مكبات القمامة لاتزال تسكن داخل المدن

17-07-2010

مكبات القمامة لاتزال تسكن داخل المدن

تعتبر مكبات القمامة ومراكز تجميع النفايات مصدراً أساسياً لتلوث البيئة، وقد تعاظم خطر هذه الملوثات بُعيد الثورة الصناعية التي أسهمت في التوسع الكبير للمدن وزيادة أشكال المفرزات والنفايات التي تخلفها، وبالتالي زحفت مكبات القمامة واتسعت رقعتها ليطاول تأثيرها وبشكل مباشر التجمعات السكنية القريبة منها، وقد طالب الناشطون في مجال البيئة مراراً، وخلال مشاركاتهم في المؤتمرات والبرامج المتعلقة بحل المشاكل البيئية، بضرورة معالجة أسباب التلوث البيئي الناجم عن هذه النفايات، وتشير الدراسات إلى الخطر المتزايد لهذه النفايات، حيث تفرز مدن العالم نحو720 مليار طن من مختلف أنواع النفايات سنوياً، وهي تلعب دوراً كبيراً في تجميع الحشرات والأحياء البكتيرية الناقلة للأمراض والأوبئة، حيث تم التعرف إلى أكثر من 35 نوعاً من الأمراض المختلفة التي تعتبر النفايات سببها المباشر.
وفي معظم محافظات القطر، لاتزال مكبات القمامة تتوضع داخل المدن دون أن يُبذل مجهود لإخراجها أو حتى لإنقاذ الناس حولها مما تسببه من أمراض وتلوث، عدا عن المظهر الجمالي الذي تسرقه من أي مكان تكون فيه..
 الرقة تفرز 350 طناً من النفايات يومياً
على الرغم من أن محافظة الرقة من المحافظات ذات الكثافة السكانية المتدنية مقارنة مع باقي المحافظات، إلا أنها من أكثر المناطق معاناةً من التأثيرات السلبية لمكبات القمامة، ففي مدينة الرقة يوجد مكبان رئيسيان للقمامة، أحدهما في ضاحية الجبل، والآخر شرق المدينة، وكلاهما لا يبعد عن المدينة سوى كيلومترات قليلة، وفي السنوات الأخيرة، ومع التوسع العمراني الأفقي للمدينة، أصبحت هذه المكبات على تماس مباشر مع بعض الأحياء السكنية، ومع هذا مازالت هذه المكبات في مكانها، والتطور الوحيد الذي طرأ عليها هو زيادة كميات النفايات فيها، حيث تصل كميات القمامة التي يتم ترحيلها من مدينة الرقة إلى نحو 350 طناً يومياً، وفي مكب المدينة الشرقي، اتسعت رقعة النفايات حتى وصلت إلى مقبرة تل البيعة وسكة القطار، ويتحدث أبناء المنطقة المجاورة لمكب تل البيعة عن آثار سلبية عديدة للمكب، فالروائح المنبعثة منها تملأ المنطقة، خاصة بالنسبة للقاطنين شرق المكب، كما أن الدخان المنبعث نتيجة حرق هذه النفايات تسبب في حرمانهم من استنشاق هواء نقي طوال أيام السنة، وخاصة لأولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية، ويؤكد المهندس مصطفى حمادي، رئيس جمعية «زالبا لحماية البيئة»، خطورة هذه النفايات وتأثيرها السلبي على مكونات البيئة غير الحية، والتي تتكون من ثلاثة نظم هي المحيط المائي، والجوي، واليابس. فالدخان الناجم عن حرق هذه النفايات يؤدي إلى تلويث الهواء، ويزيد تركيز غاز أول أوكسيد الكربون في الهواء نتيجة الاحتراق غير الكامل، إضافة إلى انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن الاحتراق الكامل، وكلاهما من الغازات الدفيئة التي تسهم في زيادة الاحتباس الحراري، كما تسهم في تخريب التربة في المناطق التي يتم رمي القمامة فيها، لأنها تفقدها العناصر الحية، كما يؤدي انبعاث غاز الميتان وتسرب العصارات الناتجة عن النفايات إلى الطبقات الجيولوجية في الأرض إلى تلويث المياه الجوفية، وبالتالي فإن الأخطار الناجمة عن هذه النفايات كبيرة، وهذا ما جعل عدداً كبيراً من دول العالم تتنبه إلى خطورة هذه النفايات فبدأت بتنفيذ محطات ومعامل خاصة لمعالجة هذه النفايات للتقليل من الأضرار الناجمة عنها.
