"شمّة هوا" في تركيا لطيار سوري متقاعد تتحول لـ"هروب بطائرة هيلوكبتر"

27-03-2012

"شمّة هوا" في تركيا لطيار سوري متقاعد تتحول لـ"هروب بطائرة هيلوكبتر"

لم يكن يعلم الطيار السوري المتقاعد (ح)، الذي سبق له أن خدم في مطار حميميم في الساحل السوري، بأن رحلته التجارية إلى إحدى المدن التركية (فضلا عن كونها "شمة هوا" بالتعبير الشعبي السوري عندما يسافر السوريون إلى تركيا)، ومشاهدته من قبل أحد المعارضين، سوف تصنع منه "منشقا هاربا بطائرة هيلوكبتر" تتحدث عنها جميع وسائل الإعلام.

انشغلت وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية بخبر هبوط طائرة هيلوكبتر تابعة للسلاح الجوي السوري في الأراضي التركية وعلى متنها طاقم مؤلف من ثلاثة أشخاص هم الطيار ومساعده وفني، وهو ما نفته الخارجية التركية، ولكن ما هي القصة الحقيقة لما جرى ؟

البعض ذهب بعيدا وأكد أن الهبوط "كان فرارا لقائد الطائرة ومساعده إلى الأراضي التركية بعدما ضاق زرعا بالنظام"، والبعض الآخر سارع بالقول إن "المروحية السورية تم إسقاطها على أيدي الثوار في منطقة جبل الزاوية"، فيما قال آخرون إن الحوامة قد سقطت بعدما نفاذ الوقود.

تريثنا كثيرا ، رغم المعلومات المتضاربة التي كانت تأتينا من هنا وهناك حول هذا الموضوع، فكان لا بد من متابعة هذا الأمر وملاحقته وتوصلنا الى ما يلي :

لا توجد طائرة هيلوكبتر أسقطت أو هبطت في تركيا أبدا، وهذا ما أكدته السلطات التركية نافية خبر هبوط أو تحطم المروحية على أراضيها. إذن، ما هي القصة الحقيقية لهذا الخبر ؟ ومن وراءه ؟ ولماذا أذاعته فضائية عربية على أنه خبر مؤكد ؟ 

القصة الحقيقية هي أن أحد الضباط المتقاعدين (عقيد متقاعد) من السلاح الجوي السوري ونرمز الى اسمه بحرف (ح)، كان يعمل في في الماضي في مطار "حميميم" السوري كقائد سرب على الحوامات الإنقاذية البحرية، وشوهد في مدينة اسطنبول التركية وبالتحديد وفي شارع "تكسيم" أو "تقسيم"، حيث يتواجد فيه الكثير من السوريين. وهناك تعرف بالصدفة على أحد أبناء بلدته الساحلية وحصل عناق وسلام وكلام وكان برفقة الضابط المتقاعد شقيق زوجته. وبعد انتهاء اللقاء طار الخبر إلى إحدى "تنسيقيات الثورة" بأن العقيد طيار (..) قد شوهد في اسطنبول وهو قائد طائرة هيلوكبتر وقائد سرب أيضا دون الإشاره الى تقاعده منذ زمن طويل من الخدمة.

وهكذا تطور الكلام من مشاهدة إلى هروب إلى انشقاق ثم إلى الحديث عن نوع طائرة هيلوكبتر التي حطت في النهاية خبرا على فضائية عربية، ويذاع خبر هبوطها أو تحطمها في تركيا .

وبالعودة الى الطيار المتقاعد فهو يعيش الآن بين نارين: هل يعود الى سوريا بعدما أنهى رحلته التجارية وهو يخشى الآن من الاعتقال بسبب ما قيل عن هروبه ؟ أم يبقى في تركيا لاجئا وهو لا علاقة له بالسياسة وبما يجري من قريب أو بعيد.

وكانت وزارة الخارجية التركية نفت هروب طيار سوري بطائرة هيلوكبتر إلى تركيا.

المصدر: سيريا بولتيك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...