظراً لأسعار البيوت الكاوية لذلك قبلوا بشراء أراض بجوار أعمدة التوتر بنصف سعرها منذ زمن ومع ازدياد عدد أفراد الأسرة.‏

- في حين قال آخرون بغض النظر عن الغاية والوسيلة وحكاية البيضة والدجاجة وأيهما سابق أو لاحق ففي كل دول العالم هناك دراسات وخطط لإزالة الشبكات الهوائية والاستعاضة عنها بالأرضية, بعيداً عن هم شركات الكهرباء بتحقيق الريعية الاقتصادية بغض النظر عما تسببه الكهرباء من حوادث وأذيات وما تتعرض له الشبكة من حالات اعتداء وسرقة وزيادة نسبة الفاقد من قبل المواطنين.‏

- يصرف النظر عن مشكلة السابق واللاحق أي البناء أم أعمدة التوتر الكهربائي ومع تقديرنا لآراء المواطنين التي تحتاج إلى صفحات عدة إذا أوردناها بتفاصيلها ومع تحفظنا على قضية العنب أم الناطور كانت جولتنا لإنجاز هذا التحقيق مليئة بالصعوبات وخيبات الأمل في الحصول على المعلومات من مصادرها والجهات المعنية بها وعلى ما يبدو أن إعطاء أي إحصاء أو رقم أو معلومة في إطارها العام تبدو حساسة كما أسلاك التوتر العالية والمنخفضة. اتجهنا بداية إلى الشركة العامة لكهرباء دمشق والحق يقال إن مديرها العام حاول مساعدتنا واتصل بمدير التخطيط وأعطاه بعض أسئلتنا التي ضاعت في الوعود بحجة مراسلة جهات عدة لتزويدنا بالمعلومات المطلوبة والتي تجاوزت ما يقارب عشرة أيام وبعد اتصال مسبق ذهبنا إلى مدير التخطيط في الشركة وبعد نقاش نصف ساعة عدنا بخفي حنين بحجة أن الأسئلة كان من المفترض أن توجه إلى جهات مختصة أخرى, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أين الدراسات والخطط وورشات العمل والإحصائيات والأبحاث التي تقوم بها هذه الشركة بأقسامها المختلفة رغم أن الاستفسارعن أثر التوتر العالي وأبراج الطاقة على صحة الإنسان العامة والبيئة لا يحتاج إلى كثير من الردود الغيابية والغموض في توضيح خفاياها لأن الواقع خير شاهد على الكثير من المظاهر السلبية.‏

حملنا بعدها أسئلتنا وما يجول في أذهاننا من قضايا مختلفة كنا نعتقد أنها سهلة وميسرة فيما نسعى إليه فكانت محطتنا الثانية وزارة الكهرباء لاستطلاع رأي بعض المعنيين فيها لكن الأشخاص الذين قابلناهم لم يقدموا لنا إلا المعلومات العامة بحجة أن الخوض في التفاصيل يحتاج إلى إذن المدير العام لمؤسسة التوليد التابعين إليها رغم قصدنا أكثر من مرة لهذا المكان لكن الإجابة توزعت أن المدير العام مسافر- أو عنده ضيوف, مشغول جداً وغير ذلك من الإجابات المعروفة.. أحسسنا ساعتها بأننا كاللئام على مأدبة الكرام, مع الإشارة هنا أن صلب موضوعنا كان قد طرح في ورشة عمل أقامتها وزارة الكهرباء منذ سنة, ومع ذلك لم يستطع أحد أن يزودنا بأي من هذه الأبحاث إلا بإذن من المدير العام.‏

- وانطلاقاً من المثل القائل (أعطي خبزك للخباز حتى ولو...) توجهنا إلى كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية (قسم الطاقة) بجامعة دمشق والتقينا بأهل الخبرة والاختصاص الذين لم يبخلوا علينا بتقديم المعلومة شرحاًوتفصيلاً حيث كانت البداية مع الدكتور المهندس محمد موسى والدكتورة المهندسة سلام محمود اللذين يعدان بحثاً منذ ثلاث سنوات حول تأثير الحقول الكهرطيسية على الأحياء وخاصة على الإنسان والظواهر المرافقة لها في إطار مخاطر الحقل الكهرطيسي وأثره على المادة الحية هوالبيئة مع الدراسة التجريبية.‏