وأضاف الحمادي قائلاً: ما يضاعف من خطورة مكبات القمامة في الرقة  قربها من المناطق السكنية، وعدم وجود عملية فرز لهذه النفايات، حيث يتم رميها بشكل عشوائي وخاصة النفايات الطبية التي تعتبر من أخطر أشكال الملوثات، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن 25% من الأمراض التي تصيب البشر ناجمة عن تلوث البيئة ويمكن الحد منها بوقف أشكال هذا التلوث.
وفي ذات السياق، يشير أحد رؤساء الجمعيات السكنية في ضاحية الجبل إلى أن وجود مكب القمامة في الضاحية، دفع العديد من أعضاء الجمعيات لطلب الانسحاب، لأن المكب الموجود يشوه المظهر العام للضاحية الجديدة، ويعد ساكنيها بجملة من الأمراض السارية والمعدية.. 
المهندس عبيد الحسن، رئيس مجلس مدينة الرقة، أشار في معرض رده على واقع المكبات في مدينة الرقة إلى أن المكب الرئيسي للمدينة يقع في تل البيعة، وقد لجأ أصحاب الجرارات في الآونة الأخيرة لرمي القمامة في المناطق غير المخصصة للقمامة، وذلك بالاتفاق مع جامعي الخردة والبلاستيك، وقد قام المجلس بتعيين  حارس لمنع حدوث مثل هذه المخالفات، كما تم إرسال آليتي تركس لتنظيف المنطقة المجاورة للمقبرة، وفي ما يخص منطقة مابين الجسرين، أوضح الحسن أن مجلس المدينة رصد وجود بعض المخالفات في رمي النفايات في غير المكان المخصص من قبل بعض سائقي الجرارات، وقد تم فصل السائقين والعمال الذين ارتكبوا هذه المخالفات.
وأكد الحسن أن التخلص من الآثار السلبية للنفايات يتطلب الإسراع في تنفيذ مشروع معالجة النفايات الصلبة، والمباشرة بأعمال الطمر الصحي، وبذلك سنضع حدّاً نهائياً لهذه المشكلة.  
ولا تقتصر مشكلة مكبات القمامة على مدينة الرقة، بل هي الشغل الشاغل لمعظم مدن وبلدات المحافظة، ففي مدينة تل أبيض على سبيل المثال، مازالت  قمامتها ترمى في مجرى نبع عين العروس، الذي يعد أحد أبرز معالم المحافظة السياحية، وأوضح خليل الباكو، رئيس مجلس مدينة تل أبيض، أن المجلس لجأ لرمي النفايات في مجرى النبع أثناء نضوب النبع وتوقفه عن الجريان، وبعد عودة النبع إلى تدفقه، سعينا لإيجاد بديل للمكب القائم، ولكننا اصطدمنا بمعارضة الأهالي المجاورين للمكب المقترح، وهناك حالياً دراسة لدى المحافظة لشراء قطعة أرض وتخصيصها كمكب لقمامة المدينة.
 والجدير ذكره أن الخدمات الفنية باشرت منذ خمس سنوات بتنفيذ مشروع متكامل لمعالجة النفايات الصلبة، وتصل التكلفة التقديرية لهذا المشروع إلى مليار ليرة، يتم تنفيذها خلال خطتين خمسيتين، ويشمل المشروع /9/ مراكز تجميع للقمامة، و/3/ محطات فرز في مواقع (عين عيسى)، (الصفصافة)، (عب الخوين)، ومحطة معالجة رئيسية في (عب الخوين). 

