الطب الخاص: مرضى درجة أولى وخدمات درجة أخيرة

11-04-2007

الطب الخاص: مرضى درجة أولى وخدمات درجة أخيرة

نتهم بشكل دائم عندما نتناول أي قضية معينة في هذا القطاع أو ذاك وكأننا جهة تحقيق ومتبنين لما نبحث عنه كما ينظر إلينا الطرف الآخر فيما الحقيقة نحن نعرض مشكلات وحقائق تلامس جميع شرائح المجتمع وهي في غاية الحساسية والإنسانية وما يهمنا دائما من عرضها هو الوقوف على أكبر قدر من الموضوعية في طرحنا بهدف النقد البناء وليس التجريح أو التشهير ولم نكن أبدا كذلك.‏

وأما سبب خوضنا لهذا الجانب الصحي الانساني توسل الكثير ممن ادمعت عيونهم وحزنت قلوبهم لمرضاهم والمعاناة التي عانوها فمنهم من بكى ومنهم من استجدى عطفنا ليس ندما على الآلاف المؤلفة التي ذهبت ادراج رياح المرض وهذا يعوض بالتأكيد ولكن النتائج كانت خسارة بخسارة.. فقدان الاحبة أو جرح لا يندمل.‏

وما نعرضه في تحقيقنا هو غيض من فيض.. حالات تحكي الكثير بين حروفها وسطورها.. فهل أصبحت حياة المرء تأتي في الدرجة الثانية في الجانب الطبي لدى البعض والذي من المفترض ألا يعلى عليه.. وهل اصبحت المادة تتقدم في كل شيء.. ولتفوز في النهاية على كل شيء.. وهل دخلت العواطف والمشاعر حتى في الاستثمار الطبي..؟.‏

حالات مختلفة تحكي قصصها وليس معنى عرض مشفى دون آخر هو من باب القصد.. وإنما تحصل في جميع مشافي القطاع الصحي الخاص دون استثناء فهناك دائما الايجاب والسلب.. اذ لا يمكن انكار دور هذه المشافي وما حققته حيث استطاعت أن تساعد وتساند وترمم الى جانب المشافي العامة الواقع الصحي الذي يزداد تعقيدا يوما بعد اخر..! فماذا تقول التفاصيل:‏

حالة من الحالات المأساوية التي تعرض أهلها ربما الى مرض أو وجع دائم بفضل قلة الامانة الطبية مقابل أسمى الحالات الانسانية.‏

فتاة بعمر الورد قذفها القدر الى مشفى التوفيق لاجراء مخاض لها بعد أن تخلفت الطبيبة المشرفة على حملها منذ البداية وعندما لم يعثروا عليها عبر الاتصال ولا في العيادة أو المشفى أو البيت عند الحاجة.. جاءت نصيحة من احدهم أن تراجع الطبيبة الفلانية وعند الاتفاق معها حددت لهم المشفى المذكور لاجراء المخاض الأول لكنه ما حدث كان أعظم من كل التوقعات إذ بعد الولادة الطبيعية للسيدة آ- العلي بساعتين تفاجأ بنزيف حاد نتيجة اعطاء محرض وريدي ليتبين فيما بعد أنها ابرة التهاب ويجب ألا تعطى بالوريد حسب ما أكده لنا إخوة أهل المريضة.ما أدى إلى استئصال الرحم وتقديم 17 وحدة دم في تلك الليلة حوالى الساعة الثانية ليلا حيث خرجت من غرفة العمليات بحالة صحية ميئوسة (دون استجابة عصبية لأي شيء)!.وما يحز بالنفس في هذه الحالة كما يقول أهل المريضة أنه لا توجد في هذا المشفى غرفة عناية مشددة ولا حتى منفسة فيما فاتورة المشفى بلغت 13500 ل.س مع تنازل أحد الاطباء وزوجته عن حصتهم من المبلغ ربما تضامنا مع الحالة المؤلمة.‏

جراء هذه الحالة تم تحويل المريضة الى مشفى الرازي بحالة ال (دي- آي- سي) لتمكث 21 يوما بالعناية المشددة وعلى المنفسة بحالة ميئووسة برأي الاطباء وعند كل سؤال كان الجواب (إن شاء الله تنفد من هذه الحالة, إشكالات عصبية- خثرات دماغية- اضطراب كامل) ومع فترة زمينة وبتدخل العناية الالهية تجاوزت المريضة حالتها الرهيبة بعض الشيء.‏

