غابات الجزائر لا تزال مشتعلة: الاتهامات أحرقت شاباً أيضاً
لا تزال الغابات الجزائرية مشتعلة في واحدة من أشد حرائق الغابات تدميراً في تاريخ البلاد، حصدت أرواح 69 شخصاً وشردت المئات. ولا تزال الدولة الجزائرية في حالة تعبئة كاملة لمواجهة الحرائق، والسيطرة عليها.
وبالتوازي مع تحرك الجزائر في إخماد الحرائق، أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الخميس، أن سلطات بلاده اعتقلت 22 شخصاً يشتبه في ضلوعهم في إضرام مجموعة حرائق الغابات، من بينهم 11 في ولاية تيزي وزو، وأربعة في عنابة والبقية في ولايات المدية وجيجل وعين الدفلى والمدية.
كما أكد تبون، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء، أن «جزءاً من الحرائق سببه الأحوال الجوية، لكن أغلبها بأياد إجرامية، كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية لوكالة الفضاء الجزائرية».
ووصف تلك الحرائق بأنها كارثة، وحث على الحفاظ على الوحدة الوطنية. كما اعتبر النائب العام في تيزي وزو، عبد القادر عمروش، أن الدليل على أن الحرائق فعل إجرامي هو «اشتعال النيران يوم 9 آب، في آن واحد وفي نقاط غابية مختلفة».
تزامنت تكهنات الحكومة الجزائرية، بافتعال الحرائق، مع قيام بعض سكان ولاية تيزي وزو، الأربعاء، بالاعتداء على شاب ثم حرقة حياً، ظناً منهم بضلوعه في إشعال الحرائق. لكن القضاء الجزائري سارع في فتح تحقيق في الواقعة، بينما أصدرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بياناً، قالت فيه إنها تطلب التحقيق حتى «لا تمر هذه الجريمة البشعة من دون عقاب».
كما أعلنت الحماية المدنية، في بيان، الخميس، أن فرقها لا تزال «تعمل على إخماد 92 حريقاً عبر 16 ولاية»، معظمها في تيزي وزو. بدوره، حذّر المتحدث باسم الحماية المدنية، النقيب نسيم برناوي، من أن الرياح التي تهبّ حالياً يمكن أن تزيد انتشار الحرائق.
وفي هذا السياق، استخدم الجيش الجزائري ست طائرات هليكوبتر لإخماد النيران، بمساندة من طائرتي إطفاء مستأجرتين من الاتحاد الأوروبي، بدأتا العمل منذ صباح الخميس. وذكر تبون أن الحكومة ستتسلم طائرتين إضافيتين من إسبانيا، الجمعة، وثالثة من سويسرا، خلال الأيام الثلاثة المقبلة. كما أكد الرئيس تبون أن هنالك 3000 رجل إطفاء يشاركون في إخماد الحرائق، بمساندة مروحيتين من المجموعة الجوية التابعة للحماية المدنية و 6 مروحيات تابعة للجيش، كما أشاد بإرسال المحافظات والأقاليم الأخرى مساعدات للمناطق المتضررة، مثل الغذاء والدواء والتبرعات ومواد أخرى.
وفي هذا الإطار، تم تنكيس الأعلام على المقار الحكومية والهيئات الرسمية في العاصمة، في اليوم الأول من الحداد الوطني. كما نقل التلفزيون الحكومي، عن رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، أن «جرد الخسائر يبدأ اليوم من دون انتظار إخماد كل الحرائق»، ووعد «بتخصيص ميزانية خاصة لتعويض الضحايا». كما زار رئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة، الأربعاء، وحدات الجيش في ولايتي تيزي وزو وبجاية لتعزية العساكر الذين فقدوا رفاقهم الـ28.
وفي ردود الفعل الدولية على الكارثة الجزائرية، أرسلت فرنسا طائرتي إطفاء إلى منطقة القبائل، الخميس. كما أعربت المغرب، في بيان لوزارة الخارجية، عن استعدادها إرسال طائرتين للمساعدة في إطفاء الحرائق «إذا وافقت السلطات الجزائرية»، على الرغم من توتر العلاقات بين الدولتين بسبب قضية الصحراء الغربية.
إضافة تعليق جديد