أين تنشط مجموعات فاغنر الروسية؟

28-06-2023

أين تنشط مجموعات فاغنر الروسية؟

لا يقتصر تواجد مجموعات “فاغنر” الروسية على أوكرانيا فقط، بل يمتد انتشارها إلى العديد من دول العالم لا سيما سوريا و مالي. وهي ليست الشركة العسكرية الروسية الخاصة الوحيدة، إذ كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن أنه جرى إنشاء العديد من هذه الشركات في روسيا خلال السنوات القليلة الماضية.

ورغم تزايد الحديث عنها، إلا أنه من الصعب تتبع نشاط مجموعة فاغنر وغيرها من الشركات العسكرية الروسية الخاصة بشكل دقيق، لأنها تعمل بشكل مستقل عن الحكومة الروسية والجيش الروسي. بيد أن مراقبين يقولون إن فاغنر تنشط في أكثر من 30 دولة.

أوروبا

منذ بدء روسيا توغلها العسكري في أوكرانيا أواخر فبراير/ شباط العام الماضي، تصدرت مجموعة فاغنر عناوين الصحف بشكل متزايد.

ويشار إلى أنها ظهرت على الساحة الدولية لأول مرة عام 2014 في منطقة دونباس بأوكرانيا، حيث دعمت مجموعات موالية لروسيا في مواجهة القوات الأوكرانية.

ومنذ ذاك الحين، تزايدت قوة وانتشار مجموعة فاغنر، فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة نُشرت في وقت سابق من هذا العام أنه من المؤكد “أن قوام فاغنر في أوكرانيا يصل إلى 50 ألف مقاتل أصبحوا عنصرا رئيسيا في الحرب”.

في المقابل، تحدث زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين عن وجود 25 ألف مقاتل.

الجدير بالذكر أن مجموعة فاغنر عمدت إلى توسيع عمليات التجنيد في صفوفها ليشمل ذلك سجناء سابقين وعناصر سابقة سيئة الصيت في الجيش الروسي.

فيما لعب مسلحوها دورا مهما في معركة السيطرة على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا وأعلنوا الانتصار في مايو/ أيار الماضي مع التعهد بتسليم المدينة إلى الجيش الروسي.

في إفريقيا

تنشط مجموعة فاغنر بشكل خاص في إفريقيا، إذ يُعتقد أنها تعمل لصالح روسيا في عدد من بلدان القارة السمراء.

السودان

يعتبر السودان من أكثر الدول الأفريقية تأثرا بروسيا، التي تحظى بنفوذ كبير، حيث تنشط مجموعة فاغنر هناك منذ سنوات وتدعم السلطات العسكرية.

ويقول مراقبون إن الهدف الرئيسي وراء تمركز عناصر فاغنر يتمثل في تأمين حصول روسيا على المواد الخام بما في ذلك الذهب والمنغنيز والسيليكون واليورانيوم.

وقد كشف وزير الخزانة الأمريكي السابق ستيفن منوشين في عام 2020 أثناء إعلانه عقوبات على بريغوجين، أن رئيس فاغنر وشبكته تستفيد من الموارد الطبيعية في السودان “لتحقيق مكاسب شخصية”.

وتزامن هذا مع تأكيد الولايات المتحدة على أن شركة “إم-إنفست” ومقرها سان بطرسبورغ تعد شركة روسية مرتبطة ببريغوجين، مضيفة أن الشركة كانت قد حصلت على امتيازات في عام 2017 من الحكومة السودانية السابقة لاستكشاف مواقع تعدين الذهب، فيما قام عناصرها بحراسة مناجم الذهب السودانية.

مالي

ولا يقتصر تواجد فاغنر في أفريقيا على السودان، إذ يمتد ذلك إلى مالي حيث تعاون قادة انقلاب عام 2021 مع المجموعة الروسية.

فيما دعا فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني باستخدام المرتزقة إلى إجراء تحقيقات في جر. ائم ارتكبها مسلحو فاغنر وقوات الحكومة المالية.

