باسل الخطيب لن يخرج الجزء الثاني من «الغالبون»

27-10-2011

باسل الخطيب لن يخرج الجزء الثاني من «الغالبون»

بعد عرض الدراما الوطنية «الغالبون» عبر «المنار»، في رمضان الفائت، بدأ الحديث عن الانفصال المهني بين القناة ومخرج المسلسل باسل الخطيب، وسط تأويلات واجتهادات حول ما إذا كان الخطيب سيتولى إخراج الجزء الثاني، الأمر الذي حسمه الخطيب بقوله بأن لا نية لديه لإخراج الجزء الثاني، فيما أبلغ المدير العام لقناة «المنار» عبد الله قصير  أن لا شيء نهائيا بعد على هذا الصعيد، وهو الأمر الذي وافقه عليه مدير «مركز بيروت الدولي للإنتاج» بلال زعرور.
وفيما توالت الأخبار عبر وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن اختيار «مركز بيروت الدولي للإنتاج» المخرج اللبناني سمير حبشي، للتعاون معه في الجزء الثاني، ينفى مدير المركز بلال زعرور  الأمر، مشيرا الى أن «الأولوية تبقى للخطيب، وحقه محفوظ،مشهد من «الغالبون» لكن هذا لا يمنع أن نجري اتصالات مع عدد من المخرجين وخصوصا اللبنانيين لنستشف بعض الآراء، لأن كلفة الفريق السوري كانت مكلفة بالنسبة لنا»، جازماً بأنه «لم يتم الاتفاق مع أي مخرج بتاتا حتى اليوم بصدد تنفيذ الجزء الثاني من المسلسل».
لكن ما هي الأسباب التي دفعت باسل الخطيب الى رفض إخراج الجزء الثاني من «الغالبون»، رغم النجاح الذي حققه الجزء الأول؟
يقول الخطيب : «أسعدني كثيراً النجاح الكبير الذي حققه «الغالبون»، وأشعر بالاعتزاز لأنني قدمت جانباً من هذه الملحمة البطولية والإنسانية الرائعة.. فهذا وحده هو الأساس. لكن لأنني أعرف من خلال ما سبق، العقلية والدوافع التي ستعمل على استكمال الأجزاء الباقية، فقد آثرت ألا أكمل العمل في الجزء الثاني، بعد أن حدثتني إدارة «المنار» بشأنه، متمنياً للعاملين الاستفادة من أخطاء التجربة الأولى، لأن التحدي لن يكون سهلاً».
ويشير الى أنه وافق على الجزء الأول لقيامه بمشاريع سابقة تحمل طابعاً وطنياً وقومياً: «ناصر»، «أسد الجزيرة»، «عائد إلى حيفا»، و«أنا القدس»، ولقناعته بأن الإعلام التلفزيوني والدراما خصوصاً، يمكن أن يساهما بشكل فعال في التعبير عن القضايا الوطنية.
ويلفت الى أنه «كان من المقرر أن يخرج الجزء الأول في رمضان 2010، لكنني أقنعت الجهة المنتجة بضرورة تأجيل التصوير كي يأخذ السيناريو حقه من الإغناء الدرامي والفكري، وأن يتم تشذيبه من الخطابات السياسية والدعائية المباشرة، والفجة في معظمها. من ناحية أخرى، لأنني أرفض أن يكون عملي منبراً لأي دعايات سياسية أو مذهبية، فأنا في النهاية مخرج عربي وأعتز بقوميتي، وعندما أقدم عملاً ما، أتوجه به إلى الجمهور العربي في كل مكان، وكانت موافقتي لإخراج المسلسل مرهونة باستبعاد كل ما من شأنه أن يحوله لشكل من أشكال الدعاية المباشرة لأي طرف كان».
