بوتين: "زمن الغاز الرخيص أوشك على الأفول"

24-12-2008

بوتين: "زمن الغاز الرخيص أوشك على الأفول"

فلاديمير بوتين، رئيس وزراء روسيا أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم، أوضح مراده جلياً: »زمن الغاز الرخيص أوشك على الأفول«، عندما كان يفتتح أمس في موسكو، منتدى جديدا للدول المصدرة للغاز، يقول المراقبون انه سيصبح، لاحقاً، منتدىً موازياً لذلك الذي يجمع الدول المصدرة للنفط، يمنح موسكو نفوذاً أوسع في دبلوماسية الطاقة العالمية.
أما ضيوفه، فسعوا إلى استمالته ليساعدهم في محاولة رفع أسعار النفط، حتى أن رئيس »أوبك« شكيب خليل ذهب إلى حد تمنينه بالقول إن روسيا حققت، من النفط، إيرادات أفضل من المتوقع، »بفضل أوبك«.
وأعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو عن »ولادة منظمة جديدة« أكثر رسمية، بعدما اعتمد وزراء الطاقة في ١٤ دولة مصدرة للغاز، معظمها تنتمي إلى »أوبك«، »ميثاقاً لها«، واختاروا الدوحة مقرا لها، بدلاً من سان بطرسبورغ، بحسب ما اقترحت موسكو، نافياً أن يكون المنتدى قد بحث مسألة حصص إنتاج الغاز، داحضاً بذلك مخاوف الغرب من أن تتحول هذه المنظمة إلى كارتل يتحكم بأسعار الغاز، على غرار »أوبك«، وتهيمن عليه روسيا وايران وقطر، حيث تتواجد اكبر الاحتياطات في العالم.
وقال بوتين ان »زمن الطاقة الرخيصة والغاز الرخيص حتماً أوشك على الانتهاء، رغم المشكلات المالية المعروفة«، أي الأزمة العالمية، فـ»كلفة التصدير، والإنتاج والنقل ترتفع، وتكاليف تطوير صناعة الغاز ستحلّق«، مؤكداً أن المنتدى سيكون »متماشياً على نحو تام مع المعايير الدولية«.
ورد خليل بأنه »بفضل« قرارات »أوبك« خفض إنتاجها، »(جاءت) إيرادات روسيا عند ٤٠ دولارا وليس ٢٠ دولاراً«، وهو السعر الذي كان سيبلغه برميل النفط »لولا خفض »أوبك« لإنتاجها في أيلول وتشرين الأول الماضيين، خلال مسعاها لرفع أسعار النفط التي تهاوت من مستوى قياسي عند ١٥٠ دولاراً للبرميل في الصيف، إلى ما دون ٣٨ دولاراً أمس.
من جهته، قال شكري غانم وهو أكبر مسؤول نفطي في ليبيا »نحتاج لمعالجة الوضع في سوق النفط من أجل معالجة الوضع في سوق الغاز«، و»ما زلنا بانتظار إعلان من روسيا بأنها ستخفض إنتاجها للنفط«.
وكانت موسكو، ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط، أعلنت أنها تدرس جميع الخيارات، ومنها الانضمام إلى »اوبك« لدعم مصالحها الوطنية، من دون أن تقطع على نفسها، في اجتماع »أوبك« الأخير في وهران، أي تعهدات بخفض الإنتاج، تماشياً مع قرار خفض الإنتاج بمعدل ٢,٢ مليون برميل نفط يومياً.
ورداً على مخاوف الأوروبيين من أن يتصاعد نفوذ روسيا على سوق الغاز، فيما هم يتهمونها بالتحكم في إمداداتهم النفطية، وفي وقت حذّرت فيه شركة »غازبروم« الروسية المستهلكين الأوروبيين من احتمال وقف ضخ الغاز عبر الأراضي الأوكرانية، إذا لم تسدد كييف ديونها البالغة ملياري دولار، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ايغور سيخين، إن جميع أعضاء منتدى الغاز »سيتمتعون بنفوذ متساوٍ، ومن الخاطئ القول إن إحدى الدول ستقود المنظمة«.
بدوره، قال خليل إن »الفرق بسيط للغاية: أوبك تنظر لما يحدث اليوم في السوق وتتخذ قراراتها«، أما منتدى الغاز »فلا يمكنه التحكم في الكميات والأسعار على مدى عشر سنوات مقبلة لأنها ترتبط بعقود طويلة الأجل، كما أن سعر الغاز مرتبط بسعر النفط«، وأيده في ذلك وزير النفط النيجيري اودين اغوموغوبيا مضيفاً أن »ثمة سعرا دوليا واحدا للنفط، أما للغاز، فثمة سعر محلي وسعر تصدير دولي«.
على صعيد آخر، قال خليل إن »اوبك« قد تعقد اجتماعا استثنائيا قبل آذار، إذا ما واصلت أسعار النفط تراجعها، ولم يستبعد دعوة دول غير عربية في أوبك مثل فنزويلا وانغولا والاكوادور لحضور قمة اقتصادية عربية تعقد في ١٩ كانون الثاني في الكويت، تكون فرصة لبحث وضع سوق النفط.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...