الميلاد الشرقي في حلب زينة صينية بأفكار غربية

24-12-2006

الميلاد الشرقي في حلب زينة صينية بأفكار غربية

الجمل ـ حلب ـ  باسل ديوب :   حل البرد متأخراً في حلب هذا الشتاء، ورغم أن زينة الأعياد وأضواءها  قد بدأت تلمع مع اقتراب عيد الميلاد إلا أن ضباباً لم يتكون ولو لمرة واحدة في المدينة،  كما هو الحال في كل عيد ميلادالكاريكاتير للفنان رائد خليل ،  فرغم أن مولد السيد المسيح كان في عز الصيف ( آب اللهاب ) حسبما يشير الكتاب المقدس إلا أن الرواية الغربية للقصة حولتها لقصة من قصص الليالي العربية ، ولا داعي عندها من التفكير بما تكبده المجوس من عناء شديد، أو ما استخدموه من تكنولوجيا متطورة  لمتابعة النجوم المختفية خلف غيوم كانون الداكنة بحثاً عن الطفل يسوع .
قد يكون من الشيق أن نتابع تفاصيل احتفال مواطنينا بالعيد، وطقوسه التي تعولمت نهائياً اليوم مع بعض الإضاءات حول واقعة الميلاد ،
 و القول بأن طقوس شجرة الميلاد  و بابا نويل  محدثة جداً محط استغراب الكثيرين ، ولا شيء يقنع  " أم فادي " وهي معلمة مدرسة بذلك و أن بابا نويل أو القديس ……
 و كان أسقفاً لمدينة إزمير في تركيا ، هو  مجرد كاهن  كان يدور على بيوت الأغنياء ليجمع منها أغراضاً بالية ،ومستعملة لم يعودوا بحاجة إليها، لكي يقوم بتوزيعها على الفقراء ، وأن الشكل الحالي له، هو من تصميم سوفييتي  بعيد انتصار الثورة الشيوعية عام 1917 ،حيث اتخذ طابعاً شيوعياً من حيث دوره في تقسيم الثروة وتلبية حاجات الأطفال بلباسه الأحمر الفاقع إيديولوجياً، وهو يتنقل على عربة ثلجية روسية تجرها حيوانات الرنة  ، فكان التعديل الروسي على هذه الشخصية مثمراً في الغرب الرأسمالي الذي أعجبه التوظيف السياسي  للقديس   فتم تبني هذه الشخصية  وتم إدخالها السوق للاستثمار فيها  ،  " أم فادي "  دفعت اشتراك أطفالها الثلاثة 400 ليرة لكل واحد ، وهم ينتظرون بلهفة ليلة الميلاد وقدوم بابا نويل إليهم ، أما شجرة الميلاد فقد تم شرؤاها منذ ثلاث سنوات ، وما تزال صالحة حتى الآن ،  ورغم ذلك فقد تم تجهيزها ببعض الزينات الإضافية ، قبيل أيام من ليلة الميلاد اكتملت التحضيرات، الأنوار على الشرفات تسطع ، والستائر أزيحت لتبرز شجرة الميلاد المضاءة  للشارع ، في شارع الفيلات في حي السليمانية تكاد الشرفات كلها تمتلئ بالأنوار والزينات ، فالمستوى المادي للسكان هنا لا يقف كثيراً أمام نفقات كهذه في حين  وان كانت الشرفات في حي الميدان الشعبي قد زينت هي الأخرى  إلا أن أوسعها يكفيه حبل زينة واحد !! حيث تتداخل الزينات مع حبال الغسيل المنشورة ، وزينة عيد الميلاد المتداولة في السوق  كلها من إنتاج  صيني ، و تتميز برخص أسعارها ، فتكاليف تجهيز شجرة ميلاد بطول متر ونصف لا تتجاوز الألف وخمسمائة ليرة ،  ويمكن تجهيز شجرة وزينتها بثمانمائة ليرة ، يمكن فكها بعد مضي فترة الأعياد و الاحتفاظ بها لإعادة نصبها في العيد القادم ، ولباس بابا نويل الذي يطلبه الأطفال يتراوح سعره  بين 150 – 300 ليرة .
الاحتفال بالعيد لا يقتصر على الزينة إذ بدأ الفتيان والمراهقون منذ الآن  بشراء وتخزين الألعاب النارية تمهيداً لاستخدامها ليلتي الميلاد وراس السنة ، كما فعل  "خجادور" و"هايك"  وهما في المرحلة الإعدادية  " كل يوم نشتري  بخمسين ليرة سيكون عندنا كمية كافية في العيد ، قبل العيد سيرتفع ثمنها ، وبهذا نوفر على حالنا ونشتري كمية أكبر " " ريمون حنا " القادم من طرطوس  لا تعنيه الزينة من قريب أو بعيد ، فوجوده بعيداً عن أسرته لا تشعره بمعنى العيد " في الضيعة نقوم بوضع غصن سرو ونزينه بزينة بسيطة ، الاحتفال بالعيد له معنى أسري عندي ، ولا أعتقد انه من الجيد أن أضع شجرة  في الغرفة المطلة على الشارع لكي تعرف الجارات أني مسيحي "

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...