- وهنا بين المهندس موسى أن أهم صفات الحقول الكهرطيسية أنها لا تستثني أحداً سواء بإيجابياتها وسلبياتها, ولا تميز فقيراً عن غني ولامسؤولاً عن غير مسؤول فالكل معرض لأخطار الموجة الكهربائية العائمة في الجو, موضحاً بأن الأذية تظهر بشكل واضح بجانب خطوط التوتر العالي وبجوار محطات الاتصالات وأبراج الموبايلات لأن كثافة الطاقة الكهرطيسية تتجاوز الحد المسموح فيه وبوجود هذه الشحنات الكهربائية يتشكل ما يسمى في دراستنا بالزوبعة الكهرطيسية وهي عبارة عن (حركة إعصارية للشحنات الكهربائية) إضافة لكونها خليطاً خطيراً احتمالياً كبيرا للتأثير على المادة الحيوية (ظاهرة التأين) إذ يؤدي اصطدام الأيونات على توليد أشعة فوق البنفسجية وأشعة سينية والتي هي نفسها من الممكن أن تخرب وتحطم الخلايا.‏

- وأشار موسى إلى أن الدراسة القائمة حول عملية النمذجة وعملية ظهور الحقول الكهرطيسية تم التوصل إلى نتائج خطيرة من الناحية التجريبية التي من الممكن أن تؤدي إلى أورام سرطانية ونفسية وعصبية إضافة إلى أمراض الدم (اللوكيما).‏

- وحتى لا يعتقد أحد أننا نحارب ذواتنا ونسود الدنيا في وجوه الناس فإن الحقول الكهرومغناطيسية هي أساس تحويل الكرة الأرضية إلى قرية والمنجزات العظيمة في التاريخ التي تراها اليوم بدءاً من الانترنيت إلى الاتصالات واختصار المسافات كل ذلك يتم لأن الموجة تنتقل بسرعة الضوء, وهذه المنجزات الهائلة التي حققها الإنسان في مجال المعلوماتية كلها مدينة لهذه الموجة حاملة المعلومات. وبوصفنا مدرسين لنظرية الحقول الكهربائية يقول الدكتور موسى فقد قصدنا من الموضوع الإستفادة من هذا المنجز العظيم وتطويره وتحقيق العوامل المثلى عن طريق وضع ضوابط ضمن حدود معينة.‏

- ويتابع موسى حديثه بالقول إنه في أوروبا الشرقية أو الغربية وحتى أوستراليا والولايات المتحدة الأمريكية لديهم مستويات أمان تحدد من قبل لجان عالمية بمستوى كثافة القدرة الكهرطيسية الموجودة في هذا المكان فإذا كانت على سبيل المثال ديبولات أبراج الموبايلات تجاوزت مستوى معين بمحيط معين من 60-80 متراً وبقطر 60-80 سوية معينة من كثافة الطاقة فهناك خلل سوف يتعرض له الناس.‏

- ‏ ويضيف أنه من الممكن اتخاذ بعض الإجراءات مثل زيادة ارتفاع أوزيادة التحجيم أو نقله من مكان إلى آخر أكثر ملاءمة للسكان المجاورين, لافتاً هنا إلى إمكانية اتخاذ عدة إجراءات مناسبة في سورية لحل هذه المشكلة عبر تحويل خطوط التوتر العالي إلى كابلات أرضية أو نقلها. أما بالنسبة للترددات العالية فهناك ضرورة لتأسيس لجان كما هو معمول به في معظم دول العالم وتسمى لجان تقييم توزيع سويات هذه الطاقة الكهرطيسية في المناطق المختلفة وخاصة في التجمعات السكانية بالمدن.‏

- ولفت موسى إلى مشاركتهم بلجنة من لجان الهيئة العامة للاستشعار عن بعد والتي بدأت بالخطوات الأولية في مسح بعض المحافظات السورية بالنسبة للتلوث الكهرطيسي وأن هناك توجهات جدية لإجراء عمليات المسح والتي ستبدأ أولاً في حمص ومن ثم اللاذقية.‏

- وذكر أن كلية الهندسة الكهربائية بجامعة دمشق هي في طور التأسيس لمخبر متطور وحديث لدراسة الحقول الكهرطيسية جرى الاتفاق عليه وسيتم توريد تجهيزات حديثة قد تتيح إجراء أبحاث متقدمة لطلاب الماجستير والدكتوراه لدراسة سويات الإشعاعات الكهرطيسية كما هو حاصل في كل بلدان العالم.‏

