صواريخ كوريا تهز السياسة الأمريكية

06-07-2006

صواريخ كوريا تهز السياسة الأمريكية

أثارت عملية إطلاق كوريا الشمالية صواريخ تجريبية أحدها بعيد المدى يطال الأراضي الاميركية، توترا كبيرا في شرقي آسيا والعالم الغربي، خاصة الولايات المتحدة التي ساهمت في تأجيج القلق الشديد عبر تنظيم حملة تهويل دبلوماسية واسعة تستهدف بلورة رد قوي. غير ان هذه المحاولات التي توجت بعد يوم عصيب في العواصم المعنية، بجلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث فرض عقوبات، اصطدمت بتحفظ روسي صيني، رافض لأي قرار يعاقب بيونغ يانغ، التي يقف شعبها على شفير المجاعة منذ سنوات طويلة.
ودعت اليابان التي قدمت مشروع القرار الى مجلس الأمن، الى القيام بتحرك سريع بعدما تجاهلت كوريا الشمالية تحذيرات واشنطن وأطلقت عشية الاحتفال بذكرى الاستقلال الأميركي، سبعة صواريخ امس الأول بما فيها صاروخ تايبودونغ 2 القادر على بلوغ الأراضي الاميركية. وقال السفير الياباني لدى الأمم المتحدة كنزو اوشيما لقد أجرى مجلس الأمن مناقشات، وأوضحت اني ارغب بان يعتمد قرارا واقترحت ان تبدأ المناقشات على الفور.
والقرار الذي تدعمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي أدانت كل منها عملية الإطلاق، يطالب الدول بالامتناع عن تقديم اي تمويل أو سلع أو تقنيات لكوريا الشمالية يمكن أن تستخدمها في برنامجها الصاروخي. كما يحث المشروع بيونغ يانغ بشدة على العودة إلى المحادثات السداسية الخاصة ببرنامجها النووي.
وقال السفير الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون نأمل ان يصدر المجلس رسالة قوية وجماعية بان هذا التصرف غير مقبول، مؤكدا ان هذه المسألة خطيرة للغاية. وكان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الآسيوية كريستوفر هيل، دعا بكين الى إبداء كثير من الحزم مع بيونغ يانغ.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس ان كوريا الشمالية أخطأت في حساباتها عندما اعتقدت ان سياسة حافة الهاوية التي اتبعتها بإجراء التجارب الصاروخية، ستقسم المجتمع الدولي. وقالت ان رد الفعل اثبت ان القوى الإقليمية والعالمية تشعر بالقلق الشديد من تصرفات بيونغ يانغ.
ولم تتطرق رايس الى الخطوات التي يمكن ان تتخذها واشنطن لمعاقبة كوريا الشمالية، إلا انها قالت بالطبع ان المجتمع الدولي يملك العديد من الطرق التي يمكن ان تجعل من الصعب على كوريا الشمالية مواصلة برامجها للأسلحة النووية والصاروخية. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو قال ان الإدارة ترفض تحويل المسألة الى قضية ثنائية بين بيونغ يانغ وواشنطن.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي ان قيام كوريا الشمالية بإطلاق الصواريخ، ربما كان محاولة من جانب بيونغ يانغ لسرقة الأضواء من ايران التي تستحوذ على التركيز الرئيسي للدبلوماسية النووية الاميركية. وقال بالطبع انه محاولة لكسب الاهتمام وربما لأن قدرا كبيرا من الاهتمام يركز على الإيرانيين.
وتعهد مبعوثو الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، برد فعل قوي ضد كوريا الشمالية. وذكر الحلف في بيان في ختام مباحثاته أن تطوير كوريا الشمالية ونشرها للصواريخ الباليستية والمواد المرتبطة بتطوير الصواريخ والمعدات والتقنية يمثلان جميعا خطرا شديدا بالنسبة للمنطقة والمجتمع الدولي بأسره.
في مقابل ذلك، حث سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين على توخي الحذر في الرد على كوريا الشمالية، قائلا إنه يؤيد صدور رد قوي عن المجلس غير أنه يعارض فرض عقوبات. وأضاف إنه ينبغي للمجلس دراسة إصدار بيان رئاسي. كما اعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف، ان تجربة إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية العابرة للقارات لم تؤذ الأمن القومي لروسيا.
وفيما أكد مساعد الرئيس الروسي ايغور شوفالوف، ان التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية ستناقش على الأرجح في اجتماع قمة مجموعة الثماني في 15 تموز الحالي، قال السفير الكوري الشمالي لدى موسكو باك يي شون الذي استدعي الى وزارة الخارجية الروسية بعد التجربة الصاروخية، انه أجرى محادثات ودية.
وتبنت بكين الموقف ذاته، بعدما دعت كل الأطراف الى الحفاظ على الهدوء والتحلي بضبط النفس، مؤكدة انها تشعر بقلق بالغ حيال ما جرى. ومع ذلك، لم تتعهد بدعم أي توجه في مجلس الأمن لفرض عقوبات على كوريا الشمالية، مكتفية بالقول إنها ستستمر في مشاوراتها وستبقى على اتصال باليابان وستتعاون على استئناف المحادثات السداسية.
وفي فنزويلا، قال وزير الإعلام ويليان لارا ان لكوريا الشمالية الحق في تطوير تكنولوجيا الصواريخ كأي بلد آخر. وأوضح لا أوافق على فكرة ان هناك دولا يسمح لها بتطوير تكنولوجيا الصواريخ فيما تمنع أخرى من ذلك.

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...