قالوا..
* رئيس جمعية «زالبا لحماية البيئة» في الرقة، أكد خطورة هذه النفايات وتأثيرها السلبي على مكونات البيئة غير الحية.
*  أكد رئيس مجلس مدينة الرقة  أن التخلص من الآثار السلبية للنفايات يتطلب الإسراع في تنفيذ مشروع معالجة النفايات الصلبة، والمباشرة بأعمال الطمر الصحي، وبذلك سنضع حدّاً نهائياً لهذه المشكلة.  
* رئيس دائرة النفايات الصلبة  في مديرية الخدمات الفنية  في حمص أشار إلى أن ظاهرة  انتشار المكبات العشوائية هي مظهر له تأثيرات بيئية خطرة على الصحة العامة والبيئة.
* مدير إدارة النفايات الصلبة في  حلب  قال: «تتركز مهمة مديرية إدارة النفايات الصلبة في العمل على التخلص من الآثار البيئية للمكبات العشوائية والنفايات الصلبة في المحافظة. 
 
   في حمص150 مكباً عشوائياً
خطرها يزيد بحجم  الأطنان الموجودة فيها. إنها مكبات القمامة التي تعد سبباً رئيساً للكثير من الأمراض، بل الأخطار التي تشمل البيئة  وكل من على البيئة ومكبات القمامة جزء من سلسلة طويلة من مشاكل البيئة المرتبطة بحياة الإنسان. ولمعرفة واقع النفايات في حمص، التقينا مع المهندس حسان درويش رئيس دائرة النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنية في محافظة حمص. 
 بداية، أشار المهندس حسان درويش رئيس دائرة النفايات الصلبة  في مديرية الخدمات الفنية  في حمص أن ظاهرة  انتشار المكبات العشوائية في المحافظة هي مظهر له تأثيرات بيئية خطرة على الصحة العامة والبيئة وتعتبر مشكلة حقيقية في إدارة  النفايات الصلبة وقد أولتها الدولة اهتماماً كبيراً لوضع الحلول الاستراتيجية اللازمة لها،  بحيث تم إعداد مخطط توجيهي لإدارة النفايات الصلبة على مستوى القطر من قبل شركة تريفلور الفرنسية. بعدها قامت المحافظات بإعداد أضابير تنفيذية ودراسات تفصيلية.
وأضاف أن الواقع الحالي لإدارة النفايات الصلبة في حمص، كان يتم  بطرق عشوائية باستثناء مجلس مدينة حمص الذي يقوم بطمر نفاياته في مطمر صحي في منطقة دير بعلبة، أما باقي الوحدات الإدارية تقوم بجمع النفايات بواسطة الجرارات على الأغلب ورمي  النفايات في مكبات عشوائية، الأمر الذي يتسبب في تلوث التربة والهواء والمياه الجوفية. مشيراً إلى أن الوحدات الإدارية والمواطن يعتبرون أن رفع القمامة من الشارع هو الحل لهذه النفايات ولكن العكس هو الصحيح، لأن مشكلة النفايات تبدأ بمناطق التخلص العشوائي؛ لذا لابد من إيجاد طريقة  لتحسين واقع النظافة على التوازي مع التخلص من النفايات ومعالجتها. كما أن موضوع النفايات موضوع متكامل يبدأ الحل الأول فيه من المواطن بمساعدة الإدارة والدولة في تطبيق الإجراءات اللازمة  لإيصال الملف إلى معالجة آمنة مع التقيد بالقوانين والأنظمة ورفع الوعي الذي يعتبر نقطة الانطلاق، خاصة أن الدولة خصصت المبالغ الكبيرة لحل هذه المشكلة، وأن قانون النظافة رقم 49 لعام 2004 يعتبر بمثابة المخطط التوجيهي لإدارة الدولة والمواطن والتقيد به