اقتصاد المونديال: السوريون يتفاعلون مع الحدث

06-06-2010

اقتصاد المونديال: السوريون يتفاعلون مع الحدث

تمثل مباريات كأس العالم المونديال للسوريين حدثا يتجاوز بعده الرياضي إلى كونه مناسبة ذات اعتبارات اقتصادية تتنوع في تكلفتها لتناسب القدرة الشرائية لعشاق لعبة كرة القدم بدءا من اقتناء اعلام الدول المشاركة وصولا إلى السفر إلى البلد المضيف للمونديا ل لحضور مباراة أو اكثر.

واخذت مظاهر الاستعداد للحدث تتكرر كما في كل موسم حيث انتشرت الاعلام الكبيرة والصغيرة على النوافذ والشرفات والاسطح وواجهات المحال والسيارات اضافة إلى تعليق شعارات الفرق المشاركة على وسائل النقل أو اقتناء هذه الشعارات كحمالة مفاتيح أو بيت لجهاز الخليوي كما تصدرت واجهات متاجر الاتصالات عروض تدعو لدخول سحب للفوز باشتراك في باقة الفضائيات المحتكرة لنقل هذا الحدث.

وتغري مثل هذه العروض محبي المراهنات حسبما يقول شادي مهندس معماري مشيرا إلى ان صديقه اشترى عشرين بطاقة انترنت من فئة المئة ليرة ليضاعف حظوظه بالفوز خلال السحب ما سيوفر عليه انفاق مبلغ يتراوح بين 5000 ليرة سورية ثمنا للبطاقة الذكية التي تؤمن بث باقة هذه القنوات طيلة شهر و 8500 ليرة لبطاقة الستة اشهر.

من جهتها تحدثت فاتن الام لثلاثة أولاد عن حيرتها في كيفية تأمين أكبر قدر من المشاهدة لاولادها في ظل عدم قدرتها على تأمين البطاقة مرتفعة الثمن مشيرة إلى أنها اشترت لهم ما يلزم لمظاهر المونديال من اعلام وبلوزات طبعت عليها شعارات الفرق التي يشجعونها.

بدوره قال زياد الموظف في القطاع الخاص إن مشاركته في هذا الحدث لن تقتصر على شراء البطاقة فهناك مراهنات تجري بينه وبين اصدقائه على فوز هذا الفريق أو ذاك ما يعني مزيدا من الانفاق في حال خسارة الرهان مؤكدا أن أحد اصدقائه الموسرين حجز تذكرة إلى جنوب افريقيا لحضور افتتاح المونديا ل وأولى مباريات الارجنتين لكونه من مشجعي فريقها.

وغير بعيد عن الجمهور يبدو أصحاب المقاهي ومحال تركيب الستلايت وبيع اكسسوارات المونديا ل يعيشون حالة من انتعاش سوقهم بحسب ما وصف كمال الذي يمتلك محلا لتركيب أجهزة البث الفضائي إذ قال انه باع منذ اسبوعين نحو 24 جهاز دنغل وهو صندوق الكتروني يعمل على فك تشفير القنوات ويتراوح سعره بين 1700 و5000 ليرة.

وعن سوق أعلام الدول المشاركة في التظاهرة العالمية لوحظ ان بيعها لا يقتصر على البسطات ومتاجر الهدايا والقرطاسية فحسب اذ يمكن مشاهدة اعلام معروضة للبيع في محال الملابس الجاهزة. وتحدث جورج بائع الملابس الجاهزة عن مضاعفة العمل في ورشة الخياطة التي يملكها لانتاج اكبر عدد من اعلام الدول المشاركة بقياسات قد تصل في طولها إلى سبعة امتار ليبيعها بالجملة بأسعار تتراوح بين 15 ليرة للعلم الصغير المخصص للسيارات و 700 ليرة للعلم الكبير المطبوع على الوجهين لاسيما اذا كان لأعلام البرازيل والمانيا باعتبارهما الأكثر طلبا.

بدورها تقول الهام وهي صاحبة محل لبيع القرطاسية والهدايا انها غيرت منذ شهر ملامح محلها كليا ليتناسب مع الحدث المرتقب مضيفة ان الوان الاعلام وتكديس الكرات الملونة وشعارات الفرق على الواجهة جعلت المكتبة مبهرة للعين تماما كما هو الامر في عيد الحب الفلنتاين .

وأوضحت أن معظم زبائنها من الطلاب الذين يشترون الاعلام والحمالات القطنية للمفاتيح على شكل بلوزة طبعت عليها شعارات فرق كأس العالم سعر الواحدة منها بين 50 و80 ليرة حسب الحجم اضافة إلى بيت للموبايل قطني يحمل الرسومات نفسها وسعره 85 ليرة.

وتبقى المقاهي المستفيد الاكبر من الحدث الكروي فإليها تركن الغالبية في تامين حضور المباريات المهمة وقضاء وقت صاخب وممتع مقابل ثمن مشروب او مشروبين في الساعة بحسب قانون صاحب المقهى وهو ثمن يتراوح بين 25 ليرة و200 ليرة للمشروب حسب نوعه وحسب موقع المقهى.

ويقول اسامة مالك احد المقاهي الشعبية التي تستعد للمناسبة انه اشترى ست شاشات تلفزيونية متوسطة الحجم سعر الواحدة منها 36 الف ليرة كما اشترى البطاقة الذكية التي يبلغ سعر بيعها للاغرض التجارية 35 الف ليرة مشيرا إلى أن سعر جميع المشروبات لديه لا يتجاوز 25 ليرة والاركيلة ب 100 ليرة وانه لا ينوي رفع السعر خلال المونديا ل املا في جذب اكبر عدد من الزبائن.

وتوقع ذوالفقار صاحب أحد مقاهي الانترنت المعروفة بدمشق تحسنا في الاقبال على حضور المباريات فيها وهي وسيلة لم تكن منتشرة من قبل لكونها تحتاج سرعة اتصال وحاليا أصبحت متوافرة نسبيا في العديد من هذه المقاهي.

وأضاف ان هذه الطريقة التي تدعى الشيرينغ او المشاهدة بالمشاركة وتتطلب بطاقة ستلايت خاصة بالكومبيوتر وتنزيل برنامج مشاهدة القنوات وان تأمين هذه المعدات يكلف نحو 4 آلاف ليرة مضيفا ان ثمن الساعة الواحدة 75 ليرة.

من ناحيته ارجع الخبير الاقتصادي الدكتور سهيل الحمدان ازدهار سوق فك التشفير إلى عدم وجود حماية للملكية الفكرية التي يدخل من ضمنها احتكار البث مضيفا في حديث لنشرة سانا الاقتصادية ان المونديا ل كحدث استثنائي يحصل مرة كل 4 أعوام يدفع المهتمين بالحدث إلى بذل الكثير ليستمتعوا به كاملا وحتى الاشخاص الحياديون بالنسبة لكرة القدم يحاولون غالبا تحقيق حد أدنى من المتابعة يجعلهم جزءا من أي نقاش محتمل حول هذه المباراة أو تلك أو على الاقل يعلنون انتماء إلى إحدى الفرق من باب عدم الاحراج نتيجة عدم متابعة هذه التظاهرة.

 

رزان عمران

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...