خطاب من ذكرى الـ«تايتانيك»

24-04-2013

خطاب من ذكرى الـ«تايتانيك»

مشهد الفرقة الموسيقية التي بقيت تعزف على ظهر السفينة الشهيرة «تايتانيك» لا يزال حاضراً في الذاكرة، وخاصة المايسترو الذي استمر بالعزف حتى آخر لحظة، تاركاً وراءه قصة مثيرة، بالإضافة إلى خطاب مؤثر بيع بالمزاد العلني بما يزيد على 140 ألف دولار.
عازف الكمان والاس هارتلي (33 عاماً)، الذي سافر على متن «تايتانيك» بتذكرة الدرجة الثانية، كتب رسالة إلى أهله عندما غادرت السفينة رصيف الميناء في العاشر من نيسان العام 1912. قدر الخبراء أن تصل قيمة الرسالة إلى 75 ألف دولار، إلا أنها تعدت ذلك لتصل إلى 142 ألفاً.
وكتب هارتلي في خطابه «أكتب لأقول إننا غادرنا بخير، وبالرغم من سرعة دخولنا السفينة إلا أنني أشعر باستقرار أكثر الآن»، وتابع «هذه سفينة جيدة، ومن المؤكد وجود الكثير من الأموال على متنها، أشتاق كثيراً لوجودي في المنزل، وكان جميلاً لو استطعت رؤيتكم جميعاً لساعة أو اثنتين، إلا أنني لم أستطع تدبر الأمر».
وأضاف هارتلي في رسالته «لدينا فرقة رائعة وأفرادها لطيفون جداً، اضطررت لشراء بعض الملابس وأرسلت ملابسي التي تحتاج للغسيل إلى المنزل بالبريد، ومن المفترض أن تصل يوم الأحد».
وكانت «تايتانيك» غادرت رصيف ساوثامبتون البريطاني متوجهة إلى نيويورك، ولكن الرحلة انتهت بعد أربعة أيام فقط بمأساة في المحيط شمال الأطلسي بعد اصطدامها بجبل جليدي، حيث غرق أكثر من 1500 شخص. كان على متن السفينة 2223 راكباً، نجا منهم 706 أشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما لقي 1517 حتفهم.
بعد اصطدام السفينة بالجبل الجليدي، واصل هارتلي ورفاقه العزف حتى آخر دقيقة لتهدئة روع المسافرين. وقد نقل أحد الناجين أنه حين بات من غير الممكن الاستمرار في العزف، قال هارتلي لزملائه «السادة الكرام، أودعكم».
واستخدم هارتلي ورقة من القرطاسية الموجودة على متن السفينة عليها علامة مائية لشعار شركة «وايت ستار لين». وليس هناك أي دليل على كتابته لرسالة أخرى. عثر على جثة هارتلي بعد أسبوعين، وكان كمانه مربوطاً بجسده. أعيد إلى وطنه، حيث أقيمت له جنازة كبيرة في 18 أيار العام 1912، شارك فيها حوالي مئة ألف، تكريماً للرجل.


(عن «سكاي نيوز»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...