حلاقة ذقن الرئيس في مجلس النواب

03-09-2006

حلاقة ذقن الرئيس في مجلس النواب

عدة الحلاقة في مجلس النواب اللبناني، حلاقة الذقن، ذقن الرئيس، رئيس المجلس. ثياب نومه ايضا، “البيجاما” وربما الخفّان (غير خفي حنين). اضافة الى “غيار” جديد، أي بنطال وقميص على الارجح. كلّ ذلك في حقيبة سفر كبيرة الحجم. حقيبة حرص الرئيس على جعلها اكبر ما يمكن، للفت انظار اكبر عدد ممكن من الصحافيين، بكاميراتهم وشاشاتهم، والمشاهدين، بعيونهم وثرثراتهم.

هو الرئيس نبيه بري، الرئيس الذكي، الذي يقال انّه يعرف من اين تؤكل اكتاف كثيرة. ويعرف كيف “يخبط” دائما. يلتقط اللحظة النارية ويقذفها فورا قبل ان تحرق يديه، او تنطفئ.

هكذا التقط لحظة “الحوار”، وبعدها التقط لحظة الحرب وجمع تكليفين، من “حزب الله”، الاخ الاصغر، ومن الطرف الحكومي الآخر. وهكذا التقط لحظة “الصدر” قبل ايام، معلنا تمايزه عن حلفائه. وهكذا التقط لحظة “الحصار” امس، معلنا الاعتصام النيابي المفتوح في مبنى المجلس، الى حين فكّ الحصار البحري والجوّي والبرّي عن لبنان.

قال كثيرون انّ الحصار في طريقه الى “الفكّ”، اعتصم النواب ام لم يعتصموا، وقد بدأت مكاتب سفر كثيرة في قبول حجوزات من بداية الاسبوع الآتي، او نهايته. وفي الحالتين، سيكون الرئيس النبيه قد التقط اللحظة وعرف ماذا يفعل وكيف يفعل. ويكون قد رفع منسوب الاعتراض على الحصار، اعلاميا ونيابيا، عبر بعث رسائل الى رؤساء برلمانات العالم وجذب وسائل الاعلام بحقيبته وعدّة الحلاقة والنوم.

اذاً، سينام الرئيس في مبنى المجلس. سيفترش كنبة جلدية ربما، او “فراشا”، على ما قال رئيس مصلحة الاعلام في المجلس. وربما يجهّز له معاونوه ومرافقوه، على عجل، سريرا في احدى غرف المجلس. وفي غرف مجاورة قد ينام “تلامذته” في “صفّ” النيابة.

عشرة نواب قد يشاركونه النوم، يتغيّرون يوميا، الى حين فكّ الحصار. عشرة سينامون في غرف ما، لا يريد احد ان يفصح عنها، لدواع امنية على الارجح. قد يرتفع العدد، وقد ينخفض. ربما لا يستسيغ البعض فكرة “الكنبة”، او النوم على فراش على الارض.

“في منّن مش معوّدين على نومة الارض”، قال النائب اكرم شهيّب متهكما على “البعض” حين سألناه، واضاف: “بسّ نحنا معوّدين، وبسّ ييجي دورنا رح ننام”.

الامل اذا الا يهرب النواب من النوافذ ليلا، حين يغادر الصحافيون وتنفضّ الكاميرات من حولهم. والامل ان يلتزموا النوم اعتصاما، كما تعهّدوا، وان يصطحبوا معهم اليوم، حقائب كبيرة، كما رئيسهم، وربما تحضّر لهم زوجاتهم بعض “التارتين” لئلا يتخذوا الجوع حجّة ويغادروا المبنى.

محمد بركات

المصدر: البلد

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...