وقد بدىء العمل في هذه الكلية بتنفيذ الخطوات الأولى لتأليف مجموعة الانسجامات أو التوافق الكهرطيسي وتلك مشهورة في دول العالم,بمعنى أنه حتى على مستوى جهاز بسيط كهربائي يجب أن يكون له بطاقة تعرفة كما هو مسموح به بحيث لا يتجاوز تياره حداً معيناً, أي يسجل على الجهاز نفسه (CMA) أي التوافق الكهرطيسي, يساوي كذا, كأحد المواصفات المعيارية للتجهيزات التي توضح ماذا يبث هذا الجهاز من إشعاعات بحيث لا تتأثر ولا تؤثر على محيطها ولا تسبب أي ضرر ولا تتضرر أيضاً, وهذه الخطوة الأولى التي بدء فيها العمل داخل الكلية عبر مخبر للحقول الكهرطيسية واعتماد بعض التجهيزات والتجارب من أجل اختبارات (AMC) والتلوث الكهرطيسي للخطوط وتوزع الأبراج والمحطات.‏

- وذكر أيضاً أن المشكلة التي نعاني منها عدم وجود نظام للتأريض لدينا بشكل عام فهو موجود كدراسة فقط في نقابة المهندسين أما كتنفيذ ليس هناك أي تدقيق أو رقابة عليه موضحاً أن بعض الأبنية الحديثة أو المشافي دققوا على وجود نظام التأريض الرباعي أي (ثلاث فازات والنتر والأرضي بنفس مكان البناية) وهذا ما يسمى بالأرضي للوقاية.‏

- وفي رده على أثر خطوط التوتر العالي الملاصقة للأبنية المسلحة بالحديد والاسمنت من الداخل يقول موسى بشكل عام إن طول الموجة ال 50 هرتز 6 آلاف كم وهذا معناه أن لا أحد بمنأى عنها لأنها تخرق الكرة الأرضية وعندما تزداد الحقول بترددها فعملياً المواد شبه الناقلة تكثفها على قشرتها لكن طول الموجة يجعلها تنفذ بسهولة جداً وتنخفض لدرجة معينة وتستمر بالتأثير لمستوى معين, وذلك واضح بالقياس وبدون أي توتر عالي.‏

- إن إبراز الحقائق العلمية ليس القصد منه تخويف الناس من إثارة هكذا موضوع وغيره لكن الهدف برأي الدكتور موسى هو وجوب اتخاذ الإجراءات اللازمة بالنسبة لتوزع الحقول الكهرطيسية وكيفية مرورها بالمناطق السكنية وتحويلها إلى كابلات أرضية ودراسة تلك الأبراج بالنسبة للمستوى الكهرطيسي وتوزعه بالجوار كما هو حاصل في أميركا على سبيل المثال لا الحصر, إذ توجد لجنة تسمى (FCC) اللجنة الفيدرالية للاتصالات تحدد شدة الحقل الكهربائي اللاخطر للإنسان ب 100 ميكرو فولط بالنسبة للمتر الواحد وهذه قيمة صغيرة جداً. ولم يخف موسى الآثار السلبية للحقل المغناطيسي على عملية الإنجاب والمزروعات إذا ما تعرض مياه حقل السقي للإشعاعات المغناطيسية.‏

- وحول مسافة الأمان اللازمة بين الأبنية ومحطات التحويل والكابلات أجاب موسى إن شركات الكهرباء تراعي المسافة المطلوبة للأمان بالنسبة لمحطات التحويل وبالنسبة لخطوط القدرة ليس هناك أية مراعاة, وكقاعدة من المفروض أن تكون 40 متراً.‏

- وفي معرض رده على تأثير أبراج الخليوي ضمن الأبنية وزرعها على أسطحة المنازل والمدارس أوضح أن مشكلة التردد عالية جداً وتصل إلى 1.8 جيكا هرتز وفيها تغذية كهربائية موزعة في أماكن كثيرة بشكل غير علمي أو مدروس وخاصة على أسطحة الأبنية والمدارس والمنازل, وبسبب وجود الترددات العالية والشحنات الفراغية يمكن أن تتسبب فعلاً بالزوبعة الكهرطيسية بمناطق الجوار وتؤثر بشكل كبير ومؤذ على حياة الإنسان نتيجة تراكم تلك الشحنات بجسم الإنسان الذي هو عبارة عن مكثفة ومقاومة, وكلما اقترب القاطنون بجوار هذه الأبراج التي ركبت حديثاً من أي قطعة معدنية تفرغت بأجسامهم الشحنة الكهربائية ما يؤكد صحة فكرة الزوبعة الكهرطيسية, والتي تؤدي إلى تخريب الخلايا عند الإنسان بعد تراكمها لفترات زمنية معينة.‏

