أسباب تأخر جلسة مجلس الوزراء اللبناني

14-08-2006

أسباب تأخر جلسة مجلس الوزراء اللبناني

طلب رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تاجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عصر امس، الى موعد يحدد لاحقاً، وذلك لمزيد من التشاور، بحسب المعلومات الرسمية من السراي التي تكتمت مصادرها على الاسباب الحقيقية.
فور شيوع النبأ كان معظم الوزراء خارج الاسباب الحقيقية لهذا التأجيل، ما سمح للتكهنات ان تنتشر من دون سند موثوق، حتى ان بعضها ذهب الى ابعد من الاسباب المعقولة التي ربطت بالخلاف الذي شهدته جلسة مجلس الوزراء امس الاول، لجهة نزع سلاح المقاومة جنوب الليطاني. ثمة من راح يسأل عما احدثته الغارة الاسرائيلية العنيفة على الضاحية قبل موعد الجلسة، وهل أدت الى حدث كبير استدعى تأجيل الجلسة.
بعض وسائل الاعلام نقل عن رئيس المجلس نبيه بري انه هو الذي طلب تأجيل الجلسة حتى لا تنفجر الحكومة. وامام سيل التكهنات اضطر الرئيس بري لاصدار بيان عن مكتبه الاعلامي جاء فيه: ان الخبر الذي ورد عن سبب تأجيل جلسة مجلس الوزراء هو غير صحيح. وهو الامر الذي ساهم في غموض السبب الحقيقي للتأجيل.
وعلم انه تم ابلاغ الوزراء بتأجيل الجلسة في الخامسة والربع بينما كان معظمهم في طريقهم الى المقر المؤقت للمجلس في وسط بيروت، فحولوا سيرهم الى السراي الحكومي،حيث اجتمعوا بالرئيس السنيورة وهم: مروان حمادة وغازي العريضي وميشال فرعون وبيار الجميل و نائلة معوض واحمد فتفت وسامي حداد وجهاد ازعور وخالد قباني ومحمد الصفدي ونعمة طعمة وجان اوغاسبيان.
وذكرت معلومات اخرى ان وزراء حركة امل وحزب الله اتصلوا بالسراي الحكومي وابلغوا عدم حضورهم الجلسة لاسباب لم يحددوها بصورة مفصلة. هل هي لاسباب امنية تتعلق بسلامتهم بعد قصف الضاحية أم لاسباب سياسية.
وكانت معلومات اعلامية قد ردت سبب التأجيل المفاجئ للجلسة الى خلافات بين اطراف الحكومة حول موضوع نشر الجيش في الجنوب وسلاح المقاومة ضمن الظرف الجديد الذي اوجده القرار الدولي .1701 علما ان معلومات سابقة قد اشارت الى ان الجلسة كانت مخصصة اصلا لعرض قيادة الجيش خطتها للانتشار في الجنوب والتحضيرات اللوجستية والاحتياجات اللازمة، وبحث نقاط الانتشار وتفاصيل مهمة الجيش وطريقة تعامله مع الاطراف المسلحة الموجودة جنوب وشمال خط نهر الليطاني، ولاسيما المقاومة اللبنانية، طالما لم يتم البت سياسيا ورسميا بمصير هذا السلاح ومصير المقاومة ككل، وفي ظل استمرار احتلال مزارع شبعا.
لكن المعلومات المتوافرة افادت ان الرئيس بري اتصل فعلا بالرئيس السنيورة متمنيا عليه تاجيل الجلسة لمنع حصول خلافات او نقاشات لا طائل منها، طالما ان قرار اسرائيل حول تنفيذ وقف العمليات العسكرية والانسحاب من المناطق التي احتلتها مؤخرا غيرمعلوم، بل على العكس هي لجأت امس، الى تصعيد عدوانها على الضاحية ودمرت اكثر من عشرة ابنية دفعة واحدة، عدا مواصلة العدوان على الجنوب والبقاع والشمال، وواصلت التوغل داخل الاراضي اللبنانية وتعزيز قواتها فيها، ما يستدعي الانتظاريوما او يومين لمعرفة نواياها الحقيقية، وعدم التورط داخليا في مناقشة موضوع سلاح المقاومة مجانا.
كما اشار بري حسب المعلومات الى ان كلام الرئيس الاميركي جورج بوش عن تفكيك دولة حزب الله داخل الدولة اللبنانية يستدعي التوقف عنده ومعرفة مراميه و التنبه له، كذلك كلام وزيرة خارجية اسرائيل لفني عن ان موضوع مزارع شبعا غير مطروح للبحث ما يثير التساؤلات عن مصير القرار 1701 والتعهدات التي اعطيت بتلبية مطالب لبنان ولو في مرحلة لاحقة.
واشارت المعلومات الى ان كلام بوش ووزيرة خارجيته والوزيرة الاسرائيلية، جرى تفسيره على انه ضغط غير مباشر على الرئيس السنيورة والحكومة من اجل الاسراع في إجراءات نزع سلاح المقاومة، عدا عن معلومات غير مؤكدة رسمياً افادت ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان طلب خلال اتصاله امس، بالرئيس السنيورة الاسراع في بت موضوع نزع سلاح المقاومة والا تعذر تنفيذ القرار1701 وبالتالي وقف اطلاق النار وهو ما ادى الى تكبير المشكلة امام الحكومة اللبنانية لان الجميع اشتم من هذا الجو الاميركي والدولي الاسرائيلي محاولات لرمي الكرة بالكامل في ملعب لبنان و تحميله اكثر مما يستطيع ان يحتمل في امر تم الاتفاق على معالجته داخلياً.

غاضب المختار

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...