حلف الناتو يوسع مشاركته في حرب العراق

21-03-2007

حلف الناتو يوسع مشاركته في حرب العراق

الجمل:    تدخل حلف الناتو في حرب العراق، لم يعد أمراً مؤجلاً، بل أصبحت الآن الكثير من الشواهد والوقائع التي يمكن اعتبارها بمثابة بالمقدمات التمهيدية لهذا التدخل.
ترجع خلفيات توريط حلف الناتو إلى سباقات الشراكة الأوروبية- الأمريكية، أو ما يعرف بـ(شراكة عبر الأطلنطي) التي بدأت تكتسب فعالية أكبر منذ حرب الحلفاء وقتالهم ضد دول المحور: (ألمانيا، إيطاليا، واليابان) في الحرب العالمية الثانية.
تقوم الشراكة الامريكية- الأوروبية على أساس اعتبارات توظيف معاهدة حلف شمال الأطلنطي، بحيث تغطي الجوانب الآتية:
- عمليات إدارة الأزمات ودعم السلام.
- المسائل والقضايا الإقليمية.
- ضبط التسلح والقضايا المتعلقة به إزاء مسألة نشر أسلحة الدمار الشامل.
- الإرهاب الدولي.
- القضايا الدفاعية المتعلقة بالتخطيط، التمويل، السياسة والاستراتيجية.
- التخطيط للطوارئ المدنية والاستعداد لدرء ومواجهة الكوارث.
- التعاون في مجالات التسلح.
- السلامة النووية.
- التنسيق المدني العسكري في إدارة حركة الطيران.
- التعاون العلمي.
التعاون بين أطراف الاتفاقية ملزم، وفقاً لنصوص وبنود معاهدة حلف الأطلنطي، برغم وجود بعض الاستثناءات التي تعطي أعضاء الاتفاقية الحق في اتخاذ المواقف السلبية بالنسبة لبعض المواقف الاستثنائية.
ترجع جذور فكرة تدخل قوات الناتو في العراق، إلى فترة قيام أمريكا بغزو واحتلال أفغانستان، وقد أيدت دول الناتو آنذاك الغزو الأمريكي على أساس تعاضدها مع أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
ولكن عندما جاءت إدارة الرئيس بوش للولاية الرئاسية الثانية، امتعض أعضاء الناتو من قيام الإدارة الأمريكية بالآتي:
- رفض التوقيع على اتفاقية بروتوكول كيوتو المتعلقة بالاحتراز العالمي.
- معارضة ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
- القضاء عملياً على معاهدة عدم نشر شبكات الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية.
وتزايدت الخلافات الأوروبية- الأمريكية، أكثر فأكثر حول قرار أمريكا غزو واحتلال العراق، وفرض الأمر الواقع خارج نطاق الشرعية الدولية، وقد أدى تنفيذ الإدارة الأمريكية لعملية الغزو والاحتلال إلى توتير الكثير من ملفات شراكة عبر الأطلنطي.
بعد انعقاد مؤتمر باريس الأول لدعم لبنان، وحدوث عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، بدأ التعاون الأمريكي- الأوروبي يأخذ أبعاداً أكبر، خاصة في أروقة مجلس الأمن الدولي، والمسائل والقرارات المتعلقة بسوريا، ولبنان وبقية بلدان العالم العربي.
كذلك تزامن مع هذا الانقلاب في الموقف الأوروبي انقلاباً مكملاً له في موقف حلف الناتو إزاء الحرب الأمريكية في أفغانستان وفي العراق، ففي أفغانستان لم تعد دول الناتو تقدم مجرد التمويل وبعض الوحدات العسكرية الرمزية، بل تولت كل العملية العسكرية، على النحو الذي تبدلت فيه أطراف الحرب، بحيث أصبحت المواجهة بين طالبان والناتو بعد أن كانت بين طالبان وأمريكا.. وأيضاً بعد هزيمة إسرائيل أمام حزب الله سارعت قوات الناتو إلى إرسال معظم عناصر القوة الدولية الموجودة حالياً في جنوب لبنان، كما شارك حلف الناتو في المناورات العسكرية التي قادتها في منطقة الخليج خلال الشهرين الماضيين، وحالياً تعمل فرنسا على تشييد قاعدة عسكرية في جزيرة قبرص.
