قمة بغداد..مشروع "الشام الجديدة"

28-06-2021

قمة بغداد..مشروع "الشام الجديدة"

أكد بيان قمة بغداد على تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. 

وأشار بيان القمة التي انطلقت صباح أمس الأحد، في العاصمة العراقية بغداد، والتي تجمع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، إلى أنه تمت مناقشة ملفات سياسية واقتصادية، والتأكيد أن حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم بالمنطقة.

وشدد بيان القمة على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بناء على قرار مجلس الأمن 2245، مضيفاً "ضرورة خروج القوات الأجنبية كافة والمرتزقة من ليبيا".

ولفت إلى "دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي يحقق الأمن والاستقرار في اليمن"، مشيراً إلى "التمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

كما أكدت القمة "أهمية التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة".

كذلك شددت على "ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث".

وعن سد النهضة، ذكر بيان القمة أنه "يجب دعم مواقف مصر والسودان في قضية سد النهضة وضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية".

وأشار إلى "استعدادات الحكومة العراقية في التهيئة للانتخابات البرلمانية".

من جهتهم، أشاد كل من قادة الأردن ومصر بجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب وتصديها لتنظيم داعش الإرهابي، وبتضحيات الشعب العراقي.

أما قادة العراق ومصر أعربوا عن تقديرهم لجهود الأردن الحثيثة والمتواصلة لوقف الإنتهاكات والإعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، وباقي الأراضي الفلسطينية، بما فيها جهود الأردن في وقف الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ووقف إطلاق النار واستعادة التهدئة. 

وأكد القادة على التمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعي لتحقيق المصالح المشتركة، مشددين على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدان الثلاثة بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز العمل العربي المشترك ويحفظ الأمن والإستقرار في المنطقة.

بدوره، أكد رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، ضرورة التنسيق بين بلاده والأردن ومصر لمواجهة ما وصفها بـ"التحديات".

ورحب خلال كلمته في مؤتمر صحافي مشترك، مع وزير الخارجية الأردني والمصري، "بضيفي العراق، الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي في بغداد"، قائلاً إن "هذه الزيارة هي رسالة مهمّة إلى شعوبنا بأننا متعاضدون ومتكاملون من أجل العمل لخدمة شعوبنا وشعوب المنطقة".

أما وزير الخارجية​ ​الأردني ​أيمن الصفدي​، فقال إن "القمة الثلاثية جاءت لتعزيز التكامل بين الدول ومن أجل تحقيق الأفضل للشعوب، ونقف معاً في مواجهة التحديات المشتركة".   

من جانبه، قال وزير خارجية مصر سامح شكري، إن الهدف الأساسي من القمة تعزيز القدرات الاقتصادية لمصر والأردن والعراق، مشيراً إلى أنه في لقاء اليوم كان هناك توافق تام بخصوص جميع المسائل الأمنية والاقتصادية التي طرحت.

 

«الشام الجديد»

يفترض أن يربط مشروع الشام الجديد العراق بمصر، اقتصادياً من خلال الأردن. وينصّ المشروع على مدّ خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق، وصولاً إلى ميناء العقبة في الأردن حيث سيُصدّر النفط منه إلى مصر.
وبدأت الفكرة الأولى لهذا المشروع كتفاهمات سياسية واقتصادية بين مصر والعراق، وانضم إليهما لاحقاً الأردن. ومبدأ «الشام الجديد» هو الاعتماد على العراق كمصدر للنفط، وعلى مصر كمصدر كبير للطاقة البشرية، وعلى الأردن كحلقة وصل بين البلدين.


وكان الكاظمي قد أعلن عن مشروع «الشام الجديد»، لأول مرة، خلال زيارته للولايات المتحدة، في آب الماضي، وقال حينها لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنه يعتزم الدخول في مشروع استراتيجي يحمل هذا الاسم، موضحاً أنه مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي، يجمع القاهرة ببغداد، وانضمت إليه عمان، لتكوين تكتل إقليمي قادر على مواجهة التحديات.


في المحصّلة سيتدفق النفط العراقي إلى الأردن ومصر بأسعار تفضيلية بحسومات تصل إلى 16 دولاراً للبرميل الواحد على أساس السعر المتداول، فيما سيستورد العراق الكهرباء من مصر والأردن، ويعمل على استقطاب الاستثمارات من أجل إعادة الإعمار، إضافة إلى إنشاء مناطق صناعية كبيرة.


كما أعلن العراق خططه لإنشاء خط أنابيب، يستهدف تصدير مليون برميل يومياً من الخام العراقي من مدينة البصرة في جنوب البلاد إلى ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر. ومن المخطط للمشروع أن يمتد الأنبوب من غرب بحيرة الثرثار شمال غرب العاصمة بغداد، ويمتد عبر محافظة الأنبار إلى ميناء العقبة على البحر الأحمر، وستبدأ مصر بتخطيط مسار الأنبوب الممتد من العقبة إلى سيناء عبر البحر.


وفي هذ الصدد، وقّعت مصر مع العراق 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف القطاعات، في شباط الماضي، في النفط والطرق والإسكان والتشييد والتجارة، بعدما وافق مجلس الوزراء العراقي، في كانون الأول، على تجديد عقد إمداد الهيئة المصرية العامة للبترول بإجمالي 12 مليون برميل من خام البصرة الخفيف لعام 2021.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...