- وحسب رأي الدكتور موسى شخصياً يجب إعادة النظر بتلك المشكلة بواسطة أجهزة دقيقة وحساسة موجهة من قبل الدولة لقياس كل السويات في الحقول الكهرطيسية لهذة الأبراج, ومن الممتع رواية هذه الحادثة كدلالة على ما ذكر: إن الشخص الذي يمشي على سجادة صوف في الشتاء ويحدث احتكاك بينها وبين قدمه فإن الشحنات التي تقفز من السجادة إلى جسم الإنسان من رؤوس أصابعه باتجاه أي جسم معدني قد يصادفه, فإن شرارة ملم واحدة من هذه الشرارة فيها جهد 5 كيلو فولط?!.‏

- وبدورها الدكتورة سلام محمود من جامعة دمشق كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية حدثتنا عن استخدام الحقول الكهرومغناطيسية بدءاً من المنزل وحتى الفضاء وأن جميع التأثيرات الناجمة عن الحقول هي في طور الوضع الإحصائي والملاحظات الإحصائية على مدار الزمن, مؤكدة هنا أن موضوع الكهرطيسية لم يعد حكراً على المختصين كمهندسي الكهرباء, بل أصبح معظم الناس يهتم بهذا الموضوع ويتعامل معه من خلال التجهيزات المنزلية كالتلفزيون والفيديو CD والحاسوب والموبايل, وخطوط نقل القدرة الكهربائية ومحطات الاتصالات والبث التلفزيوني والراديوي, وهذه جميعها تنشأ عن حقول كهرطيسية.‏

وبالتالي فإنه لدينا نوعان من الحقول, كهربائي ومغناطيسي ولكل منهما تأثيره الخاص على البيئة المحيطة, مشيرة بذلك إلى جملة التغيرات التي ستؤثر على الخلية الحية من البيئة المحيطة وكيفية سلوكها, مع التأكيد على أن تضاعف الحقول الكهرومغناطيسية خلال ال 100 سنة الأخيرة على الأرض بعد استخدام الكهرباء وغيرها أصبحنا نعيش في بحر من الحقول المذكورة وهذا البحر مشابه للبحر العادي الذي يحمل بداخله أشياء إيجابية كالدرر وبالمقابل يجلب العواصف والإشكالات الخطرة.‏

وقد أسمت الدكتورة محمود هذه الأفعال بلغة البحث التجريبي بالتسونامي بجسم الإنسان كما هو في البحر نتيجة هذه الحقول, مؤكدة أن الحقل الكهربائي غالباً ما يتحسس فيه الأشخاص الذين يوجد شعر على رؤوسهم حيث يقف شعر الرأس إذا كانت شدة الحقل أكثر من الطبيعي, وبالتالي فإن الفرق بين شدة الحقل بحدود 1000 مرة بين شخص واقف على سطح الأرض وبين شخص موجود داخل حفرة مجاورة وهذا الوضع خطير جداً.‏

- وتعتبر الدكتورة محمود أن الحقل المغناطيسي الناتج عن خطوط نقل القدرة تشكل مصيدة باتجاه الإنسان القاطن بجوارها, لأن جسم الإنسان مكون من شوارد وللخلية الحية جهدها وهذا الجهد الطبيعي بمثابة توتر كهربائي.‏

وأوضحت أن الزوبعة الكهرطيسية والتي هي عبارة عن حركة حلزونية لولبية متخامدة والتي تأخذ معها شحنات باتجاه جسم الإنسان وتصطدم معه وإذا دخلت تلك الشحنات جسم الإنسان فإنها تحدث ما يسمى بالوخزات العصبية, وإذا دخلت بنية الخلية أدت إلى اختلال التوازن وهذا سيترجم بحدوث سرطانات واحتراق في النسيج داخل الخلية.‏

- واستشهدت على ذلك بالأمواج المكروية, فعندما تضع ربة المنزل الطعام بالميكرويف المنزلي يحدث الاستواء من شدة درجة الأمواج, وهذه الظاهرة قد تحدث بجسم الإنسان كما الطعام وهي الاستواء الداخلي للخلايا دون الشعور من أين تأتي هذه الأمواج لأنه لا يوجد حساسات حرارية, فالحساسات الحرارية وأدوات التحسس الحراري أو الشعور به موجود في جلد الإنسان, وفي حال نفذت الموجة إلى داخل الجسم فمعناه أن الإنسان لا إرادياً غير مسيطر على هذه الموجة فيمكن أن تتفحم عندها هذه الخلايا دون الشعور بها.‏

