صراعات البيت الأبيض ودلالات تغيير مستشار الأمن القومي الأمريكي

09-10-2010

صراعات البيت الأبيض ودلالات تغيير مستشار الأمن القومي الأمريكي

الجمل: أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الجمعة قراراً بتعيين توم دونيلون في منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي بدلاً عن الجنرال جيمس جونيز: فما هي دلالات هذا القرار وخلفياته؟ وما هي خلفيات مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد؟ ولماذا تم تعيينه في هذا الوقت بالذات؟ وما هي ردود أفعال طاقم الإدارة الأمريكية الديمقراطية الحالية إزاء ذلك؟
* صراعات البيت الأبيض الأمريكي: ماذا تقول المعلومات؟
تحدثت التقارير والتسريبات الواردة من واشنطن عن وجود حالة من الخلافات المنخفضة الشدة بين رموز الإدارة الأمريكية الديمقراطية الحالة، وفي هذا الخصوص تقول المعلومات بأن طاقم إدارة أوباما العسكري-الأمني يشهد حالياً حالةً من عدم الاستقرار ويتبادل الانتقادات، وعلى وجه الخصوص في الجوانب المتعلقة بتنسيق الجهود والمواقف إزاء ملف حرب أفغانستان وحرب العراق، إضافةً إلى بعض القضايا والملفات الأخرى ذات الطابع الشخصي الصرف.توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد
تقول المعلومات بأن نطاق التغييرات في رموز الإدارة الأمريكية قد بدأ يتسع يوماً بعد يوم، وفي هذا الخصوص يمكن الإشارة إلى الآتي:
• رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض الأمريكي رام إيمانويل استقال من منصبه لجهة السعي من أجل خوض جولة انتخابات الكونغرس النصفية من أجل الفوز بمنصب حاكم ولاية ألينوي، هذا، وقد عين الرئيس أوباما بيتي روز في منصب رام إيمانويل.
• مدير المجلس الاقتصادي في البيت الأبيض الأمريكي لاري سومرس أكد بأنه سوف يغادر البيت الأبيض الأمريكي بحلول نهاية هذا العام، مفضلاً العودة إلى منصبه كبروفيسور في جامعة هارفارد الأمريكية.
• كبير مستشاري البيت ألبيض الأمريكي ديفيد أكسليرود أشار إلى رغبته في مغادرة البيت الأبيض الأمريكي خلال الفترة القادمة مفضلاً العمل من أجل إعداد الترتيبات اللازمة لإدارة حملة إعادة انتخاب الرئيس أوباما في جولة الانتخابات الرئاسية القادمة المحددة لها عام 2012.
• وزير الدفاع الأمريكي روبرت غاتز أبدى رغبته في التقاعد عن منصب وزير الدفاع الأمريكي خلال العام 2011 ولمن يتطرق لأي أسباب أو مبررات.
• رئيس هيئة الأركان الأمريكية الأدميرال مايك مولين سوف يغادر الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي بحلول مطلع تشرين الأول (أكتوبر) 2011 القادم بسبب انتهاء ولايته الثانية في المنصب.
• رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض الأمريكي كريستينا رومر غادرت منصبها في البيت الأبيض خلال الشهر الماضي.
• مدير مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض الأمريكي بيتر أورستزاق غادر منصبه في البيت الأبيض الأمريكي قبل ثلاثة أشهر.
هذا، وتشير التوقعات إلى أن حالات خروج كبار رموز الإدارة الأمريكية سوف تتزايد خلال الأشهر القادمة، وعلى وجه الخصوص في فترة ما بعد انتخاب الكونغرس الأمريكي النصفية القادمة المحدد لها شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 القادم، خاصة وأن معظم التوقعات تفيد معطياتها لجهة احتمالات صعود المرشحين الجمهوريين وسيطرتهم على الكونغرس الأمريكي القادم الأمر الذي سوف يربك انسجام الأداء والتناسق بين السلطة التنفيذية الممثلة بالبيت الأبيض الأمريكي والسلطة التشريعية الممثلة بالكونغرس الأمريكي.
* الصراع في مجلس الأمن القومي
شهدت الأشهر الماضية خلافات متزايدة بين مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق الجنرال جيمس جونيز ونائبه توم دونيلون، وتقول التسريبات بأن وزير الدفاع الأمريكي الجنرال روبرت غاتز لم يكن بعيداً عن هذه الخلافات، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
