اللاجئون السوريون يحيون «هالويين»: «الرعب» المفرح!

02-11-2015

اللاجئون السوريون يحيون «هالويين»: «الرعب» المفرح!

تمتلئ صفحات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بصور الاحتفالات بـ «عيد الهالووين»، الذي يمثل طقساً غربياً بالنسبة إليهم، لتغزو الصور التنكرية المرعبة لمصاصي الدماء والسفاحين و «الجوكر» وغيرهم صفحاتهم، وتشكل فرصة للترفيه والاندماج رغماً عن الحرب.(عن "فايسبوك")
ويعتبر «الهالووين» أحد الأعياد الغربية الشعبية التي يقوم فيها العامة بتزيين المنازل والشوارع باليقطين المزخرف والألعاب المرعبة والساخرة، كما يتنكر الجميع من كبار وصغار «لكي لا تعرفهم الأرواح الشريرة»، حيث تقول الأسطورة إن كل الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض، وتسود وتموج حتى صباح اليوم التالي.
وفي وقت وصل فيه «تمدد» السوريين اللاجئين الفارين من الحرب إلى البلدان الأوروبية، ضمن دفعات اللجوء المتتالية التي ما زالت مستمرة نحو بلدان أوروبا الغربية، والدول الاسكندنافية، وجد السوريون في عيد «الهالووين» فسحة للترفيه عن النفس والاندماج في المجتمع، وممارسة طقس هربوا من جحيمه، ولكن هذه المرة بشكل «لطيف وسعيد».
ويقول مرهف، وهو لاجئ سوري في ألمانيا: «لقد هربنا من الرعب في بلادنا، فوجدناه أمامنا». ويتابع «فجأة وجدت نفسي أقوم بالتنكر والاحتفال مع الألمان، لقد كانت تجربة جميلة».
بدورها تقول مريم، ابنة مدينة الرقة، التي لجأت إلى هولندا في حديث لـ «السفير»: «هنا لا يعرفون الرعب الحقيقي، إنهم يظنون هذه الأشكال المضحكة مرعبة. إنها أزياء مضحكة ليس إلا، مقارنة بما عشناه في سوريا في ظل سيطرة داعش».
أما سامر، ابن مدينة حلب، الذي يعيش حالياً في السويد، فيرى أن «هذه التجربة تفيدنا في تحقيق الاندماج بشكل أكبر في المجتمع الغريب الذي لجأنا لنعيش فيه، كما أنها تساعد على تغيير مفاهيم عديدة ألصقها الإرهاب في عقولنا وعقول أطفالنا، فهذه الأزياء التنكرية المرعبة تتحول فجأة للمرح والضحك، وتجلب للأطفال الحلوى والشوكولاتة، بدلاً من الأمراض النفسية التي ألمّت بنا وبأطفالنا».
ورداً على احتفال قسم كبير من السوريين اللاجئين في أوروبا بـ «الهالووين»، تناقل مواطنون سوريون مقيمون في الداخل السوري صوراً ساخرة للتعبير عن مشاركتهم في هذا العيد.
وتناقل عدد كبير من المواطنين صوراً لعناصر من التنظيمات الإرهابية مقرونة بعبارة «هابي هالووين»، في دلالة على أن السوريين في الداخل لا حاجة لتنكرهم في ظل وجود هذا العدد الهائل من «القتلة والسفاحين»، وفق تعبير عدد من الناشطين السوريين.
وعلى الرغم من توافق السوريين الموجودين في أوروبا والسوريين الموجودين داخل سوريا على الاحتفال بـ «الهالووين»، كلٌ على طريقته، إلا أن النظرة المتباينة في وجهات النظر حول الموضوع تبدو ظاهرة بشكل كبير، فبينما يرى سوريّو الداخل «الهالووين» فرصة للسخرية من موت حقيقي يحيط بهم، يعتبر أولئك الموجودون في أوروبا هذه المناسبة فرصة للمرح واللهو، فحتى الرعب «قد يتمكن من زرع السعادة»، وفق تعبير كثيرين.

نينار الخطيب

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...