ويقول الخطيب: «خلال التصوير قمت وفريق العمل السوري الذي يرافقني عادة (فريق الإخراج والتصوير والإضاءة والصوت والمونتاج)، بالتعاون مع فريق العمل اللبناني الشقيق، لتقديم أفضل ما لدينا، متحملين في أحيان كثيرة عدم استجابة إدارة الإنتاج والمسؤولين المباشرين عن العمل في توفير الشروط المتفق عليها، بدءاً من التقيد بمواعيد التصوير وتأمين مواقع التصوير المطلوبة والملابس المناسبة للفترة الزمنية والمجاميع ومتطلبات المشاهد من آليات وعتاد عسكري، بحيث كنا نضطر إلى ايجاد حلول قسرية لكثير من المشاهد كي لا يتعطل سير العمل، بالإضافة إلى ظروف الإقامة السيئة خلال أشهر التصوير، في أماكن تفتقد الحد الأدنى للمعيشة. وكان المشرفون المباشرون، متفقين معي حول هذا الوضع راجين أن نتحمله بحجة أنها التجربة الأولى لهم على مستوى انتاج مماثل.. وعود كثيرة كانت تقطع لتلافي التقصير والإهمال من دون أي نتائج فعلية».
ويضيف: «مع انتهاء التصوير والمونتاج، وبعد أن شاهدت لجنة رقابية متخصصة تابعة للجهة المنتجة النسخة الأولى من المسلسل، طُلب إلي إجراء جملة من التعديلات بالمونتاج، منها ما كان منطقياً وممكناً، ومنها ما كان متعذراً، لأنه بحاجة إلى إعادة تصوير، واقحام بعض المقولات السياسية الخطابية والمباشرة، التي تنأى بالمسلسل عن مضمونه وتتنافى مع طبيعة العمل الفني، فرفضت ذلك بشكل قطعي».
ويستغرب الخطيب «أن يبقى سيناريو لدى الجهة المنتجة أكثر من عامين لقراءته ومراجعته من قبل المختصين، ومع ذلك لا يصل إلى صيغة نهائية ومتفق عليها، بحيث يستمر العمل الارتجالي عليه وإضافة مشاهد وحذف أخرى حتى آخر أيام التصوير، وليبقى الاختلاف في وجهات النظر واضحاً حتى ضمن المعنيين أنفسهم. وهو ما انعكس جلياً على النتيجة النهائية للعمل بحيث ان بعض المشاهد المصورة بحضور ومتابعة مختصين بالرقابة الشرعية والعسكرية، تم حذفها بشكل مفاجئ خلال العرض، ما أربك المشاهد في فهم ترابط أحداث معينة بالمسلسل».
وعن الناحية الترويجية للمسلسل، يقول: «لم أعرف جهة انتاجية تعاملت يوما مع مشروعها بهذه اللامبالاة الصادمة.. إذ ان كل الاتفاقات الأولية، بأن يحظى المسلسل بتغطية إعلامية وإعلانية تتناسب وأهميته، ذهبت أدراج الرياح .. حتى على مستوى تصميم البروشورات المليئة بالأخطاء، والأفيشات والإعلانات الطرقية الباهتة وغير المؤثرة، مع إغفال كامل فيها للقسم الأكبر من الفنانين والنجوم اللبنانيين».
ويتحدث الخطيب عن أجواء التوتر التي خلفتها كل هذه المواقف، والوصول مع القائمين على الإنتاج إلى طريق مسدود، «دفع بالبعض منهم لاحقاً، مع الأسف، إلى شن نوع من الحرب ضدي، لدرجة الاتصال بإدارة أحد المهرجانات التي كانت قد وجهت لي دعوة لتكريمي عن المسلسل، والضغط عليها لإلغاء التكريم»!
ويشكر الفنانين اللبنانيين الذين تحملوا ظروف التصوير الشاقة، كما يشكر المدير العام لـ«المنار» عبد الله قصير، الذي «كان عبر هذه التجربة الصعبة صوتا للعقل والحكمة، وبذل، رغم مسؤولياته الكبيرة الأخرى، كل ما بوسعه لتذليل العقبات التي كانت تعيق عملنا».
سألنا عبد الله قصير عن تعليقه حول انتقادات الخطيب، فاعتبر أن الموضوع كله غير «محرز»، وأن أي تعاون بين فريقين على مدى أشهر، من شأنه أن يولد اختلافات في وجهات النظر، مستغربا الحديث عن مثل هذه الانتقادات للإعلام.
ويقول: «نحن نفتخر بالتجربة مع باسل الخطيب، وجرى تكريمه بعد إنجاز العمل. كما أنه تحدث بشكل ايجابي جدا عن القناة وعن التعاون معها، في حفل إطلاق «الغالبون» على أبواب رمضان الماضي».


فاتن قبيسي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...