لرفع مستوى النظافة إلى حد كبير. وأوضح رئيس دائرة النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنية، بأنه بالنسبة إلى حمص، فقد تم  التعاقد مع وحدة الأشغال الهندسية في جامعة البعث، وتم تسلم الدراسة في الشهر الرابع  من عام 2008 وباشرت مديرية الخدمات  الفنية( دائرة النفايات الصلبة) بالإعلان عن المشاريع في بداية عام 2008 حيث تم الإعلان عن إنشاء 15 محطة ترحيل  مع 3 مطامر صحية، إضافة إلى مركز متكامل لإدارة النفايات الصلبة في تدمر ويتضمن محطة معالجة ميكانيكية بيولوجية مع مطمر صحي، وقد تمت المباشرة بأغلب المشاريع  السابقة ووصلت نسب التنفيذ حتى تاريخه إلى 80% ومن المتوقع أن توضع المشاريع قيد التشغيل خلال الأشهر القليلة القادمة، بحيث تم الإعلان عن مشاريع تشغيل لها، وحالياً قيد الدراسة الفنية ولم يبق إلا مشروع تدمر، فقد تم تأخير إجراءات التصديق لارتباطه بالتمويل المقدم من قبل بنك الاستثمار الأوروبي. هذا وصدر القرار بذلك لتمويل 50 % من قيمة المشروع، حيث إن «الإضبارة» حاليا في مراحل التصديق الأخيرة، ومن المتوقع المباشرة خلال بداية الشهر القادم.
وأوضح درويش بأنه تم أيضاً بداية العام الإعلان عن استكمال أعمال البنية التحتية لمشاريع إدارة النفايات الصلبة في حمص، بحيث تم الإعلان عن  إنشاء 6 محطات ترحيل واحدة منها، مخصصة لمدينة حمص والباقي  للمناطق الشرقية  الشمالية في المحافظة، مع الإعلان عن مشروع مطمر الفرقلس الذي سيخدم مدينة حمص والضواحي القريبة وكافة أضابير هذه المشاريع قيد التصديق.
وأكد رئيس دائرة النفايات الصلبة بأنه قد تم الإعلان عن كافة مشاريع البنية التحتية لإدارة النفايات الصلبة، بحيث تغطي كافة أرجاء المحافظة وفق ما ورد في الدراسة باستثناء محطات المعالجة الميكانيكية والبيولوجية التي يتم  حاليا إعداد دفاتر شروط لها عن طريق وزارة الإدارة المحلية  بإمكانية الإعلان بطريقة الاستثمار بنظام BOT، كما تم الإعلان عن إنشاء منظومة متكاملة لإدارة  النفايات الطبية والعروض الفنية قيد الدراسة .
 وعن المكبات العشوائية في حمص البالغ عددها 150 مكباً أشار درويش إلى أنه تم الإعلان عن مشروع لتأهيل المكبات العشوائية المنتشرة في حمص وحاليا قيد الدراسة الفنية الذي ستتم المباشرة به فور وضع هذه المنشآت التي تم تنفيذها قيد التشغيل، ومن المتوقع خلال عام واحد أن يتم إلغاء ظاهرة المكبات العشوائية في محافظة حمص.
 وتابع درويش قائلا: وجود محطات الترحيل ضمن مخطط تنظيمي وقريبة من التجمعات السكانية، لايسبب مشكلة؛ باعتبارها محطة  وسيطة لنقل النفايات بطريقة فنية ضمن حاويات مغلقة إلى مراكز معالجة أو مطامر صحية.
 وأما باقي المشاريع غير محطات الترحيل، فقد تم اختيار مواقعها وفق أسس بيئية وطبوغرافية  وبعيدة عن التجمعات السكنية كحد أدنى 5 كم مع إجراء تقييم الأثر البيئي من قبل  لجنة مشكّلة على مستوى المحافظة، ومديرية البيئة لإجراء تقييم الأثر البيئي. 
