مفتي جبل لبنان يقع في حفرة السياسة

رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح امس ان الامين العام لـ"حزب الله" "السيد حسن نصرالله وقع في خطابه الاخير في سقطات ما كنا نود ان يقع فيها، وهو الحصين ذو الاسلوب الخطابي الحماسي المميز. فقد وجّه خطابه الى جمهور الحاضرين قائلاً "يا اشرف الناس" كأن الشعب اللبناني الذي لم يشاركه في هذا الاحتفال هو خلاف ذلك، وهذه سقطة واهانة للشعب اللبناني".
واضاف: "بالنسبة الى قوله ان الدموع لا تحرر اوطاناً، كأنه يغمز من قناة الرئيس (فؤاد) السنيورة الذي بكى عند ذكره ضحايا الحرب من قتلى وجرحى ومشوهين ومعوقين، فقد كانت دموعاً نبيلة انسانية شفافة تدل على نفس غاية في الصدق والاحساس بمآسي الناس. كان يجدر بالسيد حسن نصرالله ان يطلب من الناس الوقوف لحظة صمت تحية لارواح الشهداء والضحايا واليتامى الذين تسببت لهم القرارات الفردية بتلك المعاناة وان يذرف دمعة حزن واسى على هؤلاء الناس (...)".
وتابع: "الرئيس السنيورة نبيل ومؤمن ورقيق الحاشية، يتأثر بمصائب الناس ويتألم لآلامهم ويشعر بفداحة ما حدث لهم. وكان الاولى بهذه الدموع من كان قراره سبباً في وقوع تلك المآسي، حتى يشعر الناس بمشاركتهم في احزانهم ومآسيهم، لكن نشوة الاحتفال بالنصر النسبي وليس الالهي انست قائد المقاومة واجبه نحو هؤلاء، واذا كان هذا النصر الهياً فكيف اذا حررنا القدس؟".
واعتبر "ان الخطاب تضمن لهجة تهديدية تصعيدية جعلت جميع الذين سمعوه في الخارج من كبار المستثمرين الذين كانوا ينوون العودة الى لبنان يتراجعون، وهذه ضربة للاقتصاد اللبناني المتهالك بسبب هذه الحرب وما قبله من حروب، وهذا دمار اقتصادي يضاف الى الدمار البشري والبنيوي والمادي الذي تسبب بخراب لبنان وتأخره عشرات السنين".
وختم: "كم كنت اتمنى ان يتعلم الرؤساء السنة من الرئيس نبيه بري حين دعا الذين يراهنون على انقسام الشيعة الى "الخياطة بغير هالمسلة" حتى يتأسوا به في وحدة الصف السني، والله اعلم".

المصدر: النهار