وإن كانت الكلف مرتفعة بحدود 616 الف ل.س للمشفى فقط وقيمة أدوية بحدود 200 الف ل.س من خارج المشفى لقاء اقامة 41 يوما في الرازي.‏

بالطبع جراء ما حصل للمريضة تقدم الاهل بشكوى عاجلة الى مدير المشافي والرقابة الداخلية بتاريخ 10/1/2007 ولغاية اليوم لم يحدث أي اجراء على الارض, والأهل بالانتظار على أحر من الجمر, لأن التأخير بتعويض الدم الذي خسرته تلك السيدة هو الذي أوصلها الى النتائج السيئة حسب رأي الاطباء.فيما إعطال الرحم سببه أخذ الابرة الوريدية, وعلى اعتبار أن حجم الجنين المولود وزنه 4200غ كان يفضل اجراء عمل قيصري لا ولادة طبيعية.‏

ملاحظة: لغاية اليوم وصلت المبالغ المدفوعة حوالى مليون ليرة, مع خسارة السيدة العلي لدارستها في الهندسة والله اعلم هل تعود لممارسة نشاطها الطبيعي. اذا ما علمت أن رحمها قد اقتطع من جسدها وما زالت في ربيع العمر 21 عاما؟!.‏

لا يهم أن تدفع مئات الألوف عند البعض مقابل أن يجد المرء ضالته وهو يلجأ إلى المشافي الخاصة حتى ولو كان الأمل معلقاً بقشة في مهب الريح محمد نذير النجار شاء القدر أن تكون رحلته العلاجية الأخيرة في مشفى الطلياني منقولاً إليها من إحدى المشافي الخاصة الأخرى وبعد دخوله فإن الوضع لم يختلف كثيراً فالمعاناة واحدة كما يصفها أهل المريض تحكمها المزاجية دون مراعاة للحالة النفسية للطرفين الاهل والمريض ولكن بأشكال مختلفة . وذكر أحد أبناء المريض أن والدهم حين نقل لهذ المشفى كان بوضع الرئة الصناعية وأعطي المخدر ومنعنا من زيارته من السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساء كما يقول .‏

وعندما حان موعد الزيارة قلنا للادارة نحن وضعنا المريض في العناية كي نبقى بجانبه .. وعند سؤالنا عما اذا كان هذا لمصلحة المريض.‏

وأكد أبناء المريض على المعاملة السيئة التي عاملتهم بها ادارة المشفى ممثلة بمدير المشفى حيث تم طردهم من الغرفة دون مراعاته للحالة النفسية لأهل المريض .‏

ويضيف ابن النجار: رغم أن والدي كان يعاني أزمة قلبية بحالة 25-30% يقول الابن إلا أنه بقي قلب لمريض يعمل ب 45% وعاش ثماني سنوات على هذا الوضع وعندما سألنا طبيب الاعصاب الذي تم احضاره للمشفى لمعرفة وجود اشكالات اخرى غير التي نعرفها كان الجواب بالنفي باستثناء وضع القلب, ليتبين فيما بعد أن معه التهاب صمام مزمن, فيما طبيب الاعصاب قال ان دماغ المريض لا أمل فيها (ميت) على ذمة المتحدث وعندما طلب الاهل الدكتور يمان دعبول للمشفى وعاين المريض استجاب المريض والسؤال هنا.. لماذا القول بموت الدماغ..والأكثر مرارة في هذا السياق أنه لم يسمح لأهل المريض برؤيته إلا ساعتين فقط لتتأزم الحالة النفسية.‏

ويقول أولاد المريض إن ادارة الطلياني كانت تطلب كل صباح مراجعة الادارة علما انه تم دفع 410 الاف ل.س مدة اقامة 10 ايام بالمشفى دون نسيان أنهم حجزوا غرفة خاصة بهم ليبقوا الى جانب والدهم, ولكن ادارة المشفى بعد ايام اخرجتهم عنوة.‏