  
في حلب: مكبات القمامة... مشاريع قيد التنفيذ وحلول إسعافية لم تعد كافية
لدى السؤال عن مكبات القمامة، يتوضح للسائل اختلاط المفهوم لدى العامة في مدينة حلب، فكلمة مكب قد تكون في رأيهم تلك المساحة التي لا تتجاوز الـ3 م مربع والتي تحيط بالحاوية المتوضعة عند ناصية الشارع، والتي تفيض منها القمامة في معظم الحالات، أو قد يتسع هذا المفهوم مساحة ليشمل تلك الساحات الكبيرة غير المستثمرة، والتي تحولت عبر الزمن إلى مكبات للقمامة، وخاصة في المناطق العشوائية أو مناطق المخالفات، كذلك المكب المتعارف عليه في منطقة الشيخ خضر داخل مدينة حلب، أما حكومياً ولدى القطاعات المعنية، فقد نجد المعنى الصحيح رغم ضبابيته بالحديث عن محطة النقل الوسيطة في الشيخ سعيد خارج مدينة حلب..
وللوقوف عند وضع هذه المكبات التقينا محمد شحادة مدير إدارة النفايات الصلبة لاستيضاح أماكن توزع هذه المقالب، فحدثنا قائلاً: «تتركز مهمة مديرية إدارة النفايات الصلبة في العمل على التخلص من الآثار البيئية للمكبات العشوائية والنفايات الصلبة في المحافظة، ويتم العمل على ذلك وفقاً لمخطط وضعته شركة تريفالور الفرنسية، والذي تم إعداده على مستوى القطر، وكان لمحافظة حلب نصيب من توجيهات هذا المخطط، حيث تمت إحالة تنفيذ هذا المشروع إلى مديرية إدارة النفايات الصلبة، وتم لحظ 5 مطامر موزعة في عدد من المناطق المحيطة بالمحافظة والمتركزة في كل من تل الضمان، منبج، الباب، عين عرب، وعفرين، إضافة إلى محطات النقل الوسيطة والمتركزة في منطقة الشيخ سعيد وهي محطة خاصة لتخديم المحافظة، إضافة إلى 14 محطة نقل وسيطة أخرى مخصصة لريف حلب، وكافة هذه المطامر والمحطات منتهية الدراسة...»
عن آلية سير العمل في هذه المطامر والمحطات الوسيطة، قال شحادة: « بالنسبة إلى المطامر، فقد تم الانتهاء من تنفيذ كل من مطمري تل الضمان ومنبج، حيث تتم دراسة موضوع استثمار هذه المطامر قريباً، أما مطمرا الباب وعين عرب، فهما حالياً قيد التنفيذ، فيما وضع مطمر عفرين الآن في مرحلة الإعلان، حيث سيتم فض العروض في 25/7/2010 للبدء بمرحلة التنفيذ لاحقاً.
