أطفالكم لا يخالطون الآخرين؟ تدخلوا فوراً

22-02-2011

أطفالكم لا يخالطون الآخرين؟ تدخلوا فوراً

لما لا نحاول أن ننظر إلى حياة أولادنا عن كثب. فبعض الأمورالصغيرة التي لا تخطر ببالنا، قد تكون أساسية في حياتهم اليومية. وقد لا تكون على ما يرام. وفي هذه الحالة، يترتب علينا التدخل فورا. إذا كان ولدنا يعاني من كونه غير شعبي بين أصدقائه، فهذه المشكلة توازي صعوبات التعليم لدى بعض الأطفال. أما النبأ السار فهو أن علاج تلك المشكلة، ممكن.
فيكتوريا (9 سنوات) هي من البنات اللاتي تصفهن رفيقاتهن في المدرسة بـ«غريبة الأطوار»، ثمة شيء ما في لغة جسدها يجعل أصدقاءها من حولها غير مرتاحين تجاهها. فمن الأمور غير الملائمة التي تقوم بها فيكتوريا، هي عندما ترمي نكتة في الصف بينما تشرح معلمتها الأمثولة. يتذمر أصدقاء فيكتوريا من تصرفاتها من دون علمها، ويقولون إنها تتفاخر طوال الوقت لأنها تتكلم عليهم في وجههم بدلا من الاستماع إليهم. لذلك، تجد فيكتوريا خلال فترة الغداء وحيدة.
تقول والدة فيكتوريا أماندا، إن رؤية ابنتها معزولة من قبل أصدقائها هو أمر محزن جدا. «فيكتوريا لامعة، كنت أعتقد أن تصرفاتها أكبر من سنها، لأنها تفضل التكلم مع الأكبر سناً. لكن رؤيتها الآن بهذه الحالة توجع قلبي. هي تقول لي أنها تفضل ملازمة الكبار ولا تهتم لما قد يفكر أصدقاؤها بشأنها. لكنني قلقة بشأن مستقبلها. ومتى حكم الأولاد بشيء على بعضهم، يلازمهم الحكم كل حياتهم».
كل الاهالي يريدون لأولادهم أن يكونوا الأكثر شعبية. وكل ولد مهما ادّعى أن الأمر لا يعنيه، هو في الحقيقة يحتاج إلى الصديق. وأجمعت الدراسات على أن علاقات الطفل الحسنة مع أترابه هي من العناصر الأساسية التي تقوي ثقته بنفسه وتجعله سعيدا وناجحا في حياته.
كان يُعرف أن الحصول على أصدقاء هو أمر يجدر بالأولاد تعلم القيام به لوحدهم. وقد يكون للبعض منهم مهارات فطرية في هذا المجال. لكن اليوم اختلفت النظرة بهذا الشأن، حيث أن مشكلة العلاقات الاجتماعية يمكن حلها كما «الديسلكسيا» أو الصعوبات التعليمية. فكما لا يستطيع الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا أن يفهموا الأحرف على الورقة أمامهم، فالأطفال غير الشعبيين أيضا لديهم صعوبات في فهم وتحليل اللغة الاجتماعية.
والتواصل هو عبارة عن 55 في المئة من تعابير الوجه والجسد، و38 في المئة من نبرة الصوت وارتفاعه. وهذه العوامل قد تكون أحيانا عائقا أمامهم. وتختلف المدة التي يحتاجها كل شخص لمعاينة بعض الأمور، فهناك من يأخذ وقتا طويلا لمعاينة أمر ما قد لا يتطلب أكثر من ثلاث ثوان من أحد أترابه.
وكما طورت مراكز التعليم تقنياتها للذين يعانون من الصعوبات التعليمية، هناك أيضا مراكز تعمل على تطوير تقنيات معينة لمساعدة الأولاد الذين لديهم صعوبات اجتماعية. وتساهم تلك المراكز في تعليم الأولاد على تقنيات التعامل مع الآخرين. وقد يحتاج بعض الأولاد وقتا أكبر من غيرهم لاستيعاب تلك المفاهيم، لأن أدمغتهم قد تكون غير قادرة على الربط بين الأمور. فهم يعرفون لماذا يحبون الآخرين لكنهم لا يلاحظون أنه يجدر بهم التصرف بطريقة معينة ليتبادل الآخرون معهم تلك المحبة.
الدماغ هو لحسن الحظ عضو مرن، فمتى صممنا على أن نتعلم، نستطيع إحداث تغييرات في الدماغ، من خلال تعلم أمور بسيطة.

السفير نقلاً عن «الإندبندنت»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...