أما المفارقة الأخرى هو ما حصل لأهل المريض عندما طلبوا سيارة إسعاف من الاردن لتحضر بعد ثلاث ساعات وعندما طلب الفريق الطبي الاردني توصيف حالة المريض من مشفى الطلياني ورؤية آخر صورة اجريت له كانت المفاجأة بوضع حلقة بالرغامى من اجل تنفيث الهواء غير مناسبة تصدر بلغما وغيره.. ما أدى الى الاذية المضاعفة دون أن ينسى ما حصل للمريض أثناء تخريجه من الطلياني وكان بطنه معبأ بالماء ولم يفرغ نتيجة الغسيل وعندما اعترضنا قالوا (بيتفرغ بالاردن!!).‏

بدأت رحلتي مع المرض في صيف 2005 حين تعرض زوجي لموجة (كريب حاد) رشح نقلته على اثر ذلك الى المشفى الفرنسي وفي هذا المشفى قضينا 24 ساعة لندفع أجرة يوم 80 الف ل.س خضع المريض عادل.ب الذي يعاني من مرض السكر الى خطأ طبي باعطائه الكورتيزون كمريض سكر واجراء غسيل كلوي له.. ومع تدهور الحالة الصحية تم نقله الى مشفى الطلياني ليمكث هناك ايضا 14 يوما.‏

واستعرضت الزوجة جملة الاخطاء التي تعرض لها زوجها المريض من غسيل ثلاث مرات للكلية مع ارتفاع الكريانتينين نتيجة خطأ في الجهاز وعند الالحاح وتغيير الجهاز انخفضت نسبة الكريانتينين بشكل واضح. وما يثير الدهشة أكثر كما تروي أن هناك اطباء كانوا يرافقون حالة زوجها من مشفى لآخر عندما كانت تطلبهم لتستشيرهم في حالات الاعياء الشديدة وعند المعاينة يكون الجواب باستمرار يجب نقله الى مراكزنا للمعالجة ليتبين فيما بعد أنهم تجار باسم هذه المهنة الانسانية وهمهم الاول هو الاستفسار عن الامكانية المادية؟ معلنين أسعار غسيل الكلية من 2500- 4500 ل.س للجلسة الواحدة.. حتى فلترة الدم تخضع للمزاد؟!.‏

وتذكر السيدة بأن الطبيب المشرف على زوجها في الطلياني قد امتعض من الطبيب الذي استعانت به من خارج المشفى فكانت العقوبة أن أخرج المريض الى المنزل, لتبدأ رحلة معاناة جديدة الى مشفى الشامي عملا بنصيحة أحد الاطباء في مشفى الأسدي.‏

وتضيف بقينا في الشامي 26 يوما متواصلا لتظهر بدورها الاخطاء الطبية المتراكمة والرهيبة دون نسيان المعاملة السيئة والابتزاز الواضح دون خجل ودفع 600 الف ل.س رغم أن معظم الادوية تشترى من خارج المشفى.‏

ومع حالات اليأس المتكررة قررت الزوجة نقل مريضها الى مشفى رزق في بيروت على حسابها الخاص بسيارة اسعاف (مستوصف ملص) بكلفة 25 الف ل.س وفي صباح 5/1/2005 قرر الاطباء في هذا المشفى وبعد تشخيص حالته التي يرثى لها وأظهرت النتائج حدوث قيح قاس في البطن نتيجة الاخطاء الطبية المتكررة ونتيجة العمل الجراحي وتخيير زوجة المريض بين الموافقة على نسب ايجابيات وسلبيات هذا العمل تم استئصال 3 اعضاء بسبب الأثر القيحي (كلية- طحال- مرارة) ومتابعة غسيل الكلية الأخرى على أمل أن تنظف من اثر كيس القيح؟! ومع بقاء عشرة ايام دفعنا مبلغ مليون ل.س.‏

وفي تاريخ 28/1/2006 عاد المريض أدراجه الى مشفى الأسدي ليدفع اجرة 4 ايام 130 الفا جراء غسيل الكلية رغم الحالة السريرية السيئة جدا وحدوث شلل في الاعضاء. وعند سؤال الزوجة عن الغاية من التنقل بمريضها من مشفى لآخر رغم استمرار تدهور صحته المتصاعد جاوبتنا بالقول:‏