أما في العراق، فتشير التطورات في موقف الناتو إلى الوقائع الآتية:
- قيام حلف الناتو بتقديم المساندة والدعم المالي واللوجستي والسياسي، لقوات دول الناتو التي تعمل ضمن قوات التحالف في العراق، وبالذات: بولندا، وتشكيا، وبلغاريا.
- تقديم الدعم والمشاركة في عملية تدريب القوات العراقية التي تشرف عليها القوات الأمريكية.
- الإشراف على دورات تأهيل وإعادة تأهيل صغار وكبار الضباط العراقيين.
- تقديم المساعدات المالية واللوجستية للقوات الأمريكية وحكومة نوري المالكي.
- افتتاح مدرسة لتعليم عدد من ضباط وجنود حلف الناتو للغة العربية واللهجة العراقية.
تقول آخر المعلومات المنشورة على موقع حلف الناتو الالكتروني، بأن الحلف سوف يقوم –بناء على طلب حكومة نوري المالكي- بتقديم المساعدات في مجال التدريب، والمعدات، والعون الفني، بما يدعم ويعزز قدرة القوات العراقية في تحقيق أمن واستقرار القتال.
وبرغم أن نشرة الناتو الالكترونية ذكرت أن دور الحلف سوف يقتصر في الوقت الحالي على المساعدات فقط ولن يشترك في أي عمليات قتالية، إلا أن النشرة أشارت في جزئها الأخير إلى أن أنشطة الناتو في العراق سوف تكون حصراً تحت قيادة ورقابة وإشراف قوات التحالف الذي تقوده القوات الأمريكية حالياً في العراق.
وعلى خلفية الوجود الميداني داخل العراق لقوات بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو مثل بولندا، وأيضاً على خلفية تأييد ودعم حلف الناتو لمشاركة بولندا وغيرها إلى جانب أمريكا في العراق، يكون حلف الناتو قد شارك عملياً في الحرب العراقية الحالية، مادامت قوات دوله موجودة، وتحظى بتأييده ومساعدته ودعمه.
كذلك تجدر الإشارة إلى أن حلف الناتو سبق أن قام خلال الأيام الأولى لحرب العراق، بنشر العديد من طائرات التجسس والدفاعات الصاروخية بجنوب تركيا، وذلك تحت ذرائع حماية تركيا من أي هجمات قد تتعرض لها من الجانب العراقي.
وعموماً فإن نشر قوات حلف الناتو في العراق، أصبح مسألة وقت لا غير.وهو نشر سوف يكون مرهوناً بنتائج الانتخابات الفرنسية والبريطانية، وفي حالة فوز ساركوزي بالرئاسة الفرنسية، وسيطرة تيار (المحافظين الجدد البريطانيين) على السلطة في بريطانيا، فإن عملية نشر قوات حلف الناتو سوف تصبح أمراً واقعاً، خاصة وأن هناك بعض الدول الأوروبية مثل الدنمارك، هولندا، وبلجيكا لا تمانع حالياً من القيام بذلك.. أما اسبانيا وإيطاليا والبرتغال فهي بالأساس متورطة في الحرب الأمريكية منذ لحظة البداية.
إن التباشير والمقدمات الخاصة بدخول قوات الناتو المتوقع للعراق، قد قطعت شوطاً كبيراً عندما قرر الحلف دعم تولي بولندا لقيادة قوات التحالف العاملة في العراق، وكانت إجراءات الدعم تتمثل في الآتي:
- عقد حلف الناتو مؤتمراً بمدينة (شيب) البلجيكية، كان مخصصاً لدراسة الوضع بعد تولي بولندا لقيادة قوات التحالف في العراق.
- أعدت مدرسة التدريب الخاصة بالناتو الموجودة في منطقة أوبيراميرقاو برنامجاً خاصاً لبعض ضباط الناتو حول إدارة عمليات الأركان في العراق.
- قام خبراء القيادة الجنوبية لحلف الناتو بتخطيط عمليات نشر القوات، ووضع مخططات عمليات الدعم العملياتي واللوجستي في العراق وتسليمها للبولنديين.
- تجهيز وسائط الاتصال بالأقمار الصناعية اللازمة لأغراض العمليات الحربية في المسرح العراقي.
- تقديم المساعدات المتعلقة بجمع المعلومات والدعم الاستخباري في المسرح العراقي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...