وأفاد بيان أممي صدر قبل عامين بأن خبراء الأمم المتحدة “حصلوا على روايات مثيرة للقلق عن تنفيذ القوات المسلحة وحلفاؤها في مالي، “عمليات تصفية مرو. عة ومقابر جماعية وعمليات احتجاز تعسفي واختفاء قسري”.

جمهورية أفريقيا الوسطى

قال السفير الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى في مقابلة اُجريت في فبراير / شباط الماضي: هناك 1890 “مدربا روسيا” في هذا البلد الأفريقي، حيث تم إرسال مسلحي فاغنر إلى البلاد في صورة مستشارين ومدربين عسكريين في مهام شملت الإشراف على الخطط الأمنية الخاصة برئيس البلاد فوستين أرشانج تواديرا.

وفي مقابل هذا الدعم، حصلت مجموعة فاغنر على عقود لاستخراج الموارد الطبيعية مثل الماس والذهب والأخشاب.

أمريكا اللاتينية

فنزويلا

ذكرت وكالة رويترز أن عناصر فاغنر تنتشر في العاصمة الفنزويلية كراكاس منذ عام 2019، فيما قام مسلحو فاغنر بتدريب قوات النخبة الفنزويلية.

الجدير بالذكر أن فنزويلا وروسيا تتمتعان منذ سنوات بعلاقات قوية، سواء على صعيد التعاون الاقتصادي أو العسكري. إذ تعد روسيا واحدة من أكبر الدائنين للحكومة الفنزويلية بتقديمها قروضا بقيمة 17 مليار دولار منذ عام 2006.

ولا يتوقف الأمر على ذلك، إذ تولي روسيا اهتماما بالغا لتأمين إمدادات النفط في فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم.

آسيا

ذكرت مؤسسات بحثية عديدة أن مجموعة فاغنر تنشط في بلدان آسيوية، إذ أفاد تقرير صدر عن شركة “مولفار” الأوكرانية للاستشارات، أن 37 شركة عسكرية روسية تعمل في الخارج.

وقد كشفت التحقيقات الصحفية والبحثية عن وجود ارتباط بين العناصر التي تعمل لصالح شركات عسكرية روسية في دول مثل سريلانكا من جهة وبين فاغنر من جهة أخرى. وأشارت التحقيقات إلى أن شبكة الاتصالات بين هذه الكيانات معقدة للغاية.

الشرق الأوسط

سوريا

أكدت تقارير انتشار مسلحي فاغنر لأول مرة في سوريا أواخر عام 2015.

وبمرور الوقت، بات مسلحو فاغنر يحاربون مع القوات الروسية المنتشرة في سوريا.

ومنذ بدء الحرب الروسية في أوكرنيا، أصاب الجمود الساحة السورية، إذ جرى سحب العديد من المسلحين الروس بما في ذلك عناصر فاغنر من بلدان الشرق الأوسط لصالح المعارك في أوكرانيا.

ويقدر الخبراء أن عدد مسلحي فاغنر في ذروة انتشارهم في سوريا قد وصل إلى خمسة آلاف مسلح.

ليبيا

يعود انتشار فاغنر في ليبيا إلى عام 2014بعد الانقسام والتناحر السياسي والاقتتال الداخلي الذي يعصف بالبلاد منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي، وهو ما أسفر عن وجود حكومتين في شرق البلاد وغربها.

وتؤيد مجموعة فاغنر حكومة شرق ليبيا والمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، حيث توفر عناصرها الدعم والتدريب العسكري، وشاركت بشكل علني في الهجوم الذي استهدف حكومة غرب ليبيا في طرابلس عام 2019.

بيد أن عدد عناصر فاغنر المنتشرة في ليبيا غير واضح، إذ قدرت تقارير العدد بألفي عنصر، لكن اللافت أن فاغنر استفادت من تواجدها في ليبيا لتوسيع عملياتها في دول أخرى مثل السودان.

سيليا تومس/ م.ع – بتصرف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...