زوجي كان وفيا جدا ومحبا لأسرته وعائلته وأبناء مجتمعه ووفاء واخلاصا لكرمه معنا كنت مستعدة أن أصل في معالجته الى آخر الدنيا إلا أن مشافينا الخاصة خيبت أملي.‏

وآخر محطات العذاب لهذا المريض حطت رحالها في مشفى دار الشفاء ليصاب هنا بمرض الغرغرينا في احد اصابعه بسب عدم نظافة قطرة اليد (فستيلا) وصلاحيتها للعمل رغم اشراف الاطباء المرافقين والدائمين للزوج؟.‏

وفي مشفى العباسيين كشف المستور فتبين أن المريض حين كان في الأسدي بلع طقم اسنانه العليا في غرفة العناية المشددة وهذه الحالة المتعثرة جعلتني أنقل زوجي الى العباسيين لتظهر الصورة واضحة بهذا الخطأ الفظيع الذي لم ينتبه إليه أحد في ذاك المشفى ليتم اكتشافه هنا.. ومع مكوث 29 يوما في هذا المشفى ودفع 575 الف ل.س مع شراء الادوية على الحساب الخاص, عدت وزوجي المريض الى البيت بعد أن تعرض لمشرحة حقيقية (كما جزار اللحمة) لينعم في البيت مدة شهر ونصف ليفارق بعدها الحياة الى العالم الآخر.‏

ولتختصر بذلك معاناة خمسة شهور بمبلغ 3 ملايين و800 الف ل.س دون حساب اجرة الغسيل الكلوي المتفرقة في المشافي الخاصة.‏

وفي مشفى الايطالي كانت لنا وقفة مع ادارة المشفى لتوضيح بعض الملاحظات حول الموضوع المطروح..‏

الدكتور جوزيف فارس أوضح إنه موكل من وزارة الصحة لحماية حياة المرضى الموجودين في المشفى وبالتالي لا يهم أن يخرج الأهل مبسوطين أم لا طالما لم نقصر في واجبنا الطبي تجاههم, ذاكرا الاعتناء شخصيا بالمريض النجار أكثر من اللازم والمرور عليه بجولات صباحية وببلاش أيضا.‏

مشيرا الى أن أهل المريض طلبوا غرفة لهم لتكون كالمضافة وهناك مريضة بحاجة لعناية ولا يوجد بديل عنها, عندها طلبت منهم الخروج فرفضوا وحدثت مشادات كلامية بيننا مؤكدا أن حياة المريض تهم أكثر من رضى الأهل رغم أهمية وجود الحالتين.‏

وحول حالة المريض طبيا قال الدكتور فارس: لا أعرف كثيرا عنه فهناك اطباء كانوا يتابعونه وكان عنده التهابات وانتقالات معممة وحالته ميؤوس منها واتى الى المشفى يحتاج لمنفسة, واعرف انه وضع على جهاز تنفس اصطناعي وأهله من طلبوا نقله الى الاردن بعد أن أتوا بأطباء كثر الى المشفى وأجروا له تخطيطا وكانت حالته الدماغية سيئة جدا.منوها أنه بالنسبة لتغيير السيروم يكون بشكل كامل والتغذية الوريدية توضع في أول النهار وتتغير كل 24 ساعة.‏

وعند السؤال عن حاجة المريض لرؤية أهله وزيارتهم له بين الدكتور فارس أن دخول المرافقين للعناية قد يسبب مشكلات للمريض لأنه يكون في حالة غير مناسبة وكأنهم يقتلونه والافضل أن تكون الزيارة عندما يصحو ويتكلم معهم, وأحيانا يأتي عشرة مرافقين لزيارة مريض في اوقات غير مخصصة. وعن ابنة المريضة التي منعت من زيارة والدتها في العناية المشددة ضمن وقت الزيارة من 6-8 مساء, اشار الى أن المريضة لم تكن بحاجة لعناية فهي مريضة تجميل إلا أن أهلها فضلوا وضعها في العناية منعا من زيارة اقاربها لها بعد العملية وحتى طبيبها كان غير موافق على وضعها في العناية, ومنع الدخول كان بسبب وجود طبيب قلبية يفحص أحد المرضى في العناية, وهناك مشكلات أخرى تحدث لأن مرافقين للمريض يأتون ليدخلوا عنوة لزيارة مرضاهم ويتسببوا بمشكلات مع الحراس. والمشفى يقدم خدماته منذ عام .1913‏

