إسرائيل تطلق مناورتها الكبرى

07-04-2008

إسرائيل تطلق مناورتها الكبرى

بدأت اسرائيل امس مناورة تستمر خمسة أيام، هي الأكبر في تاريخها، تستهدف فحص مدى جهوزية الجبهة الداخلية في مواجهة أي هجوم بأسلحة تقليدية أو كيميائية أو بيولوجية، وذلك في إطار استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية، في وقت ذكرت صحيفة «معاريف» أن الدولة العبرية تبني في حيفا أول مستشفى محصن من هجوم نووي.
وأفادت وزارة الدفاع الاسرائيلية، على موقعها على شبكة الانترنت، بأن «أكبر مناورة في الجبهة الداخلية في تاريخ اسرائيل، بدأت هذا الصباح (امس)، بافتتاح غرفة مركز القيادة الحكومية للحرب» مضيفة أن «مجالات مختلفة من الجبهة الداخلية، بينها السلطات المحلية، وقيادة الجبهة الداخلية، ومكاتب حكومية، وفرق بحث وإنقاذ، ستشارك في المناورة على الحالات الطارئة، التي تستمر خمسة أيام». وتابعت أن «المناورة تستهدف تحسين مستوى الجهوزية لدى مختلف الهيئات، من أجل التعامل مع أوضاع طارئة، مثل هجمات صاروخية على مناطق مختلفة في الدولة».
وأوضحت الوزارة أن «ذروة المناورة ستكون صباح الثلاثاء، حين ستطلق صافرة إنذار في أنحاء إسرائيل تستمر دقيقة ونصف، باستثناء سديروت والبلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. إن صافرة الإنذار ستكون مؤشرا الى انطلاق مناورة واسعة النطاق للحالات الطارئة، في المؤسسات التعليمية. سيتم توجيه التلاميذ الى الملاجئ القريبة، كما ستخصص ساعة لتدريس الإجراء المناسب خلال أوضاع طارئة» مشيرة الى أن «قائدا في الجبهة الداخلية سيقيّم طريقة تعامل السلطات المحلية مع الوضع الطارئ».
وطلبت الإذاعتان العامة والعسكرية، صباح أمس، من السكان التحقق من الملاجئ، تحت شعار «الحماية تكمن في الاستعداد». والمناورات، التي دعيت «نقطة تحول 2»، تستهدف توفير ردود على حرب محتملة، وظروف طارئة أخرى، بينها هجوم إرهابي كبير، وهجمات وهمية على مدن بصواريخ تحمل قذائف تقليدية ورؤوسا حربية كيميائية وبيولوجية، أو كارثة طبيعية.
وتشرف على المناورة «السلطة الوطنية للطوارئ»، وهي هيئة مرتبطة بوزارة الدفاع أنشئت في أيلول الماضي بعد صدور تقرير لجنة فينوغراد حول إخفاقات حرب لبنان الثانية. وأوضحت الوزارة أن هذه «السلطة» «ستساعد في رسم حدود المسؤوليات والخطوط الفاصلة بين مختلف العناصر والقادة المسؤولين عن الجبهة الداخلية».
وقال رئيس الوزراء إيهود أولمرت لدى بدء الجلسة الأسبوعية للحكومة «أريد أن أشدد على أنها مجرد مناورة، لا تخفي شيئا. كل التقارير حول التوتر المتزايد في الشمال مبالغ فيها. ما من خطط سرية. هذه المناورة ليست جزءاً من أي شيء آخر» مضيفا أن «هذه المناورة تستهدف التأكد من قدرات السلطات على التحرك في أوقات الأزمات وتحضير المواقع الخلفية لسيناريوهات مختلفة». وتابع انها «استمرار للخطوات التي اتخذناها لتطبيق الدروس المستخلصة من حرب لبنان الثانية» موضحا أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «سيجري تدريبا غدا (اليوم)».
وقال وزير الدفاع ايهود باراك، من جهته، «في حروب اليوم، يشكل إعداد المواقع الخلفية للمواجهة عاملا أساسيا لتحقيق النصر. بتنظيم هذا التدريب، وهو الأهم منذ سنوات، نستخلص أحد دروس حرب لبنان الثانية»، مضيفا أن «الجبهة الشمالية تتسم بحساسية خاصة، لكن ليست لدينا أي نية في التسبب بتدهور (عسكري) والجانب الآخر يعرف ذلك، ونعتقد انه هو ايضا لا يريد أن يكون مصدر تدهور».
وفي في موازاة المناورات، ذكرت «معاريف» أن إسرائيل تبني في حيفا أول مستشفى محصن من هجوم نووي، سيصبح المركز الطبي الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط. أضافت أنه سينتهي العمل على تحويل مستشفى «رامبام» الحكومي، ثالث أكبر مستشفى إسرائيلي، إلى مستشفى لحالات الطوارئ بعد سنتين، موضحة أن المستشفى المحصن من هجوم بأسلحة نووية وبيولوجية وكيميائية سيكون على عمق خمسة طوابق وسيشمل 750 سريراً.
وتبلغ كلفة المشروع 40 مليون دولار، تبرع الملياردير الإسرائيلي سامي عوفر بـ25 مليونا منها. وبدأ العمل بالمشروع الأسبوع الماضي، وسيتم بناء موقف سيارات تحت الأرض مكون من ثلاث طبقات، تبلغ مساحته 45 دونماً ويتسع لـ1500 سيارة. وفي حالات الطوارئ سيتحول الطابق الأعلى إلى طابق لوجستي، فيما يصبح الطابق الأوسط موقفا للسيارات، بينما يتحول الطابق السفلي في غضون 48 إلى 72 ساعة إلى مستشفى محصن، وستشمل جدرانه مسبقاُ بنية تحتية لربطها بأجهزة طبية.
وسيكون بمقدور المستشفى المحصن العمل لمدة 72 ساعة متواصلة بمعزل عن العالم الخارجي، بكل ما يتعلق بالتزود بالكهرباء والماء والغازات الطبية والأجهزة، وسيشمل غرفة ولادة وقاعات استقبال مرضى وغرف انتظار وغرفاً يرقد فيها المرضى.
وقال مدير قسم البناء في مستشفى رامبام أرييه بركوفيتش إن «المستشفى سيصمد أمام أي هجوم بأسلحة نووية وبيولوجية وكيميائية، وسيكون معزولا عن العالم بفضل جهاز مولدات تزود الكهرباء وتمتص هواء تتم تنقيته»، مضيفا أن «المركز الطبي سيكون شبيهاً بغواصة قادرة على البقاء من دون أي اتصال مع العالم الخارجي، وبعد انقضاء 72 ساعة، ستكون هناك مهلة من خمس ساعات يتم خلالها إدخال مواد غذائية وتجديد مخزون الأجهزة الطبية واستبدال الطواقم الطبية، وبعدها سيتم إغلاق المكان ثانية».
وبدأ المستشفى ببناء غرفة الطوارئ الجديدة فيه، وهي قادرة على العمل في ظل هجمات صاروخية، وينتهي العمل بها صيف العام .2009

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...