شخصيات والت ديزني تتسرب إلى الفن المعاصر

26-12-2006

شخصيات والت ديزني تتسرب إلى الفن المعاصر

تستقبل صالات «القصر الكبير» في معرض يستمر الى 15 كانون الثاني (يناير) 2007 استعراضاً شاملاً لمسيرة فنان «الرسوم المتحركة» الأميركي الأوسع شهرة والت ديزني. هو رسام كندي الأصل، تدرب على أيدي أشهر الغرافيكيين ورسامي المجلات المعروفة في شيكاغو حيث ولد عام 1901. تابع دراسته لفن الرسم، قبل أن يتحول الى جانب ذلك ا«الهاتف الأبيض والآثار» لسلفادور دالي حوّلها ديزني الى فيلم رسوم متحركة سنة 1946لى كاتب سيناريو، أصبح عام 1960 المنتج العالمي الأول لـ «الأفلام العائلية»، خصوصاً في الولايات المتحدة التي تعتبره (من خلال شخصية دونالد التي ابتكرها) أحد الرموز الأساسية الوطنية.

من المعروف أن بواكير تجارب «الرسوم المتحركة» ترجع الى إميل كوهل عام 1908، لكن والت ديزني حوّلها الى فن مستقل عن السينما واللوحة والطباعة، مبتدعاً عام 1923 طريقة رؤيوية في توقيع الصورة، وتزامنها الموسيقي أو الصوتي، بطريقة ميكانيكية توليفية معقدة، متعاوناً مع مؤلفين موسيقيين كبار. ثم اخترع كاميرا خاصة تسمح بتواصل تصوير الديكورات البانورامية الممتدة على مسافات طويلة.

عُرف بحسن اختيار فناني فريق عمله من أكثر الرسامين موهبة. اشتهرت أسماؤهم من خلال شراكتهم معه، على مثال المصمم السويسري ألبير هورتير الذي رسم فيلم «الخنازير الثلاثة». وقد أسس معهداً باسم «ديزني» بطابقين لتدريس أصول الرسوم المتحركة، كان ذلك منذ أن استقر في هوليوود عام 1925، وأخذت شهرته تطرق الآفاق.

أما إقامته الباريسية عام 1917 فقد أثمرت استعاراته الدائمة لطرز القصور الملكية في رسومه (مثل فونتين بلو وشاتو لوار الخ) وذلك حتى نهاية حياته عام 1966. كان يدخّن بشراهة تسابق الزمن حتى سقط مصاباً بسرطان الرئة، وتابع أخوه إتمام مشاريعه المعلقة التي لم تكتمل واستمر أبرزها بعد عام من وفاته خصوصاً فيلمه: «كتاب الغابة».

تميّز ديزني بمزاجه الخيالي المرح، واستلهامه الذكي من القصص المثيرة لأشهر الكتاب، وكذلك الأمر بالنسبة الى عدد من المصورين المعروفين، وذلك بصهر هذه الأصول في ذائقته الأسلوبية الطفولية والبالغة في آن واحد، دامجاً الثقافة الشعبية بتلك النخبوية على الطريقة الأميركية.

تتوازى حساسيته التخييلية مع أبرز التيارات الفنية الأميركية «البوب آرت»، وهكذا شاعت شخصياته المحببة التي جمعها في مدينة «ديزني لاند» بين شتى الشرائح الاجتماعية، هي التي حاكها خياله الشخصي مثل «ميكي» الذي صمم شخصيته عام 1930 من خلال الرسوم الأولى التي كان ينجزها في القطار كل صباح، أو «دونالد» أو «بلوتو» أو «دينغو». أو باستعارته الصريحة من القصص المعروفة بعد إعادة سردها كما في «بياض الثلج والأقزام السبعة» عام 1937، ثم «أليس في بلاد العجائب» ثم «الحسناء النائمة» عام 1957، و «بنوكيو» صاحب الأنف الطويل وغيرها. واستعار شخصيات أدبية معروفة كما في «دكتور جاكل ومستر هايد» أو «فرانكشتاين».

يعيد عام 1935 تأويل فيلم شارلي شابلن الشهير: «الأزمنة الحديثة» ليصبح العنوان: «الاختراعات الحديثة» مع تصرف كبير. مفاجأة المعرض هي الوثائق التي تثبت تواصل أفلام ديزني مع بعض الفنانين المعروفين مثل سلفادور دالي مجسداً لوحته «التلفون والأعمدة» في فيلم قصير، ثم انعكست المفاجأة من خلال عرض نماذج من أعمال ما بعد حداثية لفنانين معروفين كروبير كومباس وغيره من الذين استخدموا شخصيات ديزني. تبدو في لوحة كومباس المنجزة عام 1979 شخصية ميكي باتو وقد كُتب في أعلاها بالفرنسية: «ميكي لم يعد مُلكاً شخصياً لديزني، لأنه اليوم يخص كل العالم».

أسعد عرابي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...