وحول سؤالنا عن حصول اكراميات للممرضات حسب ما ورد في الحالات المذكورة تم اتهامنا مباشرة أننا نتهمهم بالرشوة وهددنا فورا بإنهاء المقابلة وليس من حقنا حتى أن نطرح هكذا تساؤلات, وإن كانت هناك شكوى فتوجد وزارة الصحة وهي المسؤولة, مؤكدا بعد ذلك أنه لا توجد أية اكراميات وفي حال ثبت ذلك على أي ممرضة تفصل من عملها؟!..‏

وبعد كل هذه التجاذبات قصدنا مديرية المشافي في وزارة الصحة حيث فوجئنا برحابة صدر الدكتور هشام ضويحي واستعداده لتوضيح كل ما نحن بصدده. فحول الشكاوى والاسعار والمزاجية أكد الدكتور ضويحي أن كل شكوى تحال الى المديرية تتم معالجتها وهناك توجيه دائم من قبل السيد الوزير ومعاونيه لمعالجة جميع الشكاوى على الفور, وعند ورود أي حالة لأي مشفى كانت تشكل لجنة من مجموعة اطباء مهمتها الاطلاع على المشفى وجاهزيته وعلى ضوئها تتخذ الاجراءات اللازمة حسب طبيعة الشكوى لتتخذ التدابير العلاجية المناسبة في جميع المحافظات. ويوضح ذلك بالقول إنه بعد انذارين على المشفى (المعني) يصدر أمر إغلاق بعد اذن من النيابة العامة, يأتي ضبط الاغلاق بالشمع الأحمر.‏

بعدها يتقدم المدير الفني للمشفى خلال اسبوعين بتقرير حول وضع المشفى وطلب السماح بفتحه لاستكمال النواقص والتجهيزات, ثم تقوم اللجنة المخصصة بالاطلاع ثانية على المشفى والتأكد من ازالة المخالفات والنواقص, وبناء عليه يتخذ قرار طي الاغلاق.. واذا تكررت المخالفات بكثرة يتم اللجوء الى سحب ترخيص المشفى.‏

ولفت الدكتور ضويحي الى انه تم اغلاق وسحب عدة تراخيص لمشافٍ مخالفة في جميع محافظات القطر وصلت الى 27 مشفى خلال العام الماضي وبداية الحالي, مشيرا في السياق ذاته الى أن 99% من الشكاوى التي ترد الى المديرية هي بشأن تجاوز التسعيرة للمشافي الخاصة ومعظم من يتقدم بالشكاوى هم من الطبقة الوسطى ونقوم بمعالجة هذه الشكاوى أيضاً ورد المبالغ الزائدة لصالح المواطن علماً أن الشكاوى قليلة جداً على المشافي الخاصة.‏

وبين الدكتور ضويحي أن الجولات المستمرة ليست مرتبطة فقط بالشكاوى وإنما هناك جولات رقابية دائمة غير معلنة على المشافي العامة و الخاصة والمراكز التخصصية إضافة إلى استمارات الرقابة الدورية التي تقوم بها وزارة الصحة وتكون شاملة لكل ما يتعلق بالمشفى وهناك تشديد صارم على ماركات المراكز والتي غالباً ما تكون مخالفة بالتجهيزات في الداخل..‏

وفيما يتعلق بالشكوى المقدمة من المريضة العلي بين الدكتور ضويحي أنه تم تشكيل لجنة على الفور للبحث في ملابسات ما تم في المشفى المذكور والإشكالات المتعلقة بالشكوى حيث تدرس حالياً الاضبارة بشكل كامل في وزارة الصحة وبعد أخذ رأي الرقابة الداخلية بالوزارة سيتم بحثها مع الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش وعلى ضوء النتائج النهائية يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة مؤكداً مراراً أن كل شكوى ستأخذ حقها وطريقها كاملا في المتابعة والمعالجة على جميع المستويات.‏