- خلالفات توم دنيلون-الجنرال جيمس جونيز: تقول التسريبات، بأن الجنرال جونيز قد لاحظ ضعف أداء نائبه دنيلالجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي السابقون واستدعاه إلى مكتبه في اجتماع مغلق، حيث قام بتوبيخه إزاء أربعة نقاط ضعف أساسية هي: عدم قيامه بأي جولة ميدانية فهو لم يخرج من مكتبه ليزور أفغانستان أو العراق، وبالتالي فهو يفتقر للمعرفة العملية بمسارح العمليات الحربية الأمريكية- عدم عقد اللقاءات مع رموز الإدارة الأمريكية خارج نطاق البيت الأبيض الأمريكي- التعامل بشكل سيء للغاية مع المسؤولين والموظفين التابعين لمجلس الأمن القومي الأمريكي- التعامل بشكل سيء وغير لائق مع رؤسائه في البيت الأبيض وخارج البيت الأبيض الأمريكي.
- خلافات دونيلون-الجنرال روبرت غاتز: بدأت خلافات دنيلون مع الجنرال غاتز خارج البيت الأبيض الأمريكي، حيث حدثت مواجهة كلامية في إحدى المناسبات بينه وبين غاتز، وكان دونيلون فظاً في مخاطبته لوزير الدفاع غاتز بما أدى إلى خروج غاتز غاضباً من المناسبة، ولاحقاً، وبعد اختيار الرئيس أوباما لدنيلون لتولي منصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي فقد توترت علاقات دونيلون-غاتز أكثر فأكثر، وبسبب عدم معرفة دونيلون بالأمور العسكرية فقد كانت علاقاته مع وزير الدفاع الجنرال غاتز وبقية كبار المسئولين العسكريين الأمريكيين تتدهور أكثر فأكثر، ولا حقاً تحدث وزير الدفاع غاتز واصفاً دونيلون بضعف الإدراك المهني وسوء علاقاته مع العسكريين إضافةً إلى فقدان المصداقية.
برغم خلافات دونيلون-غاتز وخلافات دونيلون-جونيز، فقد قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما اختياره لمنصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، وفي هذا الخصوص تشير التسريبات إلى أن سبب تمسك الرئيس أوباما بتعيين دونيلون يتمثل في الآتي:
- إصرار دونيلون الشديد على اعتراض ورفض كافة الطلبات التي قدمها له العسكريون لجهة الموافقة على زيادة أعداد وعتاد ومخصصات القوات الأمريكية الموجودة في مسرح الحرب الأفغانية.
- ارتباط دونيلون بعلاقة قديمة مع الرئيس أوباما، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن دونيلون من أحد أفراد دائرة مجموعة الرئيس أوباما الداخلية الخاصة جداً.
- خبرة دونيلون في مجال المحاماة، إضافة إلى علاقاته الوثيقة بالعديد من الشركات الأمريكية الأخرى، أتاحت له سنداً قوياً بواسطة اللوبيات المالية والصناعية والتجارية.
- خبرة دونيلون السابقة في العمل مع العديد من الإدارات الأمريكية: حيث عمل موظفاً في مبنى الكابيتول هيل (الكونغرس الأمريكي) وخلال إدارة الرئيس كلينتون الأولى والثانية تولى بعض المناصب المرموقة إضافةً إلى عمله كرئيس لهيئة موظفي وزير الخارجية الأمريكي السابق وارن كريستوفر.
تحدث بعض الخبراء الأمريكيون حول تعيين الرئيس أوباما لدونيلون في منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي بشيء من الإبهام وعدم الوضوح الشديد، وما كان لافتاً للنظر أن اليهودي الأمريكي أوهاتلون الباحث الرفيع المستوى في مؤسسة بروكينغز والمختص بشؤون الشرق الأوسط قد أبدى عدم تفاؤله الشديد بتعيين دونيلون، وفي هذا الاتجاه تحدث ديفيد روشكوبف المسؤول الرفيع المستوى في إدارة كلينتون السابقة واصفاً تعيين دونيلون بأنه مؤشر يفيد لجهة عدم رغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إحداث أي تعديلات جديدة لا في مسار السياسة الخارجية الأمريكية ولا في مسار سياسة الأمن القومي الأمريكي. وبالتالي، على الجميع أن يتوقعوا استمرار الأمور كما هي عليه، أما وزير الدفاع الأمريكي روبرت غاتز، فقد تحدث قائلاً بأن علاقاته الحالية جيدة مع دونيلون، علماً بأن المصادر الأمريكية الأخرى الوثيقة الصلة بالبنتاغون قد أكدت حديث الجنرال غاتز الذي قال فيه بأن علاقات دونيلون السيئة بالعسكريين الأمريكيين سوف تزداد سوءاً، وبأن تعيينه سوف يكون كارثياً لجهة التأثير سلباً على الأوضاع العسكرية الأمريكية!

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إقرأ أيضاً:

من هو جيمس إل جونيز مستشار أوباما للأمن القومي الأمريكي

التعليقات

بحب التعليقات السياسية تبعكم شكرًا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...