- وهنا أكدت الدكتورة محمود أيضاً أن شبكة المعلوماتية الموجودة داخل جسم الإنسان يصبح فيها تشويش وخلل مع مرور الزمن والتعرض الدائم للقاطنين بجوار تلك الخطوط للتراكم الحاصل وقد يظهر بأشكال متعددة ضمن الجيل الحالي كالسرطانات والأمراض العصبية والنفسية والتحسسية لوكيميا الأطفال, وآلام الرأس , والأخطر من ذلك ما يمكن أن نورثه للأجيال القادمة من تغيرات تسمى بالتغيير الجيني, أي أن تأتي مواليد مخالفة لمواصفات أهلها (ليس بلون العيون وغيرها..) وإنما على شكل تشويه أي خلل بالبنية.‏

- وخلص الباحثان للقول إن الجميع دون استثناء متفق على موضوع التأثير السلبي للحقول الكهرطيسية, إلا أن النقطة غير الواضحة حتى الآن هي موضوع الآلية.. أي كيف تتفاعل هذه الخلية مع تلك الحقول المغناطيسية.‏

وأعين بذلك مؤسسات وشركات الكهرباء والاتصالات كونهما من أغنى الشركات وأكثرها تلويثاً كما مثيلاتها على مستوى العالم وذلك بوجوب تقديم المساعدة بدعم الابحاث العلمية التي تقوم بها جامعة دمشق وتأمين وتأسيس المخابر اللازمة من طراز (A-M-C), فمن الواجب على هذه الشركات كما قال أحد الرؤساء الأوروبيون لوزراء الكهرباء والصناعة والاتصالات (أنتم لوثتم البيئة كهرطيسياً وكيميائياً ويجب عليكم أن تنظفوها, وعندما سألوه كيف السبيل لذلك أجاب عن طريق دعم جماعات البحث العلمي و أن بنوا لهم مخابر حتى يبدؤوا بإزالة المشكلات التي تسببتم فيها.. نحن لا نتكلم في السياسة وهذا حقنا).‏

- فيما الدكتور نديم شاهين الاختصاصي في المايكرو الكترونيك جامعة دمشق كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية يوضح ما بينته الدراسات الدولية والاحصائيات حول مجال التأثير الحيوي للتوتر العالي على الإنسان من أنه لا يجوز أن تمر خطوط التوتر العالي قرب المنازل وخاصة قرب التجمعات الكبيرة مثل المدارس, لأنه من الناحية التقنية عندما يمر أي شخص بالقرب من سلك كهربائي يحصل بينهما سعة وهذه السعة تسبب تمرير تيار كهربائي.‏

وإذا حسبناها كما يجب يؤكد الدكتور شاهين أن وصل قيمة الجهد على بعد متر من سلك في توتر 220 فولط اًيترسب على جسم الإنسان من الخارج جهد مقداره 20 فولطاً, وبالطبع لا يوجد تيار بحدود 10 مايكرو آمبير.‏

ولكن هذا التيار مع الزمن هو تيار مؤذٍ فالموضوع واسع جداً وسبق أن شكلت لجنة وطنية لدراسة تأثير الحقول الكهرطيسية حين أتت شكوى من بعض المستثمرين الذين ينوون بناء مشفى في الصبورة وينتابهم شعور الخوف من الحقل الكهرطيسي الموجود.‏

وتابع شاهين بالقول إنه اثناء القيام بالاختبار تبين حينها وجود حقل قوي جداً في تلك المنطقة والمطلوب دراسة الموضوع بشكل حقيقي وعملي وتطبيقي لتحديد وتأمين مخطط يسمح للناس بالاقتراب منه أو الابتعاد عنه وخصوصاً في تلك المنطقة, وهذه اللجنة لم تستمر بعملها رغم أنها تضم نخبة من العلماء وقدمت مقترحات جيدة جداً.‏

ولفت شاهين إلى أفضل شروط الأمان وفق الستاندر العالمي هو الستاندر الروسي الذي يعطي حدود أمان دقيقة جداً يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.‏

غصون سليمان- بسام زيود

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...