إزاء كثير من الحالات المراجعة لمشفى الشامي يرى الدكتور بشار الناعمة رئيس الاطباء بأن الضمان الصحي هو الحل الامثل للمواطن في حال تم إنجازه وتطبيقه مبينا أن هناك بعض المرضى يبيعون بيوتهم بأسعار مختلفة للمعالجة في المشافي الخاصة.‏

كما أوضح بأن الزحمة في غرف العناية المشددة وعدم توفر بعض الاجهزة التنفسية بشكل كامل لجميع المرضى هو حال ينطبق على القطاعين الخاص والعام الصحي , مؤكدا أن أية حالة اسعاف لأي مريض يدخل الى المشفى تقدم له جميع الاسعافات الاولية وعلى ضوئها تحدد الحالة بالبقاء أو النقل حسب الامكانية وهكذا اجراءات تتم دون مقابل إن لم يكن مع المريض مال.. وإذا جاء المريض بإرادته فهذا يختلف حتماً.‏

وعن الملاحظات الموجهة لبعض الممرضات قال الدكتور الناعمة أن هذه المشكلة موجودة في غالبية المشافي ونحن نأخذ الممرضات من وزارتي الصحة والتعليم العالي ولدينا حرية خيار في اختيارهن على مبدأ الخبرة والسيرة الحسنة , لافتا ان كثيرات منهن أخذن شهادتهن بامتياز وليس لديهن خبرة فنية وعملية او تعامل مع المريض وهذا نكتشفه مع الوقت . وان كانت ليست جيدة ننقلها او ننهي عملها, علما ان توجيهنا دائما ينصب على الاهتمام بالمريض ودراية وبأنه على حق حتى ولو كان على خطأ , لكن المواطن بطبيعته طيب فعندما يقدم لنا شكوى يرفض ذكر اسم الممرضة وعندما يذكر الاسم نحقق بالموضوع , مشيرا الى ان اهل المرضى يكونون دائما في حالة القلق والضوجان دون تقدير لحالة مرضاهم وما تستدعيه من هدوء أعصاب وأناة.‏

> د.ضويحي: معظم من يتقدم بالشكاوى هم من الطبقة الوسطى.‏

> تحت لافتة مشفى طبي خاص استغل صاحبه المضمون كمنتج سياحي آخر من العيار الثقيل.؟!‏

> أول سؤال يطرح على أهل المريض..ماإمكاناتكم المادية؟.‏

> مصاريف بمئات الآلاف و الأدوية تشترى من خارج المشافي.‏

> مهما كانت حالة المريض..يجب دفع المعلوم أولاً..على ذمة المتحدثين.‏

> إذا كانت العناية المشددة دائماً ممتلئة بالخاص..فالسؤال لماذا يتم استقبال حالات العناية الأخرى عند القدوم؟.‏

> معاناة مريض استغرقت خمسة شهور في المشافي الخاصة والكلفة فقط 3 ملايين و 800 ألف..بينما الغسيل وشراء الدواء على الحساب الخاص.‏

> ممرضات يداومن بغير الموعد المحدد..لأخذ المعلوم على ذمة أهل المرضى.‏

> مدير الشامي: بعض الأهالي يبالغون بنسب الأموال المدفوعة من باب التباهي والفشخرة.. بدليل أن إحدى المريضات على زمان العشر الصحي أجرت عملاً جراحياً ولم تدفع أي حساب لنفاجأ بعد أيام بقدوم أناس آخرين يطلبون بإجراء عمل جراحي مشابه للمريضة السابقة وبنفس الأجر 35 ألف ل.س الذي دفعته كما أشاعت وقالت..فالدهشة كانت أننا لم نأخذ منها مالاً.‏

> أحدهم قال لأهل زوجته إن عملية ولادتها كلفت 25 ألف ليرة على حين لم يحاسب إلا ب 15 ألفاً فقط!‏

> أحد ذوي المرضى قال: توصلت بنا الحالة أن ندفع ال 500 و 1000 ع الطالعة و النازلة..!!‏

> يهربون من العام..ليقعوا في براثن الخاص.. فهل هو مصدر ثقة عمياء؟..‏

غصون سليمان - مريم ابراهيم

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...