جديد التجسّس السيبيري: حيل جنسيّة وفضائح أخرى

04-03-2014

جديد التجسّس السيبيري: حيل جنسيّة وفضائح أخرى

فضيحة جديدة تهزّ أروقة مركز الاتصالات الحكومية البريطانية. بعد سلسلة الوثائق المسرّبة التي كشفت تورّط المركز، إلى جانب «وكالة الأمن القومي الأميركية»، في التجسُّس على الاتصالات واختراق البرامج الذكية، كشفت مجلّة «ذا إنترسبت» وثائق جديدة، وحقائق تجسسية من نوعٍ آخر: المركز البريطاني يخرق الفضاء الالكتروني بهدف «التلاعب والخداع وتشويه السمعة»، وذلك بالتعاون مع نظيرته الأميركية.
«لطالما اتُّهم من يقتنع بهذه الحقائق بكونه من دعاة نظرية المؤامرة»، هذا ما أكدّه مؤخراً الصحافي الأميركي غلين غرينوالد، المولج نشر الوثائق المسربة من قبل المستشار السابق لدى وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن. أماطت الوثائق الجديدة اللثام عن اختراق المركز الحكومي البريطاني لمواقع ومنتديات وحسابات خاصة، بهدف رصد أهدافٍ في أحيانٍ، والإيقاع بها أحياناً أخرى. وكشفت أنَّ الوحدة المتخصِّصة في هذا العمل، تراقب موقعي «يوتيوب» و«بلوغر»، وتستخدم فيروسات مدمّرة، إضافةً إلى لجوئها للابتزاز الجنسي. وسبق للوحدة أن استهدفت غرفة محادثات تابعة لمجموعة أنونيموس المتهمة بالقرصنة لغايات سياسية، ما أدى الى إقفالها نهائياً.
بحسب الوثائق التي نُشرت في مجلّة «ذي انترسبت» الإلكترونيّة قبل أيّام، تستخدم الوحدة أسلوبين أساسيين في خرقها لخصوصية المستخدمين على الانترنت. الأوّل، إدخال بيانات ومواد مزوّرة بهدف تشويه سمعة المستخدمين/الأهداف. والثاني، استخدام تقنيات العلوم الاجتماعية والانسانية بهدف التلاعب والسيطرة على النشاط الافتراضي، السياسي في معظم الأحيان.
إحدى الوثائق التي تنشرها المجلّة، تُظهر التكتيك المتبع في عملية «تشويه سمعة الهدف» في حالة الأفراد. من بين الخطوات المتبعة بحسب الوثيقة: الفخّ الجنسي، تغيير صورة الهدف على الشبكات الاجتماعية، إنشاء مدونة تزعم أنّها لإحدى ضحاياه. وفي حال كان المستهدف شركة، تتحول الخطوات إلى تسريب معلومات سرية إلى شركات أخرى، نشر معلومات سلبية عنها في المنتديات، وغيرها.
قبل أسابيع، نشرت شبكة «أن بي سي» تقريراً بالتعاون مع غيرنوالد حول الموضوع عينه، ذكرت فيه أنّ العملاء البريطانيين قد طوروا «خدعاً قذرة» لاستخدامها ضدّ الدول، والقراصنة، المنظمات الإرهابية والمجرمين. الأساليب المعتمدة لتحقيق تلك الأهداف، هي استحداث فيروسات، التجسس على الصحافيين والديبلوماسيين، مراقبة الهواتف وأجهزة الكومبيوتر، وصولاً الى استخدام الحيل الجنسية. «أن بي سي» قالت ان هذه العمليات تأتي في إطار مهمة أوسع، وهي الهجوم على الأعداء والخصوم بدءاً من إيران وصولاً إلى الناشطين القراصنة.
ما تفعله الاستخبارات في الفضاء السيبيري، لا يتوقّف عند هذا الحد. إذ إنّ الاعتداءات على الخصوصية لم تستهدف فقط «الأعداء» أو «الإرهابيين» أو حتى القراصنة. إذ يكشف الخبراء أن هناك مواطنين عاديين كانوا ضحيةً للخدع الاستخباراتية، بسبب آرائهم السياسية التي يعبرون عنها على الانترنت. وتشير الوثائق إلى أنَّ المركز يستهدف سيكولوجية الفرد في حال استهداف الاشخاص فيتم اللجوء الى الابتزاز وتشويه السمعة وإطلاق الشائعات. أمّا في حالة المجموعات والشركات فتركّز العمليّة على الإعلام والبروباغندا. «ذي انترسبت» وجهّت اسئلةً حول الموضوع الى مركز الاتصالات الحكومية البريطانية، من بينها ما إذا كان المركز ينشــر معــلومات وبيانات مزوّرة بهدف تشويه السمعـــة بالإضافة إلى سؤال عن محاولته السيطرة على الخطاب السياسي أونلاين. المركز رفض الاجابة عن تلك الأسئلة، معتبراً أنَّه لا يستطيع التعليق على الأمور الاستخباراتية، مؤكداً أن المركز يعمل ضمن إطارٍ قانوني.
في الإطار ذاته، نشرت «ذا غارديان» البريطانية وثائق أخرى تكشف تجسس المركز على 1.8 مليون مستخدم لخدمة «ياهو» للمحادثات عبر كاميرات الويب الخاصة بهم، بدءاً من العام 2008 ضمن برنامج للمراقبة يدعى «أوبتك نيرف» (العصب البصري). عملية التجسس جاءت عشوائية، ولم تستهدف أفراداً بعينهم، لكنها سعت لرصد «أهداف» جديدة. كما ركّزت بشكلٍ رئيسي على حفظ صورٍ عارية ضمن محادثاتٍ جنسية قام بها مستخدمون. من جهتها نفت «ياهو» تعاونها مع أي جهةٍ أمنية، مؤكدةً لموقع «ماشبل» أنها ستقوم بتشفير جميع خدماتها خلال الأشهر المقبلة.
إجراءات التشفير الجديدة لن تقتصر على «ياهو»، إذ تسعى شركات اتصالات عملاقة إلى إطلاق أجهزة ترمي إلى «التواصل الآمن». أحدث المنتجات في هذا الإطار، هو هاتف «بلاك فون» الذي نتج من تعاونٍ بين شركة سايلنت سيركل لبرامج الحماية وشركة جيكس فون الاسبانية. الهاتف يعتمد على نظام أندرويد ويقوم بتشفير النصوص والمكالمات الصوتية والفيديو.

جوي سليم

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...