بالنسبة إلى محطات النقل الوسيطة، فسيتم الإعلان عن محطة الشيخ سعيد قريباً، على الرغم من أن هذه المحطة تستخدم الآن وبوضعها الحالي كمحطة لتجميع القمامة قبل نقلها إلى مطمر تل الضمان وكحل إسعافي، حيث يتم الاعتماد على هذه المحطة في استيعاب النفايات التي تنتج عن كافة مناطق المحافظة، إضافة إلى المحطات التي من المفترض أن تخدم ريف حلب وهي الأتارب، السفيرة (قيد التنفيذ)، الغندورة، جرابلس (قيد التلزيم والتصديق)، بلبل، دارة عزة، تادف، الخفسة (قيد الإعلان)، الراعي، سرين، مسكنة، دير حافر (منفذة ويتم حالياً إعداد دراسة لتجهيزها بالرامب والحاويات اللازمة)، وهناك مشروع لإقامة محطتين لمعالجة النفايات الطبية، وهما قيد التصديق حالياً، واحدة لتخديم مدينة حلب، والثانية في منطقة منبج لتخديم ريف المحافظة، ولعل ما تتفرد فيه محافظة حلب بالنسبة لهذا المشروع الكبير، هو العمل على تجهيز إضبارة لإقامة محطة معالجة للأنقاض ستكون الأولى من نوعها بين محافظات القطر، تهدف إلى معالجة الأنقاض والاستفادة منها في المستقبل..».ويتوقع شحادة أن يتم الإعلان عن كافة مشاريع إدارة النفايات الصلبة بما يتعلق بالمطامر ومحطات النقل نهاية هذا العام، لتكون مستعدة لاستكمال التنفيذ أو بدء العمل بها، كل حسب الغاية التي أنشئت من أجلها...لكن عند زيارة مكب الشيخ سعيد، لم يكن موضوع الوصول إلى المكان المطلوب صعباً، حيث لم نكن بحاجة إلى أكثر من استنشاق واتباع الرائحة التي زادتها الحرارة قوةً، إضافة إلى بعض النفايات المتسربة من شاحنات النقل، والتي توضَّعت على جانبي الطريق الممتد من مفرق مصنع الاسمنت، وحتى المكب المنشود، ولدى وصولنا، فوجئنا بجيش كبير من النباشين المنكبين على العمل من أطفال، ونساء ورجال، حرّضهم منظر كاميراتنا للسؤال والاستفسار عن سبب وجودنا، قبل أن يتم تنبيهنا من قبل سائقي الشاحنات المسؤولة عن الترحيل إلى عدم استفزازهم والانتباه لأنفسنا وحاجياتنا على حد سواء، لنجد أن هذا المكب ليس أكثر من مجرد ساحة كبيرة مكشوفة تقوم سيارات النظافة بتفريغ حمولاتها من القمامة في الساحة لتترك المجال للجرافات إعادة تحميل القمامة في الشاحنات المكشوفة ليتم ترحيلها إلى مطمر تل الضمان، وهنا تكون فرصة النباشين في القيام بعملهم.
 وكان مدير إدارة النفايات قد تحدث خلال لقائنا معه عن هذه المجموعات التي تشكل مشكلة داخل المحافظة، بسبب نثرهم نفايات الحاويات في أثناء بحثهم، إلا أنه تحدث أيضاً عن الدور الذي يقومون به بالمقابل في عمليات الفرز في تلك المحطة، بما يحقق غاية مشتركة لكلا الطرفين، مشيراً إلى سعي المديرية الجاد لاستيعاب هؤلاء النباشين في المستقبل ضمن هذه المحطات التي لن تكون مكشوفة لهم كما هو الوضع الآن...
ولا يخفى على أحد أن هذه المحطة لم تراع بعدُ أبسط الشروط المتفق عليها في المخطط المعتمد، ناهيك عن عمليات النقل بتلك الشاحنات غير المجهزة لاستيعاب الكميات الكبيرة من القمامة، ما يؤدي إلى سقوطها أثناء النقل.
 
-يبدو أن مشكلة النفايات في المحافظة تقع مسؤوليتها على عاتق المواطن والقطاعات المعنية على حد سواء، على الرغم من إلقاء كل فريق اللوم على الفريق الآخر؛ فبينما يطالب المواطن بالإسراع في عمليات نقل القمامة يومياً من الأحياء السكنية وتجهيزها بأعداد كافية من الحاويات، تجد مواطننا لا يتقيد لابمواعيد ولا أمكنة إلقاء قمامته كما تطالب قطاعات النظافة في المحافظة، فيما تطالب بدورها هذه القطاعات المواطنين بالالتزام بالأمر، في ظل تغيب أو إهمال أو عدم التقيُّد في أوقات مرور السيارات. 
 

الرقة:صالح الحاج حمد- حلب:بيير مطران- حمص:عبد الرحمن الدباغ

المصدر: بلدنا 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...