«على خط النار»: إذا اختلف اللصّان ظهر المسروق

كشف الرئيس الباكستاني برفيز مشرف عن قيام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سراً بدفع ملايين الدولارات لبلاده مقابل ترحيل مئات من الأعضاء المشتبهين في تنظيم القاعدة للولايات المتحدة.

وجاءت هذه التفاصيل في كتاب أصدره مشرف تحت عنوان "على خط النار" وتقوم صحيفة التايمز البريطانية بنشره على حلقات تبدأها اليوم الإثنين.

وتقول الصحيفة إن التفاصيل التي يكشفها مشرف في كتابه ستسبب حرجا للبيت الأبيض.

ولم يحدد مشرف، الذي يزور الولايات المتحدة قريبا للقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش، المبلغ الذي تلقته حكومته من الولايات المتحدة لقاء ترحيل 369 من المشتبهين لها، حسب التايمز.

واوردت الصحيفة تعليقا من وزارة العدل الأمريكية حول الموضوع يقول "ليس لدينا علم بهذا الشأن، ولا يجب ان يحدث ذلك. هذه المكافآت المالية مخصصة للأفراد الذين يساعدون على تعقب الارهابيين المطلوبين على قوائم مكتب التحقيقات الفدرالي وليست مخصصة للحكومات الأجنبية."

من ناحية أخرى رفضت السي أي إيه التحدث عن تلك المبالغ، حسب الصحيفة، وقال مسؤول رفيع فيها "علاقاتنا مع القادة الدوليين ليس شأنا يمكننا الحديث عنه"، كما نقلت التايمز عن مسؤول آخر قوله "ولا نتوقع أن يتحدثوا هم أيضا".

وكان الرئيس الباكستاني قد اعلن مؤخرا ان الولايات المتحدة هددت بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول بقصف بلاده اذا لم تتعاون مع الحرب الامريكية ضد طالبان في أفغانستان.

وأضاف مشرف ان التهديد صدر عن طريق ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الامريكي وسلم الى مدير جهاز المخابرات.

وقال مشرف "أبلغني مدير المخابرات الباكستانية أن ارميتاج قال، استعدوا للتعرض للقصف، استعدوا للعودة الى العصر الحجري،" وأضاف "أعتقد انه كان تصريحا فظا."

وحول التعاون الذي قدمته باكستان قال مشرف "على المرء أن يفكر ويتخذ ما في صالح أمته وذلك هو ما فعلته."

وقال مشرف ان بعض المطالب التي تقدمت بها الولايات المتحدة كانت "مضحكة" بما فيها الاصرار على أن يقمع التعبير الداخلي المضاد الولايات المتحدة.

وقال مشرف "اذا كان أحد يعبر عن ارائه فلا يمكننا تقييد التعبير عن الاراء."

المصدر: BBC