تطور السلوك البشري: الفضــل لأجدادنــا
أجيال وأجيال اعتمدت على الأجداد في أمور عديدة، ومن بينها أمور اساسية وعملية، مثل العناية بالأطفال، عبر تقديم الدعم العاطفي لهم والمساعدة في تربيتهم. ويعود الفضل في تطور المجتمع إلى الأجداد، إذ تشير بعض النظريات إلى أن الأجيال الكبرى ربما قامت بدور بنّاء في تطوير سلوك البشر.
ويقول الخبراء إن عدد الأجداد ارتفع بصورة دراماتيكية منذ 30 ألف عام عندما بات الناس يعيشون أطول. ومن خلال عنايتهم بالأطفال، ونقلهم العلم إليهم، وتزويدهم بحصص الطعام، تمكن أسلافنا من الانتشار في العالم لتطوير الزراعة والأدوات والحضارات.
وتمّ التوصل إلى هذه النظرية بعدما تمكّن علماء أميركيون من تحديد متوسط العمر المتوقع لأسلافنا في حقبة ما قبل التاريخ من خلال دراسة على أسنانهم الأحفورية.
وتقول الأستاذة في جامعة «سنترال ميتشيغن» الأميركية رايتشال كاسباري إن معظم أسلاف ما قبل التاريخ ماتوا قبل بلوغهم الـثلاثين بسبب الأمراض والجوع والإصابات، أو عند الولادة. ولكن منذ 30 ألف عام بدأ عدد البالغين فوق سن الـثلاثين يرتفع، وبدأ أسلافنا يشهدون تغييراً أساسياً في السلوك، حيث أصبح الفن أكثر تنميقاً، والأدوات أكثر تعقيداً، كما ارتفع مستوى إنتاج الطعام.
وتعتبر كاسباري أن الحدثين متصلان «فالعيش لفترة أطول كانت لديه تداعيات كبيرة على حجم السكان، والتفاعل الاجتماعي في ما بينهم، وأيضاً على جينات الإنسان العصري، وقد يفسر ذلك ظاهرة أن الأجيال اللاحقة كانت نجاحاً من الإنسان القديم».
ويقول الأستاذ في متحف التاريخ الطبيعي كريس سترينغر إن كبار السن ربما نقلوا قدراتهم للأجيال اللاحقة، وساهموا في لمّ شمل العائلات المبعثرة. ويضيف «عندما كانت تندلع صراعات حول الماء أو الأراضي الغنية، كان الكبار في السن يتذكّرون العلاقات العائلية بين القبيلتين، ما كان يسهل عملية التفاوض وتقاسم الثروات».
(عن الـ«دايلي مايل